سقوط قناع استهداف حزب العدالة والتنمية

سقوط قناع استهداف حزب العدالة والتنمية عن طريق حكاية  زواج الصحفي أحمد منصور الملفقة وزواج عالم الدين الدكتور يوسف القرضاوي

بينما كنت أتجول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لفتت نظري بأحدها صورة للسيد رئيس الحكومة إلى جانب الداعية المصري فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي وأمامها عنوان : " بعد منصور هل توسط البيجيدي للقرضاوي حينما تزوج بمغربية تصغره ب 37 سنة ؟ " وتحت هذا العنوان مقال تضمن تعريضا برئيس الحكومة وبوزير العدل، وقد ذكرا بالاسم لأنهما حضرا ما سماه صاحب المقال حفل زواج مشبوه على حد وصف صاحب المقال للداعية يوسف القرضاوي بمغربية، فضلا عن حضور حامي الدين إلى جانبهما ، وهو الموصوف في المقال  بالشاهد على عقد زواج الصحفي أحمد منصور . ولا شك أن إثارة زواج الداعية المصري  الذي كان منذ سنوات بمناسبة حكاية زواج الصحفي الملفقة يدل على أن الداعية والصحفي المصريين إنما استعملا وسيلة للنيل من حزب العدالة والتنمية في خضم الحملات الإعلامية المحمومة التي تخدم أطروحات أحزاب معارضة وخصمة تدير منذ أول يوم فاز فيه حزب العدالة والتنمية بالانتخابات حملات انتخابية مسعورة قبل الأوان لتشويهه والإجهاز على مكتسباته . ويتذكر الرأي العام الوطني أنه إبان وقوع الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية في مصر سارع بعض زعماء الأحزاب المعارضة لحزب العدالة والتنمية إلى المطالبة بإلحاق نفس النكبة التي لحقت حزب الإخوان المسلمين الحرية والعدالة بحزبي العدالة والتنمية المغربي ، والنهضة التونسي  وكان هو الآخر قد فاز في الانتخابات التونسية بفارق متميز على أحزاب منافسة . وكان هذا بمثابة تصريح بمدى شدة الحقد على الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية التي حظيت بثقة الشعوب العربية  إبان ربيعها .وكانت هذه الدعوة بمنع حزبي العدالة والتنمية المغربي والنهضة التونسي من ممارسة حقهما المشروع في الحكم بعد خوض اللعبة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع بالقوة كما حصل في مصر  مثيرة للسخرية والضحك، ومعرضة بمن صدرت عنهم .

ويبدو أن خصوم حزب العدالة والتنمية قد وظفوا أصحاب بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يدري قد يتعلق الأمر بصرف رشى لهم للنيل من غريمهم أو قد يكون هوى أصحاب هذه المواقع قد صادف هوى خصوم هذا الحزب فحصل بينهما ود ومحبة كما يقول المثل الشعبي " تحابت الكلاب على كراع الساسي " ويقصد بالساسي المتسول ، وفي العربية ساسى الرجل غيره إذا عيره ، وربما تكون الساسي تحريفا لكلمة ساساني وكانت في فترة تاريخية  معينة تطلق على ممتهني الكدية . ولما استنفد خصوم حزب العدالة والتنمية كل أساليب التقريع والتجريح والتخوين والاتهام والحكم بالفشل ... وهلم جرا ،وجدوا في حكاية زواج الصحفي المصري وسيلة للنيل من هذا الحزب خصوصا وأن أحد قيادييه اتهم بالوساطة في هذا الزواج وقد وصفت هذه الوساطة من طرف البعض بكل وقاحة بالقوادة. ومع أن الصحفي المصري أحمد منصور نفى حكاية زواجه أصلا وفصلا  من مغربية منتمية لحزب العدالة والتنمية، واعتبرها حكاية ملفقة، وفضح من روجوا لها زورا  باستهدافهم لحزب العدالة والتنمية المكشوف ، واعترفت الجهات التي نشرت الفرية أن من عادتها نشر الأخبار الكاذبة والصادقة على حد سواء، الشيء الذي يطعن في مصداقيتها إذ من شروط نشر الأخبار التثبت والتبين  لأن نشر الأكاذيب علامة الفسوق في الثقافة الإسلامية فإن اللغط  في هذه الفرية لا زال مستمرا لدى البعض لأن الصحفي المصري رد على قذفهم بما يناسبه عملا بقول الله عز وجل : (( لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم )) . فكيف يؤخذ على من اتهم بالزنا والخيانة الزوجية مع رمى مواطنة مغربية من حزب العدالة والتنمية بالفجورمعه رده بما يقابل هذه الإساءة  الجارحة ؟ ولقد انجرت نقابة الصحافيين مع الجهات التي استفزت الصحافي المصري وأصدرت بلاغا إدانة في حقه عوض أن تراجع المتسببين في الإساءة إليه مع علمها بأن ما روج حوله محض زور وافتراء سببه الخلاف مع حزب العدالة والتنمية الذي ينسب لجماعة الإخوان المسلمين، وهي فرية  أيضا كانت متداولة في الستينات والسبعينات في  جامعتي الرباط وفاس بين اليساريين  الذين كانوا يتهمون كل من يؤدي شعيرة الصلاة أو يلتحي بأنه  من الإخوان المسلمين .وكانت عبارة الإخوان المسلمين تختزل استهزاء بعبارة " خوانجية " ولا زال العوام يحاكون ما ابتدعه اليسار الحاقد على الإسلام في استعمال هذه العبارة لوصف المتدينين والمتدينات  قدحا فيهم واستهزاء بهم . ويحرص خصوم حزب العدالة والتنمية على إلصاق نسبته إلى تنظيم الإخوان المسلمين، واعتبارذلك تهمة وجريمة من شأنهما منعه من ممارسة العمل السياسي . ومن مغالطات اليسار أن  بعض المتدينين المغاربة ومنهم مناضلي حزب العدالة والتنمية وغيرهم  يصدرون في توجههم الديني  عن فكر التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين دونما اعتبار لوحدة المصدر وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إذ من الطبيعي أن يكون لكل بين من يتعامل مع هذين المصدرين نقط التقاء ونقط اختلاف أيضا تماما كما هو الشأن بالنسبة للإيديولوجيات الوضعية مثل الاشتراكية الأممية .  ومن المفارقات العجيبة ألا يرى الاشتراكيون عندنا بأسا أوعيبا  في الانتساب للاشتراكية الأممية  بل مفخرة ، ويحضرون مؤتمراتها العالمية في حين ينكرون على أحزاب إسلامية وجود تقارب  فكري بينها وبين  التنظيم العالمي لحركة الإخوان المسلمين، مع العلم أن سبب التقارب هو وحدة المصدر قرآنا وسنة لا السياسة ولا الحزبية . ولقد نفت الأحزاب والجماعات الدينية المغربية  ولها خصوصياتها ومميزاتها عالميا  مرارا وتكرارا تبعيتها الفكرية لتنظيم الإخوان المسلمين، ومع ذلك تلفق لها تهمة  هذه التبعية بغرض تصفية حسابات سياسوية وحزبية ضيقة . ولهذا وجد خصوم حزب العدالة والتنمية  وأبواق الدعاية التابعة لهم أو المستأجرة في حكاية زواج  الصحفي المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين أو المناصر لها أو المتعاطف معها ذريعة للنيل من هذا الحزب الخصم تصفية للحساب معه من أجل التحضير للمنازلة الانتخابية المقبلة  الحامية الوطيس ، وإعداد الرأي العام الوطني وتوجيهه واستعدائه  لكسب رهانها عن طريق أساليب تشويه  الحزب الخصم وتجريمه زورا وبهتانا بما في ذلك تسويق الافتراءات الأخلاقية حول عناصره . ومن هذه الافتراءات النبش في موضوع زواج الداعية يوسف القرضاوي وربطه بحكاية زواج الصحفي أحمد منصور المفتعلة  بغية النيل من حزب العدالة والتنمية  من جهة باتهامه بالتبعية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومن جهة أخرى اتهامه عدم أهليته لحكم البلاد، خصوصا في غمرة أحداث مصر حيث تم الإجهاز على الشرعية والديمقراطية عن طريق فضيحة انقلاب عسكري  افتضح أمر من طبخه دوليا وإقليميا في  دول توجد فيها جماعات دينية له نفس توجه حركة الإخوان المسلمين وتلعب دور المعارضة ، وذلك  نكاية في حزب الحرية والعدالة المصري  وإقصائه من الواقع السياسي المصري والعربي  لأنه يمثل ما يسمى الإسلام السياسي  المرفوض من قبل الغرب ،وحتى لا يكون قدوة دول الربيع العربي الساخن منها والفاتر . ومن المؤسف أن يفوه محسوب على الصحافة ـ وهي مهنة شريفة  من المفروض أن أصحابها  ندبوا أنفسهم للدفاع عن الحق، ومؤازرة المظلومين، والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في العالم  بموضوعية وحيادية ـ في مقاله بالعبارة التالية : " القرضاوي وأحمد منصور كلاهما متابع غيابيا من قبل القضاء المصري ويعتبران في عداد الفارين من العدالة " قال هذا الكلام وكأن في مصر عدالة نزيهة متجاهلا كل صيحات المنظمات الحقوقية العالمية التي تدين يوميا أحكام القضاء المصري المسيسة والجائرة جورا صارخا  ، يقول ذلك دون خجل من نفسه، وهو يوقع المقال باسمه ولا يستحيي من وصف نفسه بالصحفي لأن خلافه مع حزب العدالة والتنمية أو تسخيره من طرف خصومه أعمى بصره عن رؤية الحق وقول الحق ودون العمل  بقول الله عزوجل : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط  ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )) . لقد كان من المفروض أن يلتزم صاحب المقال النزاهة والموضوعية ، وهو الذي افتخر بأنه أول من سوق فرية وكذبة  زواج الصحفي المصري  بمغربية من البيجيدي ،ونال من سمعته بالقذف ورماه بالزنا والخيانة فلما رد عليه بما يناسب إساءته  عملا بمقولة : " الشر بالشر والبادىء أظلم " أزبد وأرغى واتخذ من الصحافة المغربية  ومن الشعب المغربي قاطبة دروعا يحتمي بها  ويستعديها  على الصحفي المصري عوض أن يواجه وحده من رد عليه إساءته بالمثل ،علما بأنه قد ثبت كما مر بنا  أن الحكاية محض فرية الغرض منها النيل من سمعة حزب العدالة والتنمية . ولقد كانت العدالة الألمانية أرأف بمواطن مصري تربطنا به علاقة الأخوة في الدين  وفي العروبة حين رفضت الانصياع لنظام الانقلاب وتسليمه معارض له بعدما أوشك النظام الألماني تسليمه مقابل ما سمي صفقة سيمنس، وهي فضيحة مدوية كشف عنها القضاء المستقل  في ألمانيا . والغريب  في شأن بعض مواقع التواصل الاجتماعي حيث يلتبس الانتماء الصحفي الحقيقي عن طريقة الحصول على شواهد إعلامية مسلمة من طرف معاهد مختصة وذات مصداقية ومشروعية بالانتماء الصحفي المزعوم عن طريق بطاقات الانخراط النقابي المزيفة تحت شعار :

أنها أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب فيلم عيوش الذي أدانه المغاربة شعبا وحكومة لأنه خدش كرامة المرأة المغربية، وحاول تشويه سمعتها عالميا عن طريق السينما المنحطة بذريعة أن الفيلم يصور الواقع مع أنه واقع فئة شاذة يتبرأ منها المجتمع، وهي فئة توجد في كل أنحاء العالم في أوكارخاصة  بالفساد الذي عرف في  كل المجتمعات البشرية عبر التاريخ ، ولا يمكن نسبته للمغرب وحده ، وتصوير فيلم عنه وكأن الأمر يتعلق بظاهرة تعم عموم الشعب المغربي . ولم يفكر الذين دافعوا عن فيلم عيوش في المساس بكرامة المرأة المغربية بل لم يتذكروا ولو للحظة أنهم أبناء وإخوان وآباء وأزواج نساء مغربيات ، ولم تمنعهم غيرة عن أعراضهم و شرفهم من التنديد بالفيلم الساقط على غرار ما فعل الشعب المغربي ومسؤوليه الذين عيب عليهم  منع الفيلم  ومحاكمة صاحبه، واعتبر ذلك من كبائرهم التي لا تغتفر . فالذين ضجوا  وصخبوا انتصارا لفيلم عيوش وللصاية الكاشفة المخلة بالآداب لفتاتي إنزكان العاملتين في صالون حلاقة وللشاذ جنسيا الذي جهر بشذوذه في الشارع العام هم الذين لم يجدوا حرجا في قذف مواطنتين من حزب العدالة والتنمية الأولى اتهمت زورا وبهتانا بالسفاح مع أحمد منصور ، والحكاية في نهاية المطاف محض فرية ، والثانية مقذوفة بالزواج مع الداعية يوسف القرضاوي . فهل فتاتي الصاية الكاشفة  والشاذ الجنسي أشرف من مناضلتي حزب العدالة والتنمية لتكونا ضحيتين للقذف الباطل والمغرض والمستهدف لحزبهما في إطار حملات انتخابية مسعورة قبل الأوان كما  ذكرنا سابقا ؟ وأخيرا نأسف شديد الأسف لهذا المستوى المنحط لبعض مواقع التواصل الاجتماعي والذي يكشف عن آفة الارتزاق الإعلامي البخس .وإذا كان المتحرشون بالصحفي المصري يطالبون بمحاكمته على رده عليهم بما يقابل إساءتهم إليه فمن حق رئيس الحكومة ووزير العدل وحامي الدين مقاضاة من لمح باتهاهم بالقوادة للقرضاوي ولأحمد منصور بغرض النيل منهم عن سبق إصرار.

وسوم: العدد 623