رسالة حزب السلام في اسبانيا
إلى رئيس وزراء اسبانيا بمناسبة زيارته المقبلة إلى سوريا
حضرة السيد رئيس الوزراء الاسباني المحترم
خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو
بداية دولة الرئيس اسمحو لنا باسم حزب السلام أن نحيي كل مساعيكم ومساعي الحكومة الاسبانية من أجل تحقيق السلام العادل في العالم وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط عموما ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص
كما هي سياسة ومنهجيات حزب السلام في اسبانيا الحث على أي عمل يساهم في تحقيق السلام العادل في العالم وبخاصة في مناطق النزاعات المزمنة منها كما هو الحال في الصراع العربي الاسرائيلي
كذلك نعتقد أن اسبانيا وتركيا هما من أكثر البلاد في حوض المتوسط ترشحا لدور فعال وايجابي في احلال العدل والسلام في المنطقة نتيجة لعلاقتهما التاريخية المهمة مع باقي شعوب المنطقة ولعلاقتهما الحالية الممتازة مع تلك الدول
لكن في سياق زيارتكم القادمة الى سوريا اسمح لنا دولة الرئيس أن نوضح بعضا من النقاط الهامة التالية
1-النظام السوري الحاكم حاليا في سوريا هو نظام قام عقب انقلاب على الشرعية عام 1963 عبر اقامة حكم ديكتاتوري ذو شكل عائلي صرف يعتمد على أساس طائفي لبقائه نتيجه لانتماء العائلة الحاكمة للأقلية العلوية واستغلالها لتلك الطائفة خالقا انقساما طائفيا بين تلك الأقلية والأغلبية السنية في البلاد
2-أن النظام الحالي في سوريا هو الأول في العالم في تحويل الجمهورية الى ملكية اجبارية عبر تتابع الحكم الوراثي العائلي عبر تغيير مفاجئ للدستور وفوز الوريث بنسبة تعادل ال 99.99 بالمائة من الأصوات وهي نتيجة ملفقة مغير مقبولة في عالمنا الديمقراطي اليوم
3-أن النظام السوري الحالي هو نظام حكم احادي يتبع الطريقة الستالينية عبر انتهاكه لأبسط حقوق الانسان في سوريا وارتكابه لمجازر معروفة للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان
أ- وعلى رأسها مجازر حماة وتدمر عام 1982 والتي ارتكبت على يد ماسمي حينه سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وعم الرئيس الحالي بشار الأسد والتي أسفرت حينها عن مقتل مالايقل عن 30.000 مدني مابين نساء وأطفال ومسنين في مدينة حماة وحدها ناهيك عن مئات السجناء في سجن تدمر الصحراوي وجلهم من الطائفة السنية من عرب وأكراد
حتى وصولنا الى يومنا هذا حيث مجازر عام 2008 في مدينة القامشلي شمال شرق البلاد ضد المدنيين الأكراد ومذبحة سجن صيدنايا وسقوط العشرات من السجناء السياسيين بين قتيل وجريح
ب-الاختفاء القسري لعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين مابين سوريين ولبنانيين ومن جنسيات عربية أخرى
ج-هروب أكثر من مليون سوري من بطش النظام في حركة نزوح هي الثالثة في المنطقة من الناحية العددية بعد نزوح الفلسطينيين عام 1948 ونزوح العراقيين من بطش نظام صدام حسين وماتبعه من احتلال أمريكي للعراق
د-النظام السوري مسؤول مباشرة عن انهيار الاقتصاد اللبناني وعن موجات المناحرات الطائفية عبر جهازة الأمني الذي رافق الاحتلال السوري للبنان مابين 1976 و 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والذي تشير أصابع الاتهام فيه الى الاستخبارات السورية تخطيطا وتنفيذا وماأعقبه من اغتيالات في صفوف الموالاة اللبنانية المعارضة للوجود والهيمنة السورية ناهيك عن افتعال لأحداث مخيمك نهر البارد الدامية ومؤخرا تأجيجه للعنف الطائفي في لبنان مابين السنة والشيعة ولشطرين المسيحيين والدرزيين المواليين والمعارضين للوجود والهيمنة السورية كذلمك أحداث مدينة طرابلس مابين الطائفة السنيا والطائفة العلوية المدعومة من قبل النظام السوري ناهيك عن الانتهاكات المتكررة للحدود مع لبنان والتي يقوم بها سلاح الهجانة وحرس الحدود السوريون
ك-ناهيك عن تهديد القوات الدولية في جنوب لبنان اليونيفيل وعلى رأسها القوات الاسبانية عبر عملاء للاستخبارات السورية وخاصة اثر تسليم تاجر الأسلحة السوري منذر الكسار من قبل السلطات الاسبانية الى السلطات القضائية الأمريكية تنفيذا لمذكرة اعتقال بحقه
ل-استمرار الاعتقالات التعسفية في صفوف المعارضة السورية وبخاصة أعضاء اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي وعلى رأسهم الدكتورة فداء الحوراني ورفاقها من أعضاء اعلان دمشق رغم معاناة العديد منهم من مشاكل صحية دون أية محاكمة عادلة وبحجة الاخلال بالأمن الوطني
كذلك استمرار المضايقات في حق المعارضة السورية في الخارج وعائلاتهم في الداخل في تصرف غير أخلاقي ورثه النظام عن المخابرات السوفييتية السابقة وآخرها التشويش على قناة سوريا الجديدة وهي قناة فضائية معارضة تم حجبها عن الظهور بحسب المعارضة نتيجة لتشويش يقوم به النظام والذي ان صح يعتبر عملية قرصنة مخالفة لأبسط القزانين الدولية في مجال البث الفضائي ناهيك عن قرصنة مواقع المعارضة على شبكة الانترنت المتكررة
4- أما من الناحية الاقتصادية فان الاقتصاد السوري الحالي برمته قد انتقل الى مؤسسات عائلية تديرها العائلة الحاكمة كما هو الحال في مؤسسات المدعو رامي مخلوف ابن خال الرئيس الحالي بشار الأسد اضافة لأطراف عائلية أخرى حيث بلغ التدخل العائلي عائدات النفط وحتى الموازنة العامة للبلاد
أما بالنسبة للدخل الفردي السوري فان نصف سكان البلاد اليوم هم تحت خط الفقر ولايزيد الدخل الفردي السوري اليوم عن 1200 يورو سنويا
5-أما بالنسبة للعلاقات الخارجية للنظام مع المجتمع الدولي فان فشل النظام في التحكم في لبنان وتحديدا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري واتجاه أصابع الاتهام الى النظام السوري والذي يتجه تحاشيا لتلك المحكمة الى تصفية العديد من مسؤولي الاستخبارات ممن كان لهم تدخلمباشر في لبنان أمثال غازي كنعان مسؤول ملف لبنان السابق ووزير الداخلية السابق ناهيك عن تصفية العميد محمد سليمان مسؤول الاستخبارات العسكرية وصلة الوصل بين القصر الجمهوري والقوات المسلحة السورية
كذلك علاقات النظام السوري بايران ودعمها للعديد من الميليشيات المسلحة واخلالها بالأمن في العراق ولبنان
فان ماسبق قد شكل طوقا وعزلة للنظام يحاول اليوم فكها عن طريق محاولة اقناع الرأي العام العالمي بأنه نظام سلام وأنه لاعلاقة له بمايجري من اضطرابات في دول الجوار ومساعيه لعقد مؤتمر سلام مع اسرائيل ناهيك عن أن وجود النظام برمته متوقف أصلا على هدوء الحدود الدولية مع اسرائيل المطبق منذ هدنة عام 1974 والذي تطبقه سوريا بالكامل بينما تلتف على ذلك الاتفاق عبر زعزعة الحدود اللبنانية مع اسرائيل والتي جعلت من لبنان محاربا بالنيابة دافعا من سيادته واقتصاده ثمن الحرب بالنيابة عن سوريا
ومايقوم به النظام السوري اليوم من انفتاحه المفاجئ على المجتمع الدولي هو محاولة لكسب الوقت حتى انتهاء فترة الرئاسة الأمريكية ومن ثم يرجع الى سابق عهده من تأجيج للنزاعات والصراعات والتوترات في دول الجوار وفي المنطقة
أخيرا دولة الرئيس نعتقد أن أي مشروع لاحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في الحال السوري لايمكن أن تتحقق وتتعزز الا عبر احلال ديمقراطية وتعددية حقيقية على غرار الديمقراطيات الاوربية واحترام حقوق الانسان السوري بشكل واضح وصريح اذا كنا نريد حقا سلاما دائما وحقيقيا في المنطقة بعيدا عن أية مزايدات ومفاجآت
أخيرادولة الرئيس تقبلو فائق تحياتنا
حزب السلام الاسباني
www.partidodelapaz.blogspot.com