عزيزي النصف شبيح!

أما أنت أيها الشبيح فلا مجال للحديث معك البتة وما ذلك إلا لأن الضمير عندك في ضمور والوجدان ليس له وجود على الأطلاق إذ ما جدوى الحديث مع من ختم الله على سمعه وقلبه وأضلّه الله علم أفلا ترى أنك شريك في قتل أهلك وبني دينك فما مثلك إلا كمثل القواد الذي يقود المنكر إلى أهله بل ويحمل السلاح ليحمي ظهر من يريدون بأهله ووطنه السوء . أما أنت يا من احتميت بالقتلة وطابت لك الحياة بين السفلة يا من إتخذت من حجر الضبع ملجأ وملاذاً وسكنت في مغارة الجزار. يامن تساكن الفجرة والشبيحة   فخطابي موجه إليك هذه المرة.. .

هذه العظام وتلك الجماجم التي تنتشر حولك إنما هي عظام إخوانك وجماجم أهلك وعشيرتك وليس بعيدا عن مأمنك الذي إرتاحت إليه نفسك آلاف تتلوى تحت سياط الجلاد صباح مساء يستغيثون من لايغيث ويستصرخون من غسلت إنسانيته من كل إنسانية . ويلك أما أحسست بسخونة الدم الذي يسيل من مدية الجزار الذي تلبث خانعاً تحت إبطه !؟ أما تبقعت ثيابك بدماء إخوانك!؟ تبتغي الحماية والأمن عندهم ممن !؟ تبتغي الإحتماء بالقاتل من المقتول ؟ بالظالم من المظلوم !؟أيعجبك أن يشملك قول الشاعر ]إن الطيور على أشكالها تقع [ !؟أو أن تقع تحت قول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟]من كثر سواد قوم فهو منهم [!؟ مالذي يبقيك بينهم يا ابن الوطن والدين !؟إنك إما تبيعهم أو تبتاع منهم تعلِّم لهم أولادا سيكونون قتلة يوما لأهلك .تقدِّم لهم طعاما يستقوون به على الشر تخيط لهم ثوبا تصلح لهم سيارة يستعينون بها على الباطل أو تدير لهم مؤسسة تطيل في عمر دولة إخوانك يضحون بأرواحهم لدك أركانها أو فإنك تؤمِّن لهم درعا من إخوانك الثوار الذين ماوضعوا أرواحهم على أكفهم وضحُّوا بدمائهم إلا ليرفعوا عنك هذا الذل لتحيا حياتك الكريمة التي ينبغي أن تكون لها أهل. إن كان لازال فيك بعض ضمير أو ما زلت تتحلى ببعض القدرة على التفكير فأنت مدعو لتصنف نفسك من أي الفريقين أنت . لم يعد في الوقت متسع إما أنك مع الباطل وهو لامحالة زائل وإن تأخر بعض الوقت ليميز الله الخبيث من الطيب ولا مصلحة لك على الإطلاق في أن تكون مع الصنف الأول, إذا لذهبت بخزي الدنيا وعذاب الآخرة وهذا ما يحزنك ولا يسرنا يابن هذا الوطن الظالم لنفسه وإخوانه عزيزي النصف شبيح!!