محمد علان ما بين الرجرة والخضخضة والمحامي الشاطر
شك لدي البته أن محمد علان سيخرج من هذه المعركة منتصرا بكل ما تعني الكلمة من معنى، فمحمد الذي أعاد الاعتبار لهذه القضية استطاع كمحامي شاطر أن يقول للعالم بأسره، ها أنا فلسطيني معتقل إداري بدون تهمة أحمل شهادة القانون أعتقل بطريقة مخالفة للقانون في دولة تنتهك القانون.
بغض النظر عن النتيجة التي أكاد أجزم أنها انتصار لمحمد علان فمحمد انتصر، حتى لو خرج لنا شهيدا كما خرج من قبله زهير لباده، وحسن الترابي والجعبري، وحتى لو أطعم قسريا واستمر بصموده عاما كاملا، فالذي استطاع أن يصمد كل هذه المدة وحيدا بدون مدعمات وبعزل تام عن المحيط الخارجي بطل بكل ما تعني الكلمة من معنى.
فقط في هذا البلد المحتل وعلى الطرق هناك شارة مرورية مكتوب عليها كلمة (رجرجة) وتكون هذه الطريق قبل مفترق هام أو حاجز دائم للاحتلال، وهذه الإشارة غير موجوده في دروس تعليم السياقة، حين تمر على هذه الطريق ويكون أطفالك أو الراكب نائم في السيارة فإنهمما لا شك فيه سيستيقظ ، ليس هذا وحسب بل إن جميع جسده وبدنه سيرج وستحدث حالة خضخة لجميع جسده، توقظه وتكسر النومه الجميله وتبدد الحلم الذي كان غارقا فيه النائم.
وهذا ما أحدثه في قلوبنا وأجسادنا محمد علان رجرجنا وخضنا خضا وأيقظنا من نومنا، وذكرنا بمعاناة أسرانا وبألم الاعتقال الإداري، أعاد الاعتبار لقضية الأسرى وأعاد الثقة لنا كفلسطينيين بأنفسنا وبقدراتنا وإمكاناتنا الفردية، وأننا نستطيع أن نواجه وندافع ونتحدى وننتصر.
لا يوجد في هذا الشعب من لا يحب الانتصار ومن لا يحب الصمود والتحدي، وها هو محمد البطل يعطينا أنموذجا وشكلا للبطل الفلسطيني الذي يواجه وينتصر، وأننا نملك الكثير من وسائل القوة والمواجهة.
عملت لفترة بسيطه مع محمد في مكتب واحد ومن ثم ربطتني به علاقه اجتماعية خاصة، وتوطدت علاقته بطفلي ناظم الذي كان يداعبه ويلاعبه ويعلمه كيف عليه أن يتحدث بقوة، فكان "عمو" محمد علان كما كان يناديه ناظم حاضر في شخصية ناظم يقلد كلماته وحركاته، الأمر الذي يشير لمدى أثر وتأثير المحامي عليه.
للعلم محمد علان صديق شخصي وخاص بالأسير حسن الصفدي، وحين خرج حسن بعد إضرابه الطويل والشهير كنت دائما أشاهد محمد يسير مع حسن ويسأله عن تفاصيل كل شيء، ولا أنسى في اضراب الكرامه منتصف 2014 تفاعل ودور محمد التفاعلي مع هذه القضية.
محمد أوصل رساله للعالم ولنا قبل كل هؤلاء كفلسطينيين، أننا أقوياء وأن المقاومة للمحتل مشروعة وواجبه بكل حالاتها، محمد اليوم يضيء لنا الطريق ويعيد لنا الأمل والثقة بأنفسنا كفلسطينيين.
لمحمد في معركته وبساعاته الأخيرة ملكت قلوب الآخرين بصمودك يا أيقونة الصمود والصبر والتحدي، ننتظرك على أحر من الجمر في مهرجان النصر على دوار نابلس، وفي كل ساحات الوطن يا محمد"، يسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا، وهو بحول الله قريبا.
وسوم: العدد 629