الأقصى والعيد
كلّ عيد وأقصانا بخير، لأنّ ما يُبيّت للأقصى وللقدس لا يبشّر بالخير، فتقسيمه الزّمانيّ وتهويد المدينة المقدّسة نافذ المفعول، ومعلن على رؤوس الأشهاد، والتقسيم المكانيّ للأقصى يتنتظر الفرصة المناسبة، والدّول العربية في سبات عميق، بل قادتها مشغولون في تدمير دول وقتل شعوب عربيّة أخرى، لتنفيذ مشروع "الشّرق الأوسط الجديد" لاعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، لترسيخ الهيمنة الأمريكيّة والاسرائيليّة على المنطقة لقرن قادم، ويتمّ تدمير سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، مصر وغيرها بأيد عربيّة، ومال عربيّ، والقاتل والمقتول عرب، والذّبح والتّشريد والتدمير يتمّ باسم الله على أيدي المتأسلمين الجدد الذين لا يخافون الله في شعوبهم وأوطانهم، ويزعمون أنّهم يملكون مفاتيح الجنّة.
صحيح أنّ بعض الدّول العربيّة مثل الأردنّ، مصر والسّعوديّة قد نشطت لوقف الجرائم المرتكبة في المسجد الأقصى، والتي لن تتوقف عند تدمير الباب التّاريخيّ للمسجد القِبْليّ، وتحطيم نوافذه وتدنيس ساحاته وباحاته، لكن هذا لا يكفي، فالجامعة العربيّة لم تستطع عقد لقاء لوزراء الخارجيّة العرب لبحث موضوع الأقصى، ولم يجد الوزراء متّسعا في الوطن العربي الذي كان كبيرا، لهم ليعقدوا لقاءهم فيه، وسيعقدون لقاء في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة، وكذلك دول المؤتمر الاسلامي التي عارض بعضها اللقاء لبحث قضيّة الأقصى. لكن اللقاءات لتدمير دول شقيقة وقتل شعوبها لها الأولويّة عند غالبيّة دول النظام العربيّ الرّسميّ، واللافت أن مفتيي جهاد النّكاح وشرب بول البعير وفقه الضراط، وتشريع قتل المواطنين العرب وتدمير بلدانهم انخرسوا أمام ما يجري في الأقصى.
فكلّ عام وأنت بخير يا أقصى ويا قدس، والعزاء في أمّتكما التي نسيتكما. ونأمل أن يأتي عيد الأضحى القادم والأقصى وقدسة ليسا ضحيّة وقربانا لتخاذل "طويلي العمر" من العربان النّائمين.
وسوم: 634