كنا نبحث عن بطل فكان مهند ...
كان الجميع منا ينادي مهند ويبحث عنه ، أبطال المواقع الاجتماعية في الضفة الغربية خصصوا جميع منشوراتهم له ، أين أنت أيها البطل؟
تساؤلات كثيرة .. من سيثأر للحمنا الذي حرق على يد المستوطنيين في دوما من عائلة دوابشة ، من الذي سيثار لمرابطات الأقصى ويرد الصاع بصاعين من الذي سيعيد البسمة للشهيد التلاحمه الذي سربل بالدم .
كانت غزة تستصرخ بقية الحرائر المتبقية في الضفة الغربية أن ثوري يا ضفة يا خاصرة الوطن ويا مهد الأحرار ومهجمة الأقصى .
كان الخارج ينادي أيضا على البطل فينا أن لا تتركوا الأقصى وحيدا ولا تدعوا المحتل يعربد ولا تتركوا شذاذ الآفاق يغلقون الطرق , علموهم أن في الضفة من لا يقبل الذل ويرضى الضيم ويسمح بالتطاول على الحرمات والمقدسات
فكنت أنت الشاب الجميل الذي لم يتجاوز عقده الثاني ، والذي لم يتدرب في الكليات العسكرية والذي لم يحمل السلاح يوما ، كنت أنت يا مهند منأجبت عن تساؤلاتنا و لبيت نداء كل من سبق ذكره ..
سواء كان داخل الميدان يتمتع بصفة مراقب أو خارج الميدان يتمنى لو كان قادرا على الرد .
يامهند لن تكون هناك محاكم ومرافعات ولن يكون قضاء وقضاه ، ولن تلبس الروب الأسود ، ولن تسهر وأن تنبش في كتب القانون عن المواد التي تستدل بها على عدالة قضيتك
دافعت عن شعبك بطريقتك واختصرت الطريق فلا استئناف ولا طعن بالقرار ولا ادله اثبات ولا مرافعات ومحاكم وتعب وسهر ومراوغة
اختصرت الزمن وصعدت بسن مبكر لقاضي السماء وقد تخضبت بالدم والدماء ، لم ينبت شعر وجهك الطفولي يا ولدي ، حملت هم شعبك وجرح وطنك ، وذهبت تبحث عن حريته بساعدك الغض وقلبك النابض بحب الوطن فكنت البطل الذي جندل العدى وفر من أمامه غلاتهم فكنت تزأر كالأسد يخشاك كل من صادفك كيف لا وأنت الفلسطيني الثائر .
رويت الصدور المحتقنه كما روت الأرض بدمك الطاهر ،كنا ننظر لجسدك المسجى ودمك الذي سال وكلنا فخر كأنك الذي داريت عجزنا وأعدت لأروحنا الاعتبار.. يا مهند الحلبي يا قائدا أعاد الروح للأجساد التي أعيتها السجون والانقسام .
مهند رحمك الله يا فارسا قلّما يجود الزمان بمثله , في زمن أختلف فيها قومك على المقاومه وأشكالها ، وفي زمن أصبح فيه النداء على الرجال هو سمت المقاومين الذين تقاعدوا مبكرا .
كل شعبك كان ينتظرك وينتظر ثار يمينك بوركت السواعد وبورك البيت الذي رباك ، كنا نبحث عن بطل فكنت أنت..
فدارى ضعف نفوسنا وقلة حيلتنا وتقاعسنا
وسوم: 637