شعب سورية: بين جِلده وظُفره
شعب سورية:
بين جِلده وظُفره.. وعجزه وقهره!
ماجد زاهد الشيباني
يا شعب سورية الأبيّ ، المثخن بالجراح ..
* عَـلامَ تَـلوم ، ومَن ذا تَـلوم وكَـمْ ذا تلوم .. بـِلا طائـلِ
إليـكَ الحـقيقةَ : أنتَ المَـلوم فـهَيّء جَـوابَـك للـسائـل
· أنت الذي تُذبح ، كل يوم ، وتُسلخ ، وتُشوى ، وتُؤكل ..! وتلقي اللوم على آكليك ، وأعوانهم ، وأنصارهم ، والمستمتعين برؤيتك وأنت تذبح ، والطامعين ببعض الشواء، من لحمك الشهيّ ، والمتربّصين بلك الدوائر، والحالمين بأن يكونوا ورثة ذابحيك وآكليك !
· فلمَ تلقي اللوم على آكليك ، وأنت الملوم !؟ وإن كنت ترفض أن تلام ، وتصرّ على أن غيرك هو الملوم .. فأجب على هذه الأسئلة ، بأيّ لسان تحبّ ، وبأيّ أسلوب تشاء!
1) متى وحّدتَ صفوفك ، وعزمتَ عزمة صادقة ، على كنس المجرمين ، الذين يذبحونك ويأكلونك .. ثم أخفقتْ عَـزمتك ، وباءت مساعيك بالخسران .. وأبناؤك يحفظون ، جميعاً ، كباراً وصغاراً ، بيتَ الشعر القائل :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابدّ أن يستجيب القدرْ !؟
2) هل تثق بحكامك ، أدنى ثقة ، وتطمئنّ إليهم ، أو إلى أيّ منهم .. وتتوقّع أن يرحموا ضعفك ، أو عجزك ، أو صمتك على جرائمهم ، أو حرصك على خدمتهم ، وتنفيذ أوامرهم !؟
3) هل تصدّق ، أو تظنّ ، أن حكّامك ، من آل أسد وأعوانهم .. يمكن أن يقودوك إلى خير، أو يريدوا بك ، أو لك ، الخير.. أو يبذلوا جهودهم ، لتبقى بخير، أو لتحصل في بلادك ، على خير !؟
4) هل تتوقّع من حـُماة حكّامِك ، الصهاينة ، أو الأمريكان ، أو الفرس .. الذين يجاهرون ـ كل منهم على طريقته ـ بضرورة حماية آل أسد ، ونظام حكمهم ، وبقاء هذا النظام ، جاثماً على صدرك ، يذبحك بشتّى أنواع السكاكين ، وبسائر طرق الذبح .. هل تتوقّع من حماة هؤلاء الحكّام ، أن يبادروا إلى رفع سكاكين آل أسد ، عن رقاب أبنائك ، أو أن يعينوك ، في رفع هذه السكاكين ، في يوم من الأيام !؟
5) هل تأمل من أيّ حاكم ، أو شعب ، في العالم ، أن يبادر إلى نصرتك ، أو مدّ يد المعونة لك ، في محنتك .. إذا كنت ، أنت ، نائماً ، مستسلماً لحكّامك ، خانعاً ، خائفاً من كل شبح ، ومن زجرة .. ومن كل فكرة تراودك ، في التخلّص من ذابحيك !؟
6) هل الموت الذي تعيشه ، كل يوم ، بل كل لحظة ، على أيدي آل أسد ، أهون ، أو أكرم ، من الموت الذي ينتظرك ، فيما لو عزمتَ على تحرير نفسك ، من جزّاري السلطة الأسدية البشعة !؟
7) هل ينقصك المال ، أو الرجال ، أو السبب الوجيه ، الذي يدفعك إلى الانتفاض ضدّ جلاّديك !؟
8) هل العصابة التي تحكمك ، بك أنت ؛ بخوفك ، وصمتك ، وتردّدك .. هل هي أقوى منك ، بملايينك العشرين ، وبكل ما تملكه ، من مقوّمات الشعوب الحيّة القويّة !؟
9) هل أنت عاجز، عن توحيد صفوفك ، عَبر قواك الحيّة ، ونخبك الواعية ، المؤهّلة لقيادتك ، في عميلة التحرير المقدّسة ، من براثن آل أسد !؟
10)إذا كان المثل الشعري يقول :
ماحكّ جلدكَ مِثلُ ظُفرِكْ فـتَولَّ ، أنتَ ، جميعَ أمرِكْ
فهل تطمع ، أو تحلم ، أن تهبط عليك ملائكة من السماء .. أو تشكَّل لجان دولية ، لتوحيد صفوفك ، وقيادتك في معركة مصيرك !؟
11) هل ترى هذه الأسئلة ، التي نطرحها عليك ، ونحن منك وإليك .. هي لمجرّد تعنيفك ولومك ، أم لتحفيزك ، وإيقاظك من نومك !؟
12) أجب ، يرحمك الله .. وليجب عنك مَن شاء من أبنائك ! فوضعك الراهن ، يحيّر العقول ، ويصيب كل مَن يراه ، بالدهشة والذهول!