سياسة الشطارة بين الربح والخسارة

د.مراد آغا *

[email protected]

ان مصلحة السياسة كغيرها من المصالح والكارات والصنعات تحتمل الربح والخسارة حسب شطارة وجدارة ابن المصلحة أي السياسي العريق سواء كان من المحافظين حيث يسمى أخ وشقيق أو من مدعي ودعاة العلمانية والتقدمية والثورية وباطحي الرجعية والزئبقية وهنا يسمى مناضل وثائر ورفيق لكن مايميز سياساتنا العلية وخير اللهم اجعلوا خير أن أبناء المصلحة فيها أي السياسيين لايقبلون بالخسارة مصطلحا وفعلا لدرجة تحويل أشد الهزائم والخسائر الى انتصارات وانجازات عاش من عاش ومات من مات وان كانت مصلحة تحويل الهزيمة الى نصر وغنيمة والتي تندرج على مبدأ حليمة وعادتها القديمة أي أنك ترى التراجع والتقهقر والجوع والخنوع والشرذمة على أرض الواقع لكن مايروى وينشر ويذاع هو العكس تماما فمابين أمهات المعارك اللهم يزيد ويبارك حتى قهر الأعداء بزج وحشر وزجر كل عملاؤه من أبناء الوطن طبعا في غياهب السجون والمعتقلات وتحويل أعناقهم الى طيارات بينما تجول وتصول طيارات وأقمار ونظارات ومخابرات الأعداء فوق رؤوسنا عالطالع والنازل وعالواقف والمايل أي بالمشرمحي ان أردت تحويل الهزيمة الى نصر فعليك بشعبك لتفش فيه قهرك لأنك مقهور أصلا وفصلا

وخروجا هذه المرة عن العادة في تناول الشأن السوري اللبناني فقد أدهشني أنه بينما يقتل اللبنانيون في طرابلس مابين اشتباكات وسيارات مفخخة يتوجه رئيس البلاد الى الشقيقة سوريا  والتي تعتبرسبب أكثر آلام وأوجاع رأس اللبنانيين وماسببته لهم من شقيقة يتوجه الرئيس سليمان الى دمشق في يوم تفجير حافلة العسكر في طرابلس ومقتل 17 شخصا في هذا التفجير

لست هنا في تأويل وتحليل سبب ماحصل لكنه في معيار أي بلد يبحث عن الحرية والديمقراطية أن يقيم اعتبارا للبشر فيه لنضرب مثلا الحال الاسرائيلي وكيف يعامل حكامه مواطنيهم عندما يحصل انفجار ما في مكان ما كم مرة قطع رؤساء الوزراء الاسرائيليون زيارات لدول عظمى وغيرها ورجعوا الى بلادهم اثر سماعهم بنبأ انفجار أو حدث جلل

هل الانسان عندهم له قيمة والناس عندنا لايخرجون عن كونهم قطعانا من الماعز أو الدجاج لاحول ولاقيمة

أم أن العدوى السورية قد انتقلت الى بلاد الأرز عبر اعتبار أن أرواح العباد مجرد حفنة رماد

بطبيعة الحال وكما أشرت أيا كان الفاعل وهدفه فان قيمة الانسان أهم هنا من تقديم طقوس الولاء والطاعة وطق الحنك وصفوف الكلام المنمق في عاصمة الصمود والتصدي ويابعدي

كل مايهم دمشق من الأمر قشة لفة هو تجاوز المحكمة الدولية ومقايضة اسرائيل بالجولان عبر تحكم ونفوذ في لبنان وكان ياماكان

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

فان جل سياساتنا لحد اللحظة هي خسارة بالكامل أمام الأعاجم وماتبقى هي سياسات نهش وخمش ونكش ودفش في ماتبقى من ماء الوجه بين الأطراف العربية على مبدأ القوي يأكل الضعيف

نحن كسائر متابعي الشأن العربي وشرقه الأوسطي تحديدا نتمنى أن تكون العلاقات هي أخوية حقا وحقيقة وليست علاقات ناهش ومنهوش ودافش ومدفوش وكلو الي والباقي فافوش

لبنان الذي عانى ويعاني دافعا فواتير صراعات الأشقاء والأعداء لم يعد جسمه النحيل يتحمل مزيدا من الاستعراضات والخزعبلات والنفاقيات يدفع ثمنها وبصمت أبناؤه الكرام الصابرون

أهدي مايلي لمن يهمه الأمر هذا والله أعلم

خسارة

خسارة يابلدي خسارة

وين أيام العز

وأيام الشطارة

وين الطفولة

والبسمة الخجولة

وزقاق الحارة

وين الحرية

وفرحة العيدية

والتينة والصبارة

وين الأمل

والجد والعمل

عمار وعمارة

وين الرحالي

وطلب المعالي

والمحاية والحوارة

ليش البلد

فيها النكد

وغابت أحرارا

واللقمة الحلال

صارت محال

ودرات الدوارة

وبزمن التخبيص

باعونا رخيص

وصرنا تجارة

وصار الحر

يذوق المر

بفيش واضبارة

صار الشرف فرجة

بساحة المرجة

سكر ودعارة

والنوم والتحشيش

وصحبة الخفافيش

وليل وقذارة

صار اللبيب

عدو وحبيب

ورهن الاشارة

لما بعنا الذمم

صرنا عدم

وكومة حجارة

وعذاب الفقر

والذل والقهر

وأهلو حيارى

خسارة الماضي

والحاضر فاضي

والمستقبل شرارة

شوبقي زمن

وبقية وطن

وحنين لدياره

طمع الأشرار

من أهل الدار

صابك ياجارة

جنوا عالحاضر

والكبير والقاصر

جوقة هرارة

لما تطيح البلد

بتكتر المحن

وبتكتر أشرارا

مافي شهامة

بترجع كرامة

بجملة وعبارة

البلد بترجع

وراسها بترفع

برجالها وثوارا

راجع ياوطني كبير

سراج المنير

بعز والحضارة

بحبها  بلادي حرة

بحبها اليوم وبكرة

بحب ليلها ونهارا

بلادي الضمة الحنونة

والدموع المجنونة

بآهاتها وأسرارا

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

wwwww.alhurriah.blogspot.com

[email protected]