ابشروا فالفرج بعد الشدة آت
محمد هيثم عياش
يشهد العالم ومنذ بداية شهر آب/ اوجسطس النصرم تطورات سياسية وأمنية أصبحت حديث الساعة وقلق السياسيين في اوروبا ، ويعود قلق السياسة الدولية الى الحرب التي وقعت في القوقاز مؤخرا وتدهور العلاقات الاوروبية لغربية مع روسيا وازدياد لهجة الحرب بين موسكو وواشنطن ، وازدياد القلق ايضا من استغلال ايران لخلالف الغرب من روسيا وامكانية قيام تحالفات عسكرية جديدة في منطقة الشرق الاوسط وبحر قزوين والقوقاز ، اضافة ان ازدياد حدة مقاومة الاحتلال الاجنبي في أفغانسنان أصبح حديث الساعة وازدياد خوف قادة حلف شمال الاطلسي / الناتو/ من هزيمة موجعة يتعرضون لها على يد المسلمين الافغان الذين ألقنوا روسيا درسا لن تنساه ابدا .
ولنبدأ بخوف الغرب من أفغانستان فقد اكد وزير الدفاع الالماني فرانس يوسف يونغ انه لم يعد بإمكان تحقيق اي نصر عسكري ضد الارهاب ومنظماته لإعادة الهدوء الى افغانستان واستقرار تلك الدولة سياسيا وامنيا مشيرا بكلمة القاها امام مؤتمر صحيفة الـ / هاندلسبلات / الخامس للامن والسياسة الاستراتيجية الدولي عقد ببرلين يومي الثلثاء والاربعاء 9 و 10 أيلول/سبتمبر الحالي ان على الدول المشاركة بانزال عسكري في تلك الدولة ولا سيما المانيا تغيير سياستهم التي ينتهجونها تجاه الارهاب واستقرار افغانستان والعمل على اجراء حوار مع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية المعنية وخاصة الطالبان في تلك الدولة وبالتالي العودة الى كسب ثقة الشعب الافغاني بأن قوات حلف شمال الاطلسي / الناتو / غير قوة احتلال ، ونفى يونغ وصف رئيس نقابة الجيش الالماني بيرنهارد جيرتس للجيش الالماني بافغانستان بأنه يعيش في حالة حرب حقيقية في تلك الدولة الا انه أعلن بأن الاعتداءات على الفرق العسكرية الالمانية قد ازدادت حدتها وخاصة في مناطق قندوس ومزار شريف ومناطق اخرى في شمال تلك الدولة ووسطها مشيرا ان هذه الاعتداءات تعود الى ضغوط تريد المقاومة الافغانية ممارستها على البرلمان الالماني الذي سيجتمع في تشرين أول /اكتوبر المقبل للتمديد لبقاء الفرق الالمانية في تلك الدولة معلنا بأن المانيا ملتزمة بمسئوليتها ا الدولية والتي تكمن بإعادة تعمير مرافق افغانستان واعادتها الى المجتمع الدولي من جديد ، هذا على صعيد خوف الغرب من افغانستان ، أما خوفهم من احتمال قيام تحالفات عسكرية جديدة في العالم جراء أزمة القوقاز فهي أكثر من قلقهم على فشل سياستهم في افغانستان اذ عزا وزير الخارية الالماني فرانك فالتر شتاينماير خلال كلمة القاها أمام السفراء الالمان يوم الثنين من 8 أيلول/سبتمبر الجاري وقوع الاعمال الحربية في القوقاز مؤخرا الى فقدان الثقة تماما بين أطراف النزاع مؤكدا الى ضرورة استمرار الحوار السياسي بين الاروبيين والروس لانهاء النزاع في تلك المناطق اضافة الى ضرورة تعاون روسيا لاوروبا بانهاء النزاعات في العالم مشيرا ان الوضع الدولي القائم حاليا يعتبر خطرا على الامن والسلام الدوليين وعلى الاروبيين بذل جهودهم لكف جماح التهديدات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية والعمل على بذل الاوربيين وساطتهم بين تفليس وموسكو مشيرا بأن لروسيا اهميتها بالنسبة للعالم وخاصة الاروبيين فهي دولة اقتصادية قوية والتعاون الاقتصادي والعلمي والاستراتيجي هام للاوروبيين وغيرهم كما ان تكثيف الجهود لانهاء النزاع والتوصل الى صيغ سياسية مرضية تنهي الفتور القائم بين روسيا واوروبا وبالتالي الحيلولة من عودة الحرب الباردة بشكل جلي الى اوروبا ، كما وصف القائد السابق لخطط عمليات حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية ورئيس قسم شئون السياسة الاستراتيجية في الجامعة العسكرية بمدينة ميونيخ اولريخ فايسر الذي كان يشغل رئيس الخطط العسكرية الاستراتيجية للجيش الالماني سياسة حلف شمال الاطلسي / الناتو / تجاه روسيا بسبب الحرب بالقوقاز بأنها سياسة طائشة مشيرا بندوة صحافية دعت اليها جامعة هومبولدت البرلينية صباح يوم الاربعاء 10 أيلول/سبتمبر ان انتقادات / الناتو/ لموسكو كانت وراء تجميد الكرملين علاقاته مع الحلف المذكور الذي يرتكب اعضاء الحلف الاوربيين اخطاء سياسية فادحة فموسكو هامة بالنسبة للاوروبيين من اجل الاستقرار والامن الاوربي والدولي كما ان تجميد العلاقات بين موسكو و /الناتو/ سيؤدي الى ازدياد الخطر على منطقة القوقاز وخاصة في جورجيا ولن يحل النزاع القائم بين موسكو وتفليس معلنا بأن حلف شمال الاطلسي / الناتو / أصبح بيد الولايات المتحدة الامريكية تلعب بسياسته كيفما تشاء مؤكدا ان واشنطن ومعها لندن ووارسو ودول بحر البلطيق استطاعت من خلال قطع التعاون بين / الناتو / وروسيا وضع هذا الحلف على ايدي عفريت اذ ادا انهيار سياسة حلف شمال الاطلسي / النانو / العسكرية الى انقسام الحلف على نفسه فريق يدعم السياسة الامريكية تجاه روسيا ضد الفريق الاوروبي الذي يرى الى ضرورة استمرار المفاوضات مع موسكو وانتهاج سياسة عدم الانحياز تجاه النزاع بين روسيا جورجيا في منطقة القوقاز مؤكدا أنه اذا ما استمر الاروبيون بانقاداتهم لموسكو فان اوروبا ستخسر روسيا كما ان جميع جهود التعاون لاحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط وانهاء ازمة ملف ايران النووي ستباء بالفشل لن موسكو بمقدروها كسب ثقة ايران والشرق الاوسط اضافة الى قوتها السياسية والمعنوية في منطقتي البلقان وآسيا الوسطى . واذا ما قرأتم هذه التصريحات وتابعتم تطورات السياسة الدولية فانكم تستطيعون الجزم بأن قبضة الغرب على خناق المسلمين قد بدأت بالتراخي لأن ثبات المقاومة بأفغانستان يرغم حلف شمال الاطلسي / الناتو / على تغيير سياستهم فجميع الدول المشاركة بقاتها بتلك الدولة ضد المسلمين بدأوا يطالبون بحوار مع الطالبان . أما من ناحية ايران فبالرغم من خلافنا مع طهران عقائديا الا أنه يجب علينا ان ننافح عنها بعض الشيء ، فايران تفتقر الى سياسة الكتمان بسياستها التي تنتهجها نحو تطوير برامجها العلمي بتخصيبها اليورانيوم لذلك فهي تمارس سياسة حمقاء بعرض عضلاتها أمام الغرب مع تخمينها بوقوف روسيا والصين الى جانبها وبالرغم من سياستها الحمقاء هذه الا انه المطلوب بأن ننافح عنها ولا نظهر الشماتة بها.