فلسطين كما يراها فلسطيني
فلسطين كما يراها فلسطيني
معمر حبار
ألقى السفير الفلسطيني بالجزائر، الأستاذ لؤي عيسى، كلمة وتدخلا ونقاشا، بكلية الحقووق، جامعة الشلف، الجزائر، فتم نقلها وإعادة الترتيب، فكان التالي..
فضل الجزائر.. تحدث مطولا عن فضل الجزائر، فقال.. كان الجزائريون في عهد الثورة الجزائرية، يصلون صلاة الخوف، يصلونها لأجل فلسطين، وهم تحت
الاستدمار الفرنسي. وكان الجزائري يومها، يخاطب سلاحه قائلا، قريبا النصر، لكن مشوارك إلى فلسطين. في الحقيقة الجزائر، فقدت أكثر من مليون ونصف مليون شهيد. قدمتم للجزائر هدايا كثيرة، ولولاكم مااستقل العالم.
أنا فخور كوني أنتمي إلى الجزائر. حين كنت صغيرا، كنت أحفظ النشيد الوطني الجزائري، وإلى الآن يقشعر بدني لسماعه، وتربيت على سماع النشيد الجزائري قبل النشيد الوطني. أنا جزائري قبل أن أكون فلسطيني.
الثورة الفلسطينية إنطلقت سنة 1965، وكان لها وجود في الجزائر فقط. وفي سنة 1988، وبمساعدة الجزائر وفي الجزائر، تم إعلان قيام الدولة الفلسطينية، ومازلنا نقاتل من أجل المشروع إلى اليوم. والجزائر هي الدولة الوحيدة التي إعترفت بقيام دولة فلسطين.
حين لجأنا إلى المحكمة الجنائية، طلبنا من الدول العربي مساعدتنا بـ 100 مليون، لتغطية نفقات النضمام، فلم نتلقى سوى من الجزائر والسعودية.
هناك ندوة دولية، يقيمها المحامون الجزائريون، والمختصين في القانون الدولي، لتقديم النصح لفلسطين قصد إستغلالها فيما يدعم قضية فلسطين في المحكمة الجنائية والمحافل الدولية.
فلسطين والصراعات العربية.. نريد من المجتمع، أن يكون مع فلسطين ، ولا نريد أن نكون جزء من خلافات العرب. ونحن مسمترون في الدفاع عن قضيتنا، رغم ضعف الأمة. لانريد أن ندخل في هذه الفتن التي يعرفها العرب، لأن كل منهم يريدنا أن نكون معه. والسؤال.. من هو مع فلسطين؟. وليست فلسطين مع من؟.والمطلوب أولا تثبيت الشعب الفلسطيني فوق الأرض، لنضمن تأمين الصمود الفلسطيني.
سنة2010، كانت القمة العربية في سرت، رئيس عربي إنتقد عباس، على سياسة التفاوض مع الصهاينة، واعتبر ذلك ضعف وخذلان. فطلب منه عباس أن يساعده في تحرير فلسطين بالسلاح والقتال، فتراجع رؤساء العربي، بحجة الوقت لايناسب، والظروف الدولية، ومايعيشه شعبه، وفقدان توازن القوة، وارتباطات مع الغرب، وجدول أعمال لايناسب.
لاأحب أن أتدخل في مايحدث الآن في غزة، لأنه كلما تدخل أحد إلا رد عليه الآخر. لن نسمح أن تكون غزة كما يريدها الاحتلال. الصهاينة يسمحون للفلسطينيين بأخذ غزة، لأنها ليست توراتية، بينما الضفة وغيرها، تعتبر في المفهوم الصهيوني أرض توراتية، لا يحق لنا أخذها.
الجميع يريدنا أن نكونا عربا، ولا أحد يقبلنا أن نكون فلسطينيين. لماذا يقتل 190 فلسطيني في مخيم اليرموك؟. لإسقاط حق العودة. فلنبدع في الاتفاق، بدلا من الابداع في الاختلاف. فلسطين هي شكل نضال. وأن حل مشاكل الدول العربية، بإيجاد حل لفلسطين. أرجوكم أن تفهمونا، نحن نحاسب على أنفاسنا وحركاتنا.
خسرنا عدة قضايا في المحافل الدولية، بسبب إمتناع الدول العربية والاسلامية عن التصويت ، والخروج من القاعة عمدا حتى لايتم التصويت لصالح القضية الفلسطينية.
وسائل فلسطينية.. وبما أننا في أرض الرباط، سنظل سنقاتل بوسائلنا، بما فيها وسائل القتال. توجد دولة فلسطين، لكن أسلوب تحريرها يختلف، إن الحجر الفلسطيني أثناء إنتفاضة الحجر أثبت جدارته، كان أفضل بكثير من السلاح العربي المخزن المهترئ.
رغم الاحتلال إلا أننا إسترجعنا فلسطين. ومن هو فوق الميدان هو الذي يقرر شكل الصراع، حتى لو خالفته. في السياسة ممنوع ترك الكرسي شاغرا ولا نقبلها، ونحن نقاوم بما نملك. ولسنا مخدوعون في هذا العالم، لأن المنظمات الدولية وجدت لتحقيق العدالة، رغم أنها في الفعل وجدت لتحقيق الهيمنة والسيطرة. نحن وشجر الزيتون واحد، لانتفرق. معركتنا معركة وجود، وليست معركة حدود.
فلسطين والغرب.. لم تقم إمبراطورية إلا بعد أن احتلت فلسطين. ونابليون بعدما إحتل مصر، إتجه إلى عكة، وبعد هزيمته إجتمع باليهود في فرنسا، وقال لهم، أنتم جزء من أوربا، وفلسطين ليست لكم. ساعدنا الحلفاء في تحطيم الدولة العثمانية، فكافؤونا بوعد بلفور.
سنة 1907، إجتمع رئيس وزراء بريطانيا، بعدد من وزراء أوربا، وقال لهم، إذا أردتم أن تتفوقوا، لابد أن يكون العرب متفرقون غير متوحدين، لابد من زرع جسم غريب يكون ولاءه لنا. والصهاينة رحبوا بالفكرة ورضوا بها، لكنهم إشترطوا عليهم، أن تكون الكلمة والقرار لهم، ومازال إلى اليوم في أيديهم.
الأسلحة التي نشتريها، تقدم لنا بشروط، منها أن لانقاتل بها الصهاينة، وأن تكون أقل ميزة من التي يملكها الصهيوني.
عن فلسطين.. نحن صامدون، كاظمون، مؤمنون أننا سنقدم الكثير، ولا نقول أننا سننتظر بل سنقدم الكثير. فلسطين ليست جواز سفر، فلسطين ليست جغرافيا، هناك الكثير من الفلسطينيين لانعتبرهم فلسطينيين. كنا نحارب ضد التقسيم الذي جاءت به إتفاقية سايكس بيكو، والآن نقاتل من أجل المحافظة على ماتبقى من التقسيم. فلسطين محتلة، وستظل محتلة في أعيننا، حتى يتم تحريرها. أمامكم أحفاد الأحفاد، كل منهم يقول .. أين أرضي .. هاهو حيي .. كان هنا مسكني. والمشروع الأساسي هو تحرير فلسطين، وليس حرب فلسطين. فالمعركة .. نكون أو لا نكون.
إذا إستمر الوضع على حاله، كاعتبار المقاومة عمل إرهابي، سيحاكموننا على الإرهاب الدبلوماسي. نقف لنتحدث عن مرحلة نضالية ضد الصراع العالمي، والصهاينة أمثولة لهذا الصراع.
وسيلة محكمة الجنايات.. في محكمة الجنايات، لنا وعلينا. تأخرنا في طلب الانضمام فعلا، إلا بعد أن وافق آخر فصيل فلسطيني، لأنه يمكن للصهاينة أن يحاكموننا، وبحثنا عن الاجماع الفلسطيني، لكنها الجنايات إحدى وسائل معاقبة الصهاينة. نحن عوقبنا بانضمامنا لمحكمة الجنايات. أول شكوى قدمت لمحكمة الجنايات بعد إنضمامنا، كانت ضد الرئيس عباس من طرف الصهاينة.
إذن نحن الآن نقاوم بالوسائل التي نملكها. نحن لسنا مخدوعين، نعي جيدا مانفعل ونقول. ويكفي القول أن بلجيكا غيرت قوانينها، لكي تحمي الصهاينة، بعدما تم مطارة شارون ومنعه من السفر، مايدل على أن المعركة مستمرة. نحن الآن نقاتل عبر المنظمات الدولية، لتحصين دولة كاملة. وهذه إحدى الوسائل، وليست كل الوسائل.