الغضب الشعبي في فلسطين، تعبير صادق عن أصالة المشاعر الإسلامية ضد الاحتلال وعملائه

تعليق صحفي

نشر موقع أمد تصريحات لرئيس السلطة الفلسطينية عباس قال فيها: لا نريد العودة لدائرة العنف... ولن نلغي اتفاقية أوسلو... ونقلت الفضائيات عن عباس قوله عن أهل فلسطين بأنهم مسالمون، وإنهم لا يريدون إلا مقاومة سلمية، ونشرت وكالة معا عن مسئول أمني يهودي قوله: لا نريد التصعيد ولا تقسيم للأقصى.

إن ما تشهده فلسطين من عدوان يهودي وحشي هو ترجمة للحقد اليهودي والعداء المتأصل في عقيدتهم الباطلة: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا"، وإن صورة الكيان اليهودي ملطخة بدماء المسلمين، التي أراقها عبر مسيرته الاحتلالية منذ المجازر التي رافقت إنشاء كيانه الباطل، إلى الحروب العسكرية التي تآمر معه الحكام فيها لإحباط القوة المعنوية للمسلمين، ومن ثم عبر قصفه وعدوانه الوحشي لغزة خلال السنوات الأخيرة، وعبر خطف الأطفال وحرقهم، وقتل الفتيات بدم بارد كما حصل مع الشهيدة هديل الهشلمون، وعبر عدوانه المتواصل على المسجد الأقصى والمرابطين فيه في تحد صارخ لعقيدة المسلمين ومقدساتهم.

ثم تأتي هذه التصريحات من عباس ومن اليهود وكأنها تصدر عن قلب رجل واحد في تحديه للأمة، وفي تصديه لغضبها المشروع...

إن قادة المنظمة ووليدتها المسخ السلطة قد انخرطوا في عملية التدجين والتهجين السياسي، واستمرأوا الذل والعمالة، ولذلك فإنهم لا يعيشون مع أهل فلسطين حالة الغضب الذي يتفجر في عقولهم وقلوبهم ضد كيان يهود وضد السلطة التي تعتاش في مستنقعه المنتن. ولذلك تأتي هذه التصريحات متطابقة.

وهي تأتي بعدما تصاعدت الهجمات اليهودية على أهل فلسطين من قبل جنود الاحتلال ومستوطنيه، وبعدما اجتاح الغضب الشعبي العارم أهل فلسطين في تعبير عفوي صادق عن أصالة مشاعرهم ضد الاحتلال اليهودي، بما ينذر الاحتلال وعملاءه معا أنه لا مكان لهم في نظرة الأمة لمستقبلها ومستقبل فلسطين، مهما تقاعس الحكام وتخاذلت السلطة ورجالاتها، وهي رسائل جماهيرية صارخة بأن أهل فلسطين لا يمكن أن يقبلوا بالاحتلال اليهودي ولا بمن ينسق معه أمنيا. وهم يتلون قول الله تعالى ويُذكّرون به الأمة الإسلامية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".

إن الأجواء التي تشهدها فلسطين بكافة مناطقها هي تعبير سياسي رافض للاحتلال وللتعايش معه، ورافض لمحاولات الترويض والتدجين السياسي، واحتواء غضب الناس مما تحاوله قادة السلطة، لتجنّب ثورة الناس على الظلم والظالمين والعملاء.

إن هذه الجرائم اليهودية المتصاعدة تشحن المسلمين وجيوشهم لخوض حرب اجتثاث لكيان اليهود، وهي لا شك تدفع نحو تلقين المستوطنين اليهود الدرس الذي ينسيهم وساوس الشيطان. وهم الجبناء بالفطرة والعقيدة، والذين ما كان لهم أن يستأسدوا على أهل فلسطين لولا هذا المشروع الأمني المسمى المشروع الوطني الفلسطيني، الذي تكفل بحماية اليهود المستوطنين، فمكنهم من أن يصولوا ويجولوا في شوارع فلسطين وقراها بعدما كانوا يتحركون على تخوّف من غضب الناس وتصديهم، تحولوا من حثالة تترقب وتخشى المشي في الطرقات إلى عصابات خطف وقتل، وما كان لهم ذلك إلا بعدما أمنوا العاقبة واطمأنوا إلى تأمين الحماية لهم من قبل عباس وأجهزته التي نذرت رجالاتها لتنفيذ حلم عباس في إنهاء عذابات اليهود. وها هو عباس يجدد التأكيد بتصريحاته المتواترة على عقيدته الأمنية التي تتحدى عقيدة الأمة ومشاعرها.

وأمام هذه الهجمة اليهودية الوحشية والمتصاعدة، فإن المسلمين وجيوشهم مدعوون اليوم، وكل يوم إلى امتثال قول الله تعالى: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا"

وهو نداء رباني عابر للشعوب والقارات، يخاطب العقول ويحرك القلوب، فهل من مجيب؟ قبل أن يستفرد اليهود بأهل فلسطين الغاضبين، وقبل أن يحوّل عباس ومنظمته المفرطة غضب أهل فلسطين ضد الاحتلال إلى ورقة ضغط على طاولة المفاوضات!

8/10/2015

وسوم: 637