أين أنت أيتها المرأة التونسية ؟

رضا سالم الصامت

تعتبر مجلة الأحوال الشخصية في تونس الإطار القانوني المحوري لتأمين ضمان حقوق المرأة والأساس الفعلي للدفاع عنها وعن مكتسباتها. فقد أدخلت هذه المجلة تحولا جذرياً وتاريخياً في حياة المرأة والأسرة التونسية.

 ذلك أن ما ورد في فصولها القانونية يمثل خطوة هامة على درب تحقيق المبادئ التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والاتفاقيات الدولية المكملة له.

بعد مرور 20 عاما على انعقاد مؤتمر بكين للمرأة، الذي اعتبر"نقطة تحول" في تاريخ النساء بالعالم، يسعى عدد من المنظمات والجمعيات غير الحكومية الى رصد انجازات الدول العربية في مجال تمكين المرأة من جميع حقوقها و مكاسبها ، في ظل حديث عن تقدم في وضع المرأة العربية، و منها المرأة التونسية ، مع استمرار "الحاجة" لتقديم الخدمات لها بشكل أكبر.

 لقد أثبتت المرأة التونسية أحقيتها بحياة اجتماعية وسياسية متطورة تتساوى فيها في الحقوق والواجبات مع الرجل لتتكامل معه في الوظائف والأدوار ضمن عائلة متوازنة، وفي إطار مجتمع حديث نصفه الآخر شريك في مسيرة البناء والعملية الإنتاجية والتنمية بكل أبعادها.

فقد عززت تونس منذ العهد البورقيبي و منذ استقلال البلاد عام 1956 مكاسب حضارية للمرأة بجملة من التشريعات والقرارات الرئاسية والترتيبات لتأكيد حضور المرأة في كل المجالات ، فأصبح لها شأن على نطاق دولي 

 و كانت لها دورا فاعلا في عدة مناسبات باعتبار أن النهوض بالمرأة شرط أساسي ومحوري من شروط التطور والتنمية المجتمعية.

 إن المحافظة على هذه المكاسب وتطويرها وإن كانت مسؤولية جماعية فإن المرأة هي المسؤولة عن ذلك قبل سواها ولن يتجسّم ذلك إلا بإقامتها الدليل باستمرار على جدارتها وأهليتها لهذه المكاسب و الحفاظ عليها من خلال المشاركة الفعلية في مختلف أوجه الحياة والنشاط الوطني على تنوع مجالاته وبالتزامها بالقيم الوطنية والدينية وتصديها لكل محاولات التشكيك والإحباط وعليها أن تعول في ذلك على نفسها قبل كل شيء ...

 إذن فان النهوض بالمرأة التونسية شرط أساسي ومحوري، من شروط التطور والتنمية المجتمعية في تونس خاصة بعد ثورة تونس 10 ديسمبر 2010 - 14 جانفي يناير 2011 . و هاهي ، في ظل الحكومة الديمقراطية و الجمهورية الثانية تتعزز مكانتها و قدراتها في المجتمع التونسي الذي لاتزال لديه نظرة غالبة ولا يختلف كثيرا عن بقية الشعوب العربية المسلمة بخصوص تهميش دور المرأة السياسي وغلبة الطابع الذكوري عليه بخصوص مشاركة المرأة في الحياة السياسية 

فأين أنت أيتها المرأة التونسية في عهد الحكومة الديمقراطية ؟!