نظام الأسد: الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين

 

ما انفكَّت الجوقة الإعلامية التابعة لنظام بشارالأسد أوالإعلام الحليف له الممول من إيران الراعي الرسمي لتلك الجوقه من مناصرين ومحازبين واتباع وقتلة مأجورين، تكيل الاتهامات بالخيانة والعمالة للكيان الصهيوني، للشباب السوري الثائر على أبشع نظام ديكتاتوري عرفة التاريخ القديم والحديث نظام آل الأسد الذي يقبع على صدرالسوريين منذ اربعين عاماً، مارس خلالها ابشع انواع التنكيل والقتل بحق كل من قال لا للظلم لا للتهميش لا للإقصاء، أربعون عاما مضت من عمر سوريا الوطن والإنسان كان فيها نظام الأسد الخادم الوفي لـ مايطلق عليه أسم الكيان الصهيوني، تمثل ذلك في منع الطير من أن يطير عبر سوريا إلى منطقة الجولان المحتلة، ليس هذا فقط بل تآمر نظام الأسد على الفلسطينيين في لبنان وغض النظر عن المجازر التي أرتكبت في «صبرا وشاتيلا» وحاصرمخيم الخليل الفلسطيني في منطقة البقاع اللبنانية ونكل بأهله.

ومازال هو وجوقته ومحازبوه يتاجرون بقضية فلسطين ومحنتها من أجل ان يكتسبوا شرعية لدى الشعوب العربية وخاصة الشعب السوري الذي انتفض على تلك الزمرة الفاشية، وعلى شعارتها المزيفة.

اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، مخيماً للنازحين السوريين، قرب الشريط الحدودي الفاصل بين محافظة القنيطرة والجولان السوريّ المحتلّ دخلت المجنزرات الصهيونية « مخيم الشحار للنازحين السوريين»، قرب بلدة جباتا الخشب، (أول بلدة حررتها المعارضة في محافظة القنيطرة)، وعربدت فيه وقامت بتجريف وهدم المخيم فوق رؤوس ساكنيه الذين هجرهم الإحتلال الصهيوني أول مرة إبان احتلاله الجولان السوري ومن ثم هجرتهم براميل طائرات جيش نظام الأسد الذي أتخذ في عهد الأسد الأب شعار «الصمود والتصدي « الذي مالبث أن أستبدله لاحقاً بشعار المقاومة والممانعة. 

لم يكلف نظام المقاومة والممانعة ومحازبيه أنفسهم عناء الرد على هذا العدوان السافر على أرض الجمهورية العربية السورية وخرق اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقعة في 31 أيار/مايو 1974، اتفاق الهدنة الذي يحظر على الطرفين السوري والإسرائيلي اقتراب أي طائرات أو آليات عسكرية منه بحسب الأمم المتحدة، في ما تم التعارف عليه سورياً وأصبح مدعاة للتندر والسخرية من قبل السوريين والعالم،الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، يبدو أن هذا الموقف تطور إلى الاحتفاظ بحق الرد اللفظي والإعلامي بكلمات إنشائية هجينة  ومسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع إلى الزمان والمكان المناسبين.

في الوقت الذي كانت فيه براميل طائرات نظام الأسد ومدفعية مرتزقته التابعين لميليشيا حزب الله، تدك وتحرق مدينة الزبداني45 كم شمال غرب العاصمة دمشق، كانت دبابات وعصابات الكيان الصهيوني تعربد في منطقة فصل القوات دون أن تقيم وزنا أو اعتبارا أو تتوقع أي رد فعل مهما صغر شأنه من قبل تحالف نظام الأسد، المنهمك في سفك دماء الشعب السوري وتهديم وتجويع مدنهم الثائرة ضده، وضد التوغل الإيراني في أراضي الجمهورية العربية السورية شرقاً وغرباً.

دخل جنود الإحتلال الإسرائيلي وانجزوا مهامهم وخرجوا جهاراً نهاراً على مرأى ومسمع نظام بشارالأسد المقاوم الممانع.

النظام الذي لايزال مستغرقاً في حربه المصيرية المجنونة التي خلق لأجلها ضد الشعب السوري، مستمر في سياسة إدارة الظهرلأي أعتداء إسرائيلي، وهو الذي طالما تغنى بالسيادة الوطنية، ربما ينتظر الوقت الذي يتحقق فيه التوازن الإستراتيجي الذي لم يحققه منذ اربعين عاماً مضت على حكم عائلة الأسد.

لم يكن هذا الخرق الوحيد الذي سجل من قبل القوات الإسرائيلية في الجولان بل كانت هناك خروقات سبقته، سبق لجيش الاحتلال في يناير /كانون الأول من عام 2015 أن أطلق طائرتين بدون طيار حلقتا فوق معبر القنيطرة مخترقة خط وقف إِطلاق النّار، هذا ما أكده حينها فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن القوات الدولية المكلفة بمراقبة خط الهدنة قد لاحظت عبور طائرتين من دون طيار من الجانب الإسرائيلي باتجاه الجانب السوري قبل تصاعد سحب دخان في العمق السوري.

المثير للإهتمام في هذا المقام هو أن الجوقة الإعلامية التي سخرت إمكانياتها كافة لتبرير حملة نظام الأسد الوحشية ضد الشعب السوري الثائرعلى حكمه، طالما وصفت الثورة والثوار السوريين على أنهم عملاء للكيان الصهيوني وهم ينفذون مخططات صهيونية لضرب محور المقاومة مسوقة لهذا بأن الكيان الصهيوني يستقبل في مستشفياته الجرحى السوريين من ضحايا طائرات نظام الأسد، وكلما شن سلاح الجو الصهيوني غارة على مواقع تابعة للنظام تسارع للقول أنه دعم مباشر للمعارضة السورية التي تنفذ مشروع إسرائيل في سوريا والمنطقة، رغم أن كل المؤشرات حينها كانت تشير إلى أن إسرائيل ضربت مواقع قرب دمشق لمنع وقوع ما فيها من سلاح بيد الثوار السوريين.

السؤال الآن كيف ستستمر هذه الجوقة بتسويق روايتها الممجوجة تلك، بعد أن قام الجيش الصهيوني بخرق الهدنة وتجريف وهدم مخيمات النازحين السوريين وطردهم من الجانب الحدودي ليقعوا فريسة سهلة لطائرات الأسد، التي تعمل فتكاً وتقتيلاً بهم ؟، هؤلاء النازحون هم أسر الثوار الذين حملوا السلاح ضد نظام الأسد وميليشيات حزب الله، بما يشير بشكل واضح لا يترك مجالا للشك أنها خدمة جلية واضحة وتدخل واضح من قبل إسرائيل لدعم نظام الأسد.

ذكرت صحيفة «هآرتس» في وقت سابق من شهر حزيران/ يونيو السابق:أن تغييرات خطيرة في الجولان خلال ساعات والتدخل الإسرائيلي وشيك التدخل العسكري قد يكون عبر سلاح الجو لوقف تقدم قوات المعارضة.

في السياق ذاته قال: الباحث في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي أودي عيلام، إنه بات في حكم المؤكد أن على إسرائيل أن تعمل كل ما في وسعها من أجل الإبقاء على نظام الأسد.

دأبت قوات الأسد والميليشيات الطائفية الموالية لها، المحلية من«قوات الدفاع الوطني» و«الشبيحة»، أو المستوردة كـ «عصائب أهل الحق» و«أبو الفضل العباس» العراقية، وغيرها، على النيل من الثوار السوريين ومشروعهم النبيل الطاهر وربطه بالعدو الصهيوني لكن الحقيقة الواضحة للعيان تظل بأن حاخامات يهود مازالوا يصلون من أجل بقاء بشار الأسد لأنه المحبب إليهم كأبيه بل أعطوه لقب ملك إسرائيل كما نشرت «هآرتس».

وسوم: العدد 624