أبو محمد الجولاني ورسائل الحمام الزاجل
د
. حمزة رستناويالأمميّة الاسلامية ممثَّل بداعش و تنظيم القاعدة ( و ضمنا فرعها جبهة النصرة) تنطلق من منظور أيديولوجي أحادي يحتكر الحقيقة و مشروعيّة الدين و السلطة.
منظور يُقصِي أولا : غير المسلمين من قاطني البلاد.
و من ثم يُقصي ثانيا : المسلمين غير السنة, من شيعة و علويين و دروز و إسماعيليين
و من ثم يُقصي ثالثا : المسلمين السنة من غير السلفيين كالإخوان المسلمين و غيرهم ( فهم على حد تعبير أبو محمد الجولاني : انحرفوا)
و من ثم يُقصي رابعا: المسلمين السنة السلفيين من أنصار السلفية غير الجهادية كالوهابيين و غيرهم.
و من ثم يُقصي خامسا : المسلمين السنة السلفيين الجهاديين أنفسهم من غير جماعتهم , فداعش تُصنِّف النصرة كمرتدِّين يجب قتلهم و قد قتلت منهم 700 مقاتل ( وفقا لاعتراف أبو محمد الجولاني) و جبهة النصرة تصنِّف داعش كخوارج و هلم جرة.
-الأمميّة الاسلامية ممثَّلة بداعش و تنظيم القاعدة (و ضمنا فرعها في جبهة النصرة) مشروع استبدادي تفتيتي بالضرورة .. و ليس غير ذلك ..مشروع تدفع ثمنه المجتمعات السنية قبل غيرها ..و هذا حاصل قابل للمعاينة لكل مشاهد و قارئ ..لنعود إلى الوراء قليلا و أفغانستان حالة نموذجية, فتجربة التنظيمات الأممية الاسلامية هناك مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود ..فما ذا كانت النتيجة !؟ و يكفي أن نتأمّل المجتمعات السنية في سوريا و العراق و ليبيا لنرى حجم الخراب و الاجرام المُمارس بحقّها , بالطبع ليستْ الأممية الاسلامية ممثلة بداعش و تنظيم القاعدة هي المسؤول الأول و الوحيد عن هذا , و لكن طريقة الاستجابة و ردّة الفعل تجاه ممارسات الانظمة الاستبدادية و التدخل الخارجي تلعب دورا مهما في المحصلة و مآل الأمور.
- مقالي ليس بدعوة إلى الاستبداد أو الاستسلام له كقدر محتوم ..و لكنها تذكرة لمن يسير في طريق انتحاري يتسم بالغباء , طريق لن يزيد المؤمنين به و من يسعون لنصرتهم عن حسن نية – من حيث لا يشعرون- إلا خسارا .
-الاسلام طريق هداية و توحيد و تذكير بمكارم الأخلاق , الاسلام دين و ليس وطن, و القرآن الكريم كتاب عقيدة و ليس بكتاب سياسة , القرآن الكريم يحتوي - إن احسن المسلمون فهمه- مبادئ عامة أخلاقية و اجتماعية صالحة لهم و تنفعهم و ليس في ذلك انتقاص من شأنه أبدا.
-الأمميّة الاسلامية ممثَّلة بداعش و تنظيم القاعدة (و ضمنا فرعها في جبهة النصرة) بإصرارهم على مفهوم الدولة الدينية , و النظر الى الاسلام كوطن و ليس كعقيدة, هم كمن يحاول استخدام الحصان في زمن الطائرات و مركبات الفضاء , كمن يصرّ على استخدام الحمام الزاجل في زمن الانترنت.