لا مبرر لاستمرار الخصومة بين النظام والإخوان

سياسي سوري لـ"قدس برس":

دمشق ـ خدمة قدس برس

دعا ناشط سياسي سوري حكومة بلاده إلى النسج على منوال المصالحة التاريخية التي أنجزها العلويون والسنة في مدينة طرابلس شمال لبنان وإجراء مصالحة تاريخية مع جماعة الإخوان المسلمين التي قال بأنه لم يعد هناك أي مبرر سياسي أو أمني لاستثنائها من العودة إلى الوطن والعمل من داخله.

وطالب الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المحامي حسن عبد العظيم في تصريحات لـ "قدس برس" النظام الحاكم في سورية بإطلاق مبادرة لمصالحة تاريخية مع جماعة الإخوان المسلمين على غرار مصالحة المسلمين السنة والعلويين في طرابلس، وقال "نتمنى أن تحدث مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم في سورية وأن يجلس الرئيس بشار الأسد مع مراقب الإخوان المحامي علي صدر الدين البيانوني في دمشق، لأنه ليس هنالك ما يبرر بقاء أي مواطن سوري خارج بلاده، فالظروف قد تغيرت وأزمة الثمانينات ولت وانتهت، ولذلك فإن المطلوب أن تلغى كل القوانين الاستثنائية وأن تحصل مصالحة تاريخية، وأن تأتي المبادرة من النظام السياسي باعتبار أنه هو الأقوى والأقدر".

وأشار عبد العظيم إلى أن الإخوان قد خطوا خطوات سياسية مهمة تساعد على عودتهم الطبيعية إلى الوطن، وقلل من أهمية أن يقف تحالفهم مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في وجه أي مصالحة وطنية، وقال: "المفترض أنه بعد الوثائق التي أصدرها الإخوان والتطور الفكري الذي حصل لديهم، وقولهم بحق الاختلاف واحترام الرأي الآخر والتعددية والتداول السلمي على السلطة وإقرارهم بالدولة الوطنية والمرجعية السياسية، أعتقد أن ذلك يمهد لإلغاء القانون 49 وعودتهم إلى الوطن، ونحن في لمعارضة عندما شكلنا تجمع إعلان دمشق عام 2005 وأعربوا هم عن تأييدهم له رحبنا بهم لأنه لم يعد هنالك أي مبرر لبقائهم خارج الوطن. ومع أنهم استعجلوا الدخول في تحالف آخر قبل استشارتنا في تجمع إعلان دمشق فإن ذلك لا يمنع أن تعود الأمور إلى مجاريها"، على حد تعبيره.

واعتبر عبد العظيم أن تراجع حدة الحصار الدولي الذي كان مضروبا على سورية يشكل دعامة رئيسية لمصالحة من هذا النوع، وقال: "نحن لنا موقف مبدئي بأن الظروف تغيرت وينبغي أن تطوى أزمة الثمانينات بشكل نهائي وأن تنفتح السلطة السياسية على المجتمع وعلى الرأي الآخر، وبعد تراجع حدة العزلة والانفتاح الدولي على سورية ينبغي أن ينعكس ذلك إيجابيا على الوضع الداخلي وأن تبدأ خطوات جدية على طريق المصالحة الوطنية، وأن تكون هناك تسوية تاريخية بين السلطة والمعارضة بما يعزز الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية"، كما قال.

وعما إذا كان حوار النظام مع الإخوان يمكن أن يتم بطريقة مباشرة أم أنه يحتاج إلى وساطة دولية، قال عبد العظيم: "أعتقد أن الافتاح الأروبي على القيادة السورية سيكون له أثره الإيجابي على مسألة انفتاح النظام واهتمامه بالوضع الداخلي، فثقافة الأروبيين الديمقراطية وخبرتهم الطويلة في التعامل مع دول المنطقة ومنها سورية تسمح لهم القيام بوساطة من أجل التوطئة لمصالحة تاريخية من هذا النوع"، على حد تعبيره.