بعد هزيمة الزبداني.. سياسة جديدة لـ”حزب الله”
أمر ما طرأ أو تبدل داخل قيادة 'حزب الله” اخيراً جعلها تتخذ قرارات هامة مثلت صدمة بالنسبة إلى عناصر الحزب وكوادره المتواجدين في سوريا، وتحديداً اولئك المتواجدون في مناطق (القلمون) و(الزبداني).إجازات مفاجئة!منح بشكل مفاجئ حزب الله خلال اليومين المنصرمين إجازات لمجموعات من عناصره المتواجدين في سوريا وهو الامر الذي ترك اكثر من علامة استفهام حول خلفية هذا القرار علما ان الكثيرين من هؤلاء لم يتمكنوا من الحصول حتى على يوم واحد رغم طلباتهم المتكررة منها، ورغم ما كان يوضع في خانة الضرورة أو الحاجة القصوى.المعلومات تفيد أن أولى الاجازات التي منحها الحزب لعناصره كانت لابناء البقاع وقد حصل بعضهم على فترة تزيد عن اسبوعين متواصلين علما ان المدة سابقا كانت تقسم على مراحل لحاجة الحزب الى وجود عناصره في المناطق التي تشهد معارك عنيفة وفي بعض الاحيان كان يتم التعويض عليهم بالمال وببعض المساعدات في حال الغاء الفرص لأسباب تتعلق بالوقائع الميدانية.سياسة القضم التدريجي للأراضي!منذ أسبوع تقريباً قررت قيادة حزب الله اعتماد استراتيجية عسكرية جديدة في ما يخض جبهة الزبداني التي استنزفت خلال اقل من شهرين نصف ما خسره الحزب من عناصر في سورية منذ انزلاقه في رمالها المتحركة، وقد قضت هذه الاستراتيجية بإتباع سياسة القضم البطيء للاراضي بعدما عجزت قوات النخبة لديه المدعومة بعناصر من النظام وطائراته ودباباته عن إحراز أي تقدم ميداني ملموس هناك، لكن هذه الاستراتيجية لم تنفعه فظلت عناصره تسقط بشكل تصاعدي الى ان قرر تخفيض عددهم والتراجع عن مواقع كانت بمثابة مصيدة لكوادره وعناصره على حد سواء.الزبداني جعلت حزب الله يتقهقر ويقر بهزيمته العسكرية رغم تفوقه العددي والعسكري، وهو المدعم بصواريخ موجهة ودبابات لا تمتلكها سوى نخبة الجيوش في العالم إضافة الى سلاح الطيران وبراميله المتفجرة. وهذا ما جعل أحد عناصره العائدين في اجازة يقول 'الزبداني اسم لن ننساه في حياتنا” ما يعني أن هذه المدينة تحولت الى كابوس لعناصر الحزب في يقظتهم ومنامهم وهذا ما يؤكد عليه عدد من اهالي هؤلاء العناصر حتى ان احداهن طالبت الحزب بتحويل ابنها الى طبيب نفسي بعد مقتل معظم اصحابه امام اعينه اثناء عمليات الهجوم التي غالباً ما كنت تنتهي بتراجع الحزب بعد الصمود الذي كان يبديه الثوار.حتى أحجار الزبداني تقاومنا!كل هذه الانكسارات دفعت حزب الله إلى منح عناصره الإجازات‘ التي اعتبرت بمثابة مفاجئة غير متوقعة لعناصره، حتى أن أحد عناصره ابلغ عائلته أنه ومجموعة من 'اخوانه” عيارات نارية ابتهاجاً لحظة تبلغهم منحهم أجازات. ويُنقل عن هذه العناصر مجموعة أخبار تؤكد أن حزب الله قد اقتنع أخيرا باستحالة السيطرة بشكل كامل على الزبداني وبأنه يدرك أن مقاومة عنيفة وشرسة يمكن ان يواجهها في حال دخوله لدرجة أوصلت عناصره للقول ” حتى احجار الزبداني تطلق علينا الرصاص وتقاومنا”.شبهها البعض بفييتنام والبعض الاخر اطلق عليها اسم (ستالينغراد)، لكنها في الحقيقة هي الزبداني التي ظلت عصية على الغزاة ومن خان وطنه. ويبقى الهم الأكبر لعناصر الحزب الذين هم في إجازة اليوم، استدعائهم بعد فترة للموت في 'جهنم” بعدما تذوقوا طعم الجنة الى جانب عائلاتهم وأهاليهم!
المصدر : أورينت
وسوم: العدد 629