للمرة الألف ..
الجماعة التي تؤمن أن مسألة "نقل السلطة" قد تم حسمها نهائياً قبل 1400 عام في "غدير خُم"، لا يمكن أن تؤمن بالديمقراطية ولا بالتداول السلمي للسلطة.
الجماعة التي تؤمن أن هناك تفويضاً إلهياً لعائلة معينة لتحكم الناس إلى يوم الدين، لا يمكن أن تؤمن بالمساواة أو الشراكة أو المدنية.
الجماعة التي تؤمن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أورث السلطة لعائلته وأبناء عمومته وأحفاده إلى يوم الدين، لا تؤمن بالإسلام كدين، وإنما كمشروع عائلي!
ولا تنظر لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - كنبيّ، وإنما كجدّ مؤسس لأمجاد العائلة!
الجماعة التي لم تستوعب بعد أن الحكم اختيار شعبي وحق جماهيري، لم يعد لها مكان إلا في متاحف التراث الشعبي.
ليس هناك أي مشكلة في الاحتفال بالغدير كمناسبة تراثية "متحفية".. لكن المشكلة أن يحاول البعضُ الاحتفال به كمشروع سياسي مستقبلي.
الوطن يتسع للجميع.. ولكل من قرروا منذ عقود أن يخرجوا من كهف الوصية إلى أفق الإرادة الشعبية والديمقراطية.
صندوق الانتخابات هو "الوصيّة" الخالدة، والديمقراطية هي "الغدير" المستقبلي الذي لا ينضب.
حسين الوادعي
وسوم: 636