الإعلام الإسرائيلي في تغطية انتفاضة القدس دعوة للقتل، تسبب برعب في المجتمع الصهيوني

مركز القدس:

أجرى مركز القدس، رصدا، للتغطية الإعلامية، الإسرائيلية، "لانتفاضة القدس" ، من حيث مضامين الخطاب الإعلامي، والمصطلحات المستخدمة، بالإضافة إلى الإنعكاسات العامة على المجتمع، والرسالة التي يراد ارسالها، للمواطن الإسرائيلي، في ظل تصاعد الاوضاع على الأرض .

وقال مركز القدس في دراسته " إن الإعلام الإسرئيلي ظهر في تغطيته، لانتفاضة القدس، من خلال العناويين الآتية:

أولا : أرتباك التسمية :

تباين الإعلام الإسرائيلي، في توصيف الحالة في الأراضي الفلسطينية، بين "موجة أرهاب"، "انتفاضة"، "المناطق تحترق"، "أحداث"، بالإضافة إلى منهج من التغطيات الجزئية (كمواجهات)، لكن مصطلح انتفاضة أخذ بالحضور في اليوم 6 من الأحداث على الأرض، في ظل تهرب رسمي واضح من تسمية الأحداث بانتفاضة .

ثانيا : منهجية التغطية  

قال مدير مركز علاء الريماوي من الواضح،  أن هناك اجماعا في الإعلام الإسرائيلي، على توصيف الفلسطيني بالإرهاب، عدا عن تبني مضامين "الرواية الرسمية " في حالات الإعدام للفلسطينيين، وتبرأة المستوطنيين من الإعتداءات الممنهجة .

وأضاف الريماوي" التغطية أظهرت تباينا شوهد على شكل اصطفافات، ضد حكومة نتنياهو، أو تأييدها في الأيام الماضية ، حيث ساندت وسائل الإعلام اليمينية الحكومة الإسرائيلية، وروجت لسلوكها، ومهدت له من خلال مطالبة برفع وتيرة الإستهداف، للسلطة الفلسطينة، والحركة الإسلامية، وحماس، بالإضافة إلى أهالي القدس، والنواب العرب في الكنيست.

في المقابل، ركزت الصحف ذات البعد المعارضة أو غير المتناهية مع الحكومة الإسرائيلية " كهآرتس"، يدعوت أحرنوت بدرجة أقل، معاريف بدرجة أبهت ، على منهجية تحريض، تستثني السلطة الفلسطينية، والحالة العربية في الداخل، عدا الحركة الإسلامية، كما تنقد بمستويات مختلفة، حكومة نتنياهو ودورها، معالجة السلوك الأمني .  

 

متغيرات الخطاب الإعلامي الإسرائيلي وأثره على المجتمع الصهيوني

و قال الباحث في مركز القدس، لدراسات الشان الإسرائيلي، عماد أبو عواد، إن هناك جملة من المتغيرات والآثار أهمها :

اولا: نقل الخبر العاجل بكثافة "دون تثبت من المعلومة " ، مما اسهم في توسيع رقعة التفاعل لدى المجتمع الاسرائيلي، حيث تسبب ذلك في اثارة مشاعر الخوف لدى المجتمع الإسرائيلي .

ثانيا:  الإرباك في شكل إخراج إجراءات الحكومة الإسرائيلية على الأرض، مما أسهم في توسيع حالة الهوس الامني، لدى المجتمع، وهذا كان واضحا من خلال طبيعة تعبئة الجمهور من خلال موجة التغطيات المفتوحة على الإذاعات الإسرائيلية.

هذا الإرباك أظهر الحكومة الإسرائيلية في حالة تخبط، بعد 8 لقاءات أمنية، منها 3 للكبينت الإسرائيلي على الأقل، وتزامن ذلك مع تكرار نشر الإعلام الإسرائيلي خطاب السياسيين الاسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو بعدم وجود حلول سحرية لما يحدث على الساحة الأمنية.

ثالثا: رفع مستوى التحريض والعنف :  مارس الاعلام الاسرائيلي دور المحرض وبشكل واسع من خلال الة التحريض المستمرة واستضافة الشخصيات الاكثر تطرفا من كافة الاحزاب الاسرائيلية،  ولعب دورا بارزا في الحث على ايقاع اقصى العقوبات بمنفذي العمليات  وكذلك التحريض على القتل وسن قوانين معاقبة حتى صغار السن .

رابعا: أرباك المجتمع لتقديرات حجم الهبة :  اختلفت وسائل الاعلام حول تقدير الهبة في حين اخطأت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية، كما جهاز الامن الاسرائيلي،  بتقدير استمرارية الهبة .

حيث غلب الإعتقاد على اجمالي وسائل الإعلام  أن هذه مؤقته ،  في المقابل وكان هناك اعتقاد عند القليل باستمراريتها،  ومثال ذلك موشيه نوسباوم " القناة الثانية" الذي ربط بين يوم الجمعه واستمرار الهبة متوقعا ان احداث الجمعة هي التي تحدد مسار الاسبوع الذي يليها، في حين ذهبت وسائل اعلام اخرى ان الانتفاضة بدأت وشرارتها المسجد الاقصى والقدس، ورغم تخوف المستوى السياسي من كلمة انتفاضة فان ، الكاتب “يوسي يهوشيع” الذي قال “منذ تصاعد العمليات ونجاحها مؤخرا، فإنهم لا يتحدثون في الأجهزة الأمنية عن انتفاضة،  لا أدري لماذا يخشون ذكر هذه الكلمة .

من جانبه قال الاستاذ جلال رمانه الباحث في مركز القدس ان الاعلام الاسرائيلي بالفعل يعتبر حاليا،  آلة تحريض واضحه في ظل وجود عدد من الصحفية بخلفيات عسكرية.

وأضاف رمانه " ان الجهات الأمنية  الإسرائيلية، ستقوم بفرض رقابة اكثر صرامة في حال تطورت الاحداث ووصلت الى انتفاضة حقيقية" .

وأوضح رمانه " إن هناك مجموعة من أفراد التيارات الدينية في الإعلام، تدفع إلى ما يعرف بالصراع الديني ، من خلال تصوير الفلسطيني، كحركات ديينة تحرق قبر يوسف، مما يستدعي ذلك ردا، على الفلسطينيين بذات المستوى .

خلاصة القراءة : إن الإعلام الإسرائيلي، أوقع المجتمع في حالة إرباك، أثرت على السلوك الإسرائيلي، في القدس، تل الربيع، بالإضافة إلى مستوطنات الوسط.

وأضاف المركز" ظهر في هذه المناطق خشية من التجول في الأسواق، والذهاب إلى العمل، بل حتى ممارسة أعمال التسوق".

وأضاف المركز، هذا الحال، كان نتاج لحجم المقاومة الفردية الكبير، والمنهجية في تغطيتها من قبل الإعلام الإسرئيلي.

وختم المركز لكن المتغير الأهم، هو انفلات مواقع التواصل الإجتماعي الإسرائيلية، في تغيطية تصوير العمليات، مما صنع حالة ضاغطه على الإعلام للتعاطي معها، مما أورث عمقا في الخوف وحافزا  للانتقام . 

وسوم: 638