في مصرَ كربلاء.. وفي سوريا ألفُ ألف كربلاء
كأنما هو القدر المحتوم الذى جمع مصر وسوريا بمصير مشترك منذ فجر التاريخ ، وحتى اليوم ..تشابهت الحضارة والعادات والتقاليد لدرجة أن تماهت الآلام وتشابكت الطُرق نحو الحرية .
عانت مصر وسوريا من الأنظمة الدموية الديكتاتورية العميلة المتعاقبة ، حتى مرضت الأمة بمرض الدولتين الأكبر والأهم فى العالم العربي ، وقد لبت الدولتان نداء الحرية الذى انطلق من تونس الخضراء : الشعب يُريد إسقاط النظام ، فكان الصراع مع أبشع نظامين فى الشرق الأوسط ( حسني مبارك – بشار الأسد ) ، رحل الأول إلى قصره فى شرم الشيخ وترك القياده لصبيانه فى المجلس العسكري ، وانخرط الثانى فى قتل وإبادة كل ما به روح ونبض .
فى مصر خططت الدولة العميقة لاحتواء ثورة 25 يناير وانحنت أمام العاصفة الشعبية العاتية – مؤقتا – فنتج عن ذلك انتخاب أول رئيس مدنى فى تاريخ مصر منذ سبعة آلاف سنة ، ثم انقلب العسكر بقيادة عبدالفتاح السيسي بمباركة أمريكا والكنيسة وعزلوا أول رئيس منتخب وأقاموا المجازر بحق المسلمين ( أشهرها مجازر رابعة العدوية والنهضة ورمسيس ) واعتقلوا مائة ألف أو يزيد كل ذنبهم أنهم يقولون ربنا الله !
فى سوريا استخدمت عصابات النصيرية كل أنواع القتل بحق المسلمين بداية من الذبح بالسكاكين مرورا بالشنق وثقب الأجساد بالشنيور وحتى الحرق والنشر بالمناشير وتسميل العيون وقطع الأعضاء الذكرية والاغتصاب ..
والمفارقة أنه عقب محرقة رابعة العدوية ( 14 أغسطس 2013م ) قام بشار الأسد بمحرقة الكيماوي فى الغوطة ( 21 أغسطس 2013م ) ونتج عنها استشهاد أكثر من ألف وخمسمائة من السوريين غالبيتهم نساء وأطفال ، لتتعانق الدماء المصرية والسورية ولتؤكد أن المصير واحد والطريق واحد .
ما يحدث فى مصر وسوريا الآن يُشبه ما حدث فى كربلاء لسيدنا الحسين بن على سلام الله عليهما ، عندما قتله الفجرة ومثّلوا بجثمانه الطاهر .. صارت كربلاء أحد العروض المستمرة .. فى مصرَ كربلاء .. وفى سوريا ألفُ ألف كربلاء.
وسوم: العدد 629