كل الأوراق تبعثرت... 5
سلسلة مقالات عن (الوضع اليمني ) تحت عنوان : إلى أين يسير اليمن ... ! ؟
الجزء الخامس و الأخير ...
انتشر غبار الحرب في اليمن و غطى كل المدن و البلدات و القرى اليمنية تقريبا ، وبدأ يتكشف حجم الأضرار الجسمية التي لحقت بالمحافظات الجنوبية، حيث لم يقتصر الدمار على البنية التحية والمرافق العامة والمؤسسات و المنشئات الحيوية.
الحكومة اليمنية الشرعية، في ظل إمكانياتها المتواضعة، قد لا تكون قادرة في الوقت الراهن على اعادة كل شيء الى نصابه في وقت تجد نفسها عاجزة في التعاطي مع الأزمة التي عصفت بالبلاد و ما تزال تعصف ، وفي وقت لا تزال فيه مليشيات الحوثي العنيدة وقوات المخلوع صالح تسيطر على أجزاء كبير من البلدات.
خبراء عاينوا حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ، حيث ذكر أحد الخبراء أن الحرب ألحقت أضرارا بنحو 70-80 % من البنية التحتية في المناطق التي كانت تحت سيطرة المتمردين نتيجة المعارك والقصف العشوائي الذي تعرضت له هذه المدن.
وتواجه الحكومة تحديات جمة وعديدة للتخلص من تبعات الحرب، ومن أولويات هذه التحديات بناء مؤسسات أمنية مؤهلة وقادرة على توفير الأمان للمدنيين، وحفظ الاستقرار في المدن والمحافظات الجنوبية ، حيث لا تزال تسود الكثير من تلك المناطق حالة من الفوضى العارمة وانعدام الأمن فيها نتيجة غياب المنظومة الأمنية.
هذا و ان الجماعات المتشددة كالقاعدة قد تستغل هذا الظرف و تبدأ بإعادة ترتيب صفوفها الداخلية و التمركز ثم التغلغل إلى الشارع اليمني، وبسط نفوذها من جديد.
و برغم الجهود والمساعي التي تبذلها المقاومة الشعبية لتأمين هذه المدن في ظل غياب أي بدائل أخرى، إلا أنها تفتقر إلى الخبرة والتنظيم وهي قائمة في جوهرها على تطوع الأفراد من أبناء المدن في صفوف اللجان الشعبية أو المقاومة .
وهنا لابد من الإشارة إلى أن اليمن خاض حروب عدة لاستئصال القاعدة وطردها من مناطق جنوبية مثل : مودي وزنجبار ولودر في منتصف العام 2010 و2011، حيث تمكنت اليمن وقتها من طرد التنظيم من هذه المناطق، إلا أن آثار تلك المعارك لا تزال قائمة حتى اللحظة، ليزداد الأمر سوءا بعد أن سعى الحوثيون لإغراق البلاد في مستنقع من الإرهاب .
إن مرحلة إعادة إعمار ما دمرته الحرب ، قد تأخذ وقتا طويلا و سنوات و قد تفشل البلاد في تحقيق الاعمار و عودة الحياة الطبيعية للمواطن اليمني .
فهل يا ترى يمكن القول أنه آن الأوان لإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت جراء الوضع الأمني باليمن ... و أن يسير البلد نحو حياة أفضل كلها سلام و اطمئنان و أمن و رفاه للشعب اليمني ككل.؟
وسوم: العدد 633