المسؤولون عن الملف الأمني في العراق

عرفتم شيئاً وغابت عنكم أشياءُ

سداد ماهر - بغداد

[email protected]

أصبح ما كنا نتحدث عنه من اختراق الموساد الإسرائيلي لمؤسسات مختلفة في العراق واقعا ملموسا وحقائق لا يمكن إخفاؤها مشفوعة بالأدلة والبراهين يقر بها العدو قبل الصديق حيث أكد أحدث تقرير أمني أمريكي " أن جهاز الموساد الإسرائيلي, تمكن بالاشتراك مع القوات الأميركية في العراق, حتى الآن من قتل 350 عالما نوويا عراقيا, وأكثر من 200 أستاذ جامعي في المعارف العلمية المختلفة".

والمصيبة الكبرى أن الأمر أصبح علنيا حيث أن التقرير المذكور آنفا أعدته الخارجية الأميركية, وتم رفعه الى الرئيس جورج بوش.

 وبين التقرير " أن وحدات الموساد والكوماندوز الإسرائيلية تعمل في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام, وأن هذه الوحدات تعمل خصيصا لقتل العلماء النوويين العراقيين وتصفيتهم, بعد أن فشلت الجهود الأميركية منذ بداية الغزو في استمالة عدد منهم للتعاون والعمل في الأراضي الأميركية".

وأضافت التقرير " رغم أن البعض منهم أجبر على العمل في مراكز أبحاث حكومية أميركية, إلا أن الغالبية الكبرى من هؤلاء العلماء رفضوا التعاون مع العلماء الأميركيين في بعض التجارب, وأن جزءا كبيرا منهم هرب من الأراضي الأميركية إلى بلدان أخرى".موضحا "  أن العلماء العراقيين الذين قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات الأميركية والتي ترتب عليها إخضاعهم للتعذيب, إلا أن إسرائيل كانت ترى أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل خطرا على الأمن الإسرائيلي في المستقبل". وأكد " أن إسرائيل رأت أن الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء العلماء هو تصفيتهم جسديا, وأن أفضل الخيارات المطروحة لتصفيتهم هو في ظل انتشار أعمال العنف الراهنة في العراق".

وأضاف التقرير الأميركي" أن البنتاغون كان أبدى اقتناعه منذ أكثر من 7 أشهر بوجهة نظر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية, وأنه لهذا الغرض تقرر قيام وحدات من "الكوماندوز" الإسرائيلية بهذه المهمة, وأن هناك فريقا أمنيا أميركيا خاصا يساند القوات الإسرائيلية في أداء هذه المهمة". وأكد كذلك" أن الفريق الأمني الأميركي يختص بتقديم السيرة الذاتية الكاملة وطرق الوصول إلى هؤلاء العلماء العراقيين وأن هذه العملية مستمرة منذ أكثر من 7 أشهر, وأنه ترتب على ذلك قتل 350 عالما نوويا و200 أستاذ جامعي حتى الآن, خصوصا في الشوارع العراقية بعيدا عن منازلهم".وتستهدف هذه العمليات وفقا للتقرير الأميركي أكثر من 1000 عالم عراقي.

أما الطامة الكبرى في القضية فهي توارد إنباء عن تورط مسؤولين عراقيين مع الموساد الإسرائيلي وقد بدأت هذه الأنباء بالانتشار بعد مصافحة الرئيس العراقي لوزير الدفاع الإسرائيلي أيهود براك التي أثارت الشكوك حوله ونقمة الشارعين العربي والإسلامي . وتنتشر عناصر الموساد الإسرائيلي في شمال العراق على الأغلب باعتبارها منطقة آمنة نسبيا.

كما أن هناك معلومات عن وجود 185 شخصية إسرائيلية ويهودية أمريكية، يشرفون من مقر السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد على عمل الوزارات والمؤسسات العراقية العسكرية والأمنية والمدنية" كما تم الكشف مؤخرا عن سرقة منظمة لمخطوطات أثرية نفيسة من المتحف العراقي والمنطقة الخضراء وبعلم القوات الأمريكية المحتلة التي ساعدت على نقل تلك المخطوطات إلى تل .

وقد كشفت شبكة إخبار العراق عن زيارة رجال دين يهود لأحد المعابد اليهودية في ناحية  الكفل 30 كم جنوب الحلة وبالتنسيق وحماية من الحكومة العراقية وهنا يأتي السؤال هل تلك المؤشرات بداية تطبيع مع الكيان الصهيوني والذي دفع العراق نخبة من خيرة شبابه على مر العقود الماضية ومازال بينما الحكومة وصلت علاقاتها مع ذلك الكيان إلى هذه الدرجة؟ وهل الحكومة الحالية تمثل الشعب العراقي ؟؟؟.