اليوم الثقافي للتراث التونسي الصيني كان يوماً مميزاً وناجحاً
اليوم الثقافي للتراث التونسي الصيني
كان يوماً مميزاً وناجحاً
رضا سالم الصامت
تحت شعار : تراثنا أمانة بين أيدينا
انطلقت بنجاح فائق فعاليات اليوم الثقافي للتراث التونسي الصيني يوم السبت 16 مايو 2015 و ذلك بمقر جمعية الصداقة التونسية الصينية فرع صفاقس و هو النشاط الذي انتظم بالتعاون مع النيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة التونسية بصفاقس ، حيث اشتمل على عدة ورشات كورشة الرسم و ورشة الألعاب الشعبية و ورشة الحكاية و ورشة الأكلات الشعبية و استعراض اللباس التقليدي التونسي و الصيني و معرض صور قديمة و استعراض للكونغ فو و معرض للمقصوصات الورقية الصينية و قد كانت قاعة المعرض مكتظة بالزوار و بشباب و متساكني منطقة العالية و جهة صفاقس ككل ، حيث تخلل هذا النشاط ألوان من الموسيقى التونسية العتيقة كالموشحات الأندلسية و " المالوف " التونسي و نفس الشيء بالنسبة للموسيقى التقليدية الصينية .
دشن هذه التظاهرة السيد فتحي بن رابح معتمد صفاقس الغربية الذي ألقى كلمة بالمناسبة حث خلالها بأهمية مثل هذه التظاهرات التي تزيد في تنمية قدرات الشباب و فهمهم لتراث بلادهم و المحافظة عليه و صقل موهبتهم ، هذا وقد حضر هذا العرس الثقافي عدد من الضيوف الصينين المقيمين بمدينة صفاقس ، الذين أعجبوا كثيرا بهذا النشاط و اعتبروه مزيج جميل بين التراث الذي يمثل بلاد تونس و بلدهم الصين ، وبعد سماع النشيدين الوطنيين الصيني والتونسي شاهد الحضور استعراضا للباس التقليدي التونسي وسط أجواء احتفالية و موسيقية و تعرفوا على لباس العروسة المطرز الذي يمثل جهة صفاقس و جهات أخرى من داخل تونس و خاصة لباس جهة جزيرة قرقنة و نفس الشيء تعرف الحاضرون على اللباس التقليدي الصيني و خاصة اللباس الحريري المطرز .
كما تعرف الحاضرون أيضا على ورشة الأكلات الشعبية التي تصنعه أنامل أمهاتنا مثل خبز "الطابونة" و "الجردقة " و هو نوع من خبز يصنع بالشعير و" المبسوطة" نوع من الخبز يؤكل بالزيتون المملح و بزيت الزيتون و "المحمصة " و هي أكلة شعبية يستعملها كثيرا أهل الجنوب التونسي بصفة عامة ،و نفس الشيء بالنسبة الى الأكلة الشعبية الصينية و المعروفة عالميا بالأرز المطبوخ على البخار و كيفية استعمال العيدان "الكواي تسي" لتناول حبات الأرز .
بعد ذلك تحول الحضور إلى ورشة الرسم التقليدي ،حيث اطلعوا على ما ترسمه أنامل الأطفال من رسومات جميلة و ملونة تنمي ملكاتهم و تصقل مواهبهم .
أما ورشة الألعاب الشعبية فقد تعرف الحاضرون على أنواع من بعض الألعاب القديمة التي كانت تمارس ، و التي قد ينظر إليها البعض على أنها مجرد وسيلة للهو والتسلية وقضاء وقت الفراغ لجأ إليها الأطفال في الماضي للتخفيف من قسوة الحياة وصعوباتها ، إلا أن الحقيقة أن هذه الألعاب هي جزء من حياتهم ، ومن هنا يمكن أن نقول أنها تحمل معاني وقيم عميقة وأهداف سامية ، بل وأنها تسهم في تنمية شخصية الطفل في مختلف الجوانب الاجتماعية والانفعالية والتربوية والتعليمية والجسمية واللغوية و من بين هذه الألعاب الشعبية لعبة الخذروف أو " الزربوط " لعبة تشبه بَيْضَةٌ خَشَبِيَّةٌ أعْلاَهَا رَأسٌ مُسْتَدِيرٌ ، وَفِي أسْفَلِهَا مِسْمَارٌ يُدَارُ عَلَيْهِ خَيْطٌ يُمْسِكُ نِصْفَهَا وَيَظَلُّ طَرَفُهُ عَالِقاً بِأحَدِ أصَابِعِ اليدِ عِنْدَمَا تُرْمَى أرْضاً لِتَدُورَ عَلَى نَفْسِهَا دَوْرَاتٍ سَرِيعَةً جِدّاً و لعبة أخرى تسمى " عفريت" يعني الطائرة الورقية و التي تُصنعمن الورق و اللصاق إلا أن النايلون الخفيف والمتين في نفس الوقت هو المادة المفضلة لصنع الطائرات. تكاد تكون هواية الطائرات الورقية في العالم العربي و تحديدا في تونس في الستينات و لعبة التليفون أي الهاتف و التي كانت تصنع بواسطة علبتين يتوسطهما خيط و من الجهة الأخرى يتم ثقب العلبة و نفس الشيء للعلبة المقابلة و تستطيع أن تخاطب من خلال تلك الثقب بصوتك المتلقي فيسمعك بوضوح و يرد عليك مباشرة و هي لعبة ممتعة جدا و تهيئ الطفل لمزيد التركيز و في ورشة الحكاية اطلع الحاضرون على مجموعة من الكتب القصصية و الحكواتية للأطفال و هي حكايات زمان التي كانت ترويها لنا الجدة عندما نخلد إلى النوم .
هذا و قد تعرف الحاضرون على مجموعة من كتب قديمة تتضمن حكايات و أساطيرشعبية صينية كما شاهدوا معرضا للمقصوصات الورقية الصينية التي تعتبر من الموروث التقليدي الصيني .
في هذا النشاط الاختتامي لشهر التراث التونسي، و مثلما جرت العادة تم توزيع أعداد كثيرة من مجلة مرافئ الصداقة التي يصدرها القسم العربي بإذاعة الصين الدولية و شهادات تقدير على كل المشاركين من الأطفال قصد تشجيعهم و الاحاطة بهم ثقافيا و تربويا ، وسط أجواء حماسية منعشة و تصفيق حار من الحاضرين. و قد التقطت لهم صورا تذكارية و هم بين أوليائهم.