الدويقة وسوزان تميم
د. محمد رحال /السويد
كنت في زيارة الى مصر الدولة التي احبها جدا , وذلك لست سنين خلت , وكان جبل المقطم من الاماكن التي زرتها , والعجيب الغريب ان الدليل السياحي الذي صاحبني الى جرف المقطم قال لي ممنوع الاقتراب من الجرف , وعلق قائلا انها منطقة انهيارات , وبالفعل كانت هناك بعض الشقوق الواضحة للعيان , والاغرب من ذلك اني شاهدت تلك الاشلاء السكنية والتي ترقد عند اقدام المقطم ومنها الدويقة , والدويقة هي منطقة تمثل الشريحة الفقيرة جدا من الشعب المصري المنهك , والذي يحيط بالمدن المصرية على شكل احزمة تسمى حزام الفقر السكني او العشوائي , وهي صورة تتكرر ليس في مصر وحدها وانما في اغلب اركان الوطن العربي , والذي يفخر زعمائه بالتاريخ المجيد , في حين انهم لن يتركوا اي مجال لفخر الاجيال في حقبتنا الحالية .
وانا كمواطن عربي لم افاجأ ابدا بموقف القيادة المصرية من ازمات كهذه , وانما كانت المفاجاة هي في القبض على رجل الاعمال المصري بتهمة الوقوف وراء مقتل الفنانة سوزان تميم !!!!!!! ومع مكانته الكبيرة والتي تمثل ركيزة في النظام المصري فقد اعتقل واودع السجن , ولم يسجن احد في قضية القطار المحترق , حيث تبين ان المجرم هو الهواء الذي اقتحم نوافذ القطار ففعل مافعل , ولم يسجن احد من اصحاب باخرة السلام , حيث حمل البحر الاحمر المسؤولية وحكم عليه بالشنق من مضيق باب المندب , ولم يحمل احد مسؤولية الانهيار في المقطم باعتبار ان المسؤولية تقع بكاملها على الجبل نفسه , وهنا ياتي السؤآل فماذا كانت السلطات ستفعل لو كان في القطار او الباخرة او الدويقة الفنانة المرحومة سوزان تميم , وانا واثق كل الثقة من ان الدولة الرسمية في مصر كلها ستخرج حزنا والما عليها . وان عددا من الوزراء سيسقطون.