مُعسكران أحدهما قوّال والثاني فعّال

وما بينهما تُنتهك الكرامات

وتُسال الدماء والساركوزي ورمضان

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( أسمعك أصدقك أشوف عمايلك أستعجب – أصدقك حين تبكي وأصدقك حين تبتسم !! لأنك لا تبتسم إلا لي ولا تبكي إلا علي  )

العناوين خلال الأيام الماضية

* مصادر قريبة من "حزب الله": تم إسقاط مروحية الجيش لأنها تجاوزت الخطوط الحمر التي سبق لـ "حزب الله" أن حذّر وزارة الدفاع وقيادة الجيش بشأنها وأبلغهم بوجوب الالتزام بها". وحتّى الآن لم يصدر بيان

* الرئيس الجميل علق في حديث إذاعي على حادثة سجد واستشهاد ضابط : الرسالة وصلت ولا بد أن تحسم قيادة الجيش أمرها لأنها المعنية مباشرة

* الحص يطالب حزب الله بـ"تفسير" بشأن حادثة مروحية الجيش اللبناني . وقال الحص في تصريح نشر الجمعة 29-8-2008 "المطلوب من حزب الله تفسير لما وقع"، واصفا الحادث بأنه "فاجع ومؤلم للغاية"، ولفت إلى أن منطقة الحادث "تحت سيطرة المقاومة كما هو معروف"، موضحا بأنه يطالب بتفسير لا بـ"تبرير"؛ لأن مقتل ضابط "لا يمكن أن يكون له مبرر أيا كانت ظروف الحادث".

* ابو الغيط: حملت رسالة دعم من الرئيس مبارك للاستقرار والسلام في لبنان

* قيادة الجيش نعت النقيب الطيار سامر حنا

وفاة الإخواني والمعتقل السياسي السابق عبد الستار قطان متأثراً بأمراضه التي تسببت بها سنوات سجنه الطويلة

* مشعل التمو يظهر في المحكمة بعد نحو أسبوعين من اختطافه

* حزب الله يختطف ثلاثة صحفيين برازيليين وآخر فرنسي ويجبرهم على مغادرة لبنان

* كوشنير في دمشق يعلن فتح عصر جديد من العلاقات بين لبنان وسوريا وقال كوشنير بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد "لاحظنا أن هناك تقدما في لبنان (...) لقد وعدنا بذلك (...) عندما يصبح الوضع في لبنان أفضل وانتخاب الرئيس اللبناني ممكنا، (...) وها نحن اليوم نفتح عصرا جديدا من العلاقات بين سوريا ولبنان".

* واشنطن بوست: الأسد مستعد لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل شريطة انضمام أميركا للمحادثات

* كوشنير:فرنسا "تثق" بوعود سورية حتى "يثبت العكس" وقال "حتى الآن الأمور تسير بشكل أفضل في لبنان،

وفي السابق

تعطيل الحياة السياسية ، والانسحاب من الحكومة لعدم إقرار المحكمة الدولية بشأن اغتيال الحريري ومغامرة حزب الله وإعلان الحرب والسلم من قبله دون الدولة ، واجتياح بيروت ، وتهديدات واضحة من حزب الله بقطع الأيدي والألسن واستخدام القوّة على أبناء الوطن ، وحتّى المُتهالك عون صار يُهدد بالويل والثبور ،ومنع انتخاب الرئيس والتئام المؤسسة التشريعية ،  بينما الطرف الآخر لازال يستنكر ويُعلق الآمال على وهم اسمه الجيش الذي لم يفعل أيّ شيء عند أي طامّة او مشكلة بسيطة ، سوى الكلام المُهدّئ دون وجود أي خطّة للمواجهة الحقيقية لما يجري وللمُستجدات ، فلا قرارات حاسمة ولا خطوات باتجاه تقليم أظافر هذا الحزب وتحجيمه في الإطار السياسي ، ولا خطوات لمنع التدخل الإيراني السوري في الشأن الداخلي اللبناني ومنع أجهزتهم الإستخباراتية العمل على الأراضي اللبنانية ، ولا تسليح مُكافئ للطرف الآخر ولا للجيش  ولا دعم مادّي ولا دعم ذا جدوى 

فالمعسكر الأول تلقى التسليح اللا محدود بما يكفي لخوض حرب أوسطية من إيران عن طريق سورية كما أشرت في مقالة سابقة، وبما يكفي لإقناع الآخر ليس الإسرائيلي الذي دخل معه في لعبة استعراض القوّة في تموز الذي –حزب الله – لم يُرد أن يكشف عن قُدراته العسكرية أو عن خوض معركة الفناء ، بل كان فاتحاً كُلّ خطوط العودة مع إسرائيل التي تأتي في آخر أولياته من وراء تسليحه ويتضح ذلك عندما أعلم إسرائيل بنيته لقصف المُفاعل النووي في حيفا لتنقل محتوياته إلى صحراء النقب ويُقصف بعد ثلاثة أيام من الإنذار،  بل لإقناع كل من سيقف ضد مشروع التبشير الفارسي وخطط إيران ، التي فيها حزب الله الأداة العاملة لبناء هذا الحُلم ، عبر إقامة دولة ولاية الفقيه على كل الأرض اللبنانية بالتزامن مع التبشير الكبير الحاصل في سورية والدول العربية ، في ساعة غفلة وانشغال العالم بأمور كبيرة قد تطرأ ويستفيد منها حزب الله، كما استفاد النظام السوري من حرب الخليج الأولى والثانية لتعزيز مواقعه في لبنان لحاجة الدول الكبرى إليه في تلك المرحلة

بينما المُعسكر الآخر لا يفعل شيء ، ولا يتلقّى أي دعم سوى معسول الكلام ، والوعود الكاذبة ، والانقلاب على كُل الالتزامات ، والعفو والطلب من الضحية بالتجاوز ، واللهاث وراء الحطام ، في نفس الوقت الذي يُقدم فيه تيار الاستقلال التضحيات تلوى التضحيات ، ثُمّ يُطلب منه أن يجتر الجراح ونسيان ما كان ، لأنّ مصلحة تلك البلدان غير متوافقة مع المُناداة بالحقوق وتقديم الجناة للقضاء

فالساركوزي قادم إلى النظام السوري بعد أيام  ولا يُريد الدوشة ، وحتّى المُتظاهرين على دعوة رأس النظام لباريس مُنعوا من حق الاحتجاج ، في دولة الحرية ، وحتّى هذا الكوشنير الذي كان على استياء  من دعوة بشار إلى فرنسا يُبشرنا بأنّ بلده فتحت عصراً جديداً من العلاقات إثر الزيارات المُتبادلة بين البلدين بل وما كان عليه من الاستغراب الأكبر بإعلانه بأنّ فرنسا"تثق" بوعود سورية حتى "يثبت العكس" مُضيفاً بأنه  "حتى الآن الأمور تسير بشكل أفضل في لبنان؟ مُتناسياً المتاريس السياسية المفروضة ولغة التهديد والفحش في الفعل ، الذي تمّل أخيراً  بإسقاط طائرة الجيش اللبناني عن سابق إصرار وتعمّد وقتل قائدها ليدخل كل هذا في سياسة "خير ما يرام" والإقناع اللازم بالأمر الواقع بدولة حزب الله ، التي طالبت الجيش أن يأخذ الإذن على الأرض اللبنانية عند قيامه بواجبه ، وأنّ عليه أن يفهم بأنّ لدولة حزب الله حدوداً على الجميع ان يلحظها أو دونها الموت

وأمّا سورياً فحدّث ولا حرج حتّى يثق الكوشنير بوعود نظامها ، لأنها تحوّلت من يوم أعياد فرنسا منذ قرابة الشهر إلى يومنا هذا إلى واحة الحرية والعدالة وشطآن الأمان ، بعد أن أفرج النظام السوري عن كُل مُعتقلي الرأي ، وبعد أن بذل الجهود الجبّارة لعودة  مئات الآلاف من أبناء شعبنا المنفيين قسراً عن سورية ، وبعد أن تمّ  تعويض جميع العائلات على مساحة الوطن والاعتذار منهم ، بمن فيهم عائلة الشهيد الكبير عبد الستّار قطّان ـ التي ذاقت المُرّ طوال حياتها وهي تُتابع عزيزها مابين المُعتقلات والمُلاحقات وهي تفقد أبسط أنواع الطمأنينة طوال عُقود التسلط والقهر والحرمان الأربعة الماضية، وبعد أن أنهت الحوار الوطني الذي يشمل كل الطيف السياسي والاجتماعي والنسيج السوري، ولم يبقى في السجن إلا الثلاثة عشر من قادة إعلان دمشق الذين لم يتسع الوقت لإطلاقهم ومنهم الأستاذ مشعل التمّو الذي كان آخر المُختطفين لانشغال السلطات في الأمور السابقة والمُصالحات وما شابه ، مما تسبب في نسيانهم ، وهم الآن على طريق الإفراج عنهم وتعويضهم عن سنين الحرمان، ولكن بعد إجراء بعض الترتيبات الروتينية التي لابدّ منها ليتم الإفراج عنهم بسلطة القانون وليس من قرار الفرد المُتسلط أو بتأثير سلطة غير سلطة القضاء، فأيُّ مهزلة وصل إليها الخطاب الفرنسي ومن وراءه الأُوربي وهو يستخف بعقول السوريين  واللبنانيين في فرض لغة إقناعه بأساليب مرفوضة ، وهو غير مُقتنع بها ، تماشياً مع مصالحه الدنيئة ، التي لم يعد مقبولاً تمريرها على شعبنا السوري ، الذي ذاق من وراء هذه السياسة المُتغطرسة الكثير الكثير ، مما دفع من وراء هذا السُخف  ببعض القوى اللبنانية بالابتعاد عن المواجهة وصب الزيت على النّار ، التي لا يكتوي بها إلا شعبين البلدين اللذان كانا مُستعمران من هذه الدولة النفعية

وهذا اليوم طالعنا تلفزيون الجديد " النيو تي في " المُمول من سورية وإيران والذي يُديره شبكة مُشتركة من حزب الله وميشيل عون وأدوات النظام السوري المخفيين ، بأنّ الطيّار القتيل تقع مسؤولية دمه على الدولة اللبنانية التي أرسلته إلى الخط الأحمر وحدود دولة حزب الله ليسقط ضحية من أرسله ، وما كان عليها فعل ذلك ، وبخبث شديد كانت المذيعة تتلو الخبر بتأثر ، مُلقية اللوم على الجيش وليس على حزب الله، ولينبري أحد نواب الأكثرية ليقول : بأنه لابد من إجراء تحقيق لمعرفة القاتل ومن وراءهم وتقديم الجميع للمُحاكمة ، وهو ينطق بكلامٌ كبير ، وأكبر من حجم لبنان ، لأنّ القاتل هنا معروف ، وقد اعترف بجريمته ، التي وقعت ضمن المُربع الأمني الذي تنتشر فيه قوات دولة حزب الله  ، وبالتالي لا يحتاج الأمر إلى عبقرية للوصول إلى الفاعلين ، على عكس جرائم الاغتيال السابقة ، ولكن من ذاك الذي يجرؤ على الاقتراب

فلبنانياً : جماعة تيّار 14 آذار هم أضعف عن المواجهة العسكرية ، لأنهم لازالوا مُقتنعين بغباء بأنّ الحوار مع حزب الله لازال مُجدياً لإعادة سلطة الدولة التي هي أيضاً أضعف عن المواجهة ، وهم لا يملكون من حُلفائهم العرب والمجتمع الدولي إلاّ معسول الكلام ، وما لا ينفع في الأمر الواقع شيئاً ، بل الأنكى من الحليف الفرنسي الأبرز بأنه يبيع بهم ويشتري ، ليُصعد الأمور ويستفيد من أي وضع متأزم كما هو حاصل هذه الأيام ، الذي عقدت فيه فرنسا مع النظام السوري اتفاقيات تعاون نفطي واقتصادي وعقود شراء واستئجار لطيّارات يدّر على بلاد الساركوزيي المليارات التي يُراد من وراءها ومن تحتها سحق إرادة الشعبين السوري واللبناني من التحرر ، وليقاسوا المزيد من المُعاناة وسفك الدماء من اجل عيون فرنسا . بينما حزب الله البطّاش لازال يصله الدعم المادي والتسليحي والمعنوي لمواجهة صهاينة الداخل كما وصفهم أحد مُحاربي حزبه ، وكما هم في تصنيفات حزب الله الذي يُربّي أتباعه على هذه الثقافة التخوينية والإلهية والقطعية ،وبالتالي صار من حق النّاس  أن تتساءل عن بقاء رفع وتيرة الصوت والإثارة في واقع لا يلتفت فيه إلى لغة العقل ، ولمن يفعل ذلك كمن ينفخ في قربة مقطوعة ، بل المُعسكر الأول لا يُخفي نواياه وتحدّيه المُستمر للمعسكر الثاني ، وتهديده باستخدام القوّة في أي وقت لمن يجرؤ على الحديث في تغير هذا الواقع الشئيم ، الذي تُعتبر فيه فرنسا الحليف الوطيد للبنان ، وهي تبيع وتشتري في حُلفائها ، لذا فإنه صار لزاما على المُعسكر الثاني الحر ان يُعيد حساباته في تعامله مع المُعسكر الأول البلطجي على أساس عدم وجود السند للدخول في مُعادلة تُقلل من خسائره ، وتُفهم حُلفائه بأننا لم نعد نثق بأحد منكم وكفانا غباءاً وسُخفاً ، وكفانا دفعاً للآثمان

على كُل حال سأبتعد في أسطري الأخيرة عن السياسة لأُبارك للعالم الإسلامي والعربي برمضان الكريم ونحن على أعتابه ،لأتوجه من خلاله إلى شعبنا المُصابر وأدعوه الى زيادة الصلة بالله سبحانه وتعالى ، ولأقول لهم رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير ،ولأطلب منهم الدعاء بأن يُخلص سورية من زمرة الاستبداد والطغيان ، وأن يُعيدها بأجمل مما كانت عليه في السابق ، بلد الآمان والحب والتآخي والتوافق والتعاون والتآلف والروح الواحدة ، ولأقول للرئيس ساركوزي الذي قرر زيارة سورية هذه الكلمة ليستشعر فيه السورين بعض المصداقية التي افتقدوها من دولته من يوم وصوله للرئاسة بأنّ عليه أن يفتح الملفات الإنسانية أولاً ، قبل أن يفعل أي اتفاق مع النظام من شأنه أن يضر شعبنا السوري ويُعزز سلطته ، وإلاّ نتمنى عليه عدم المجيء كونه ضيفاً غير مُرحب به من شعبنا السوري

الكاتب: أحد أحرار سورية  من جُملة ملايين السوريين المنفيين قسراً عن بلدهم