أساتذة الجامعات ثروة وطنية لا يمكن تبديدها
في المؤتمر العلمي الاخير الذي اقامته جامعة الكوفة بالتعاون مع حزب الفضيلة الاسلامي في مدينة النجف الاشرف و الذي ضم عدد كبير من الاساتذة والتدريسيين في جامعات العراق المختلفة و قدموا بحوثهم ودراساتهم ورؤاهم ومشاركاتهم للمساهمة الجادة في عملية الاصلاح التي نتوخاها في العراق انسجاماً مع مطالبات الجماهير بانقاذ العراق من الغرق في مياه الفساد الأسنة فكنت وأنا أتابع حواراتهم و كلماتهم و أطروحاتهم يغزوني الأمل في مستقبل مشرق للعراق مادام يملك هذه العقول التي تمنيت أن تكون في يديها الريادة والقيادة ومسك زمام الأمور لتقود العراق الى ضفة الأمان , و لكن وسط دوامة ما يسمى بالاصلاحات تفاجأنا الحكومة كعادتها في إعلان سلم الرواتب الجديد (والذي كان تنتظره شرائح عديدة من موظفي الدولة في جميع الوزارات ) ومايحمله من قرارات قد تفضي الى مشاكل كبيرة في مستوى دخل الفرد و خاصة ما يخص شريحة اساتذة و تدريسي الجامعات تلك الشريحة التي لها خصوصية وميزة لايمكن أغفالها فهي تعتبر المخزن العلمي و الفكري للبلد وهي تدير مصانع صناعة الكفاءات و يعول عليها في توجيه مسار بوصلة الجماهير لما لهم من تأثير في عقول الشباب الجامعي أي قادة البلد غداً فتكون عملية حرمان الاساتذة من مخصصات الخدمة الجامعية انتكاسة في العملية العلمية لأنها من جهة تخالف الدعوات التي تنادي بها المرجعيات والاحزاب و المسؤولين بضرورة استقطاب الكفاءات و توفير كل الامكانيات المتاحة لهم ومن جانب أخر تشعر الاستاذ الجامعي بحالة من الإحباط عندما يرى الاستهانة بخدماته و عدم تقييم قدراته و دوره الاكاديمي في صناعة قادة البلد و هذا فعلا من التناقضات التي تستشري في سياسة التخبط التي نعيشها فبدلاً من تحفيز هؤلاء التدريسيين على بذل قصارى الجهد لإثراء العملية العلمية بخبراتهم و خزينهم العلمي و مواصلة تطوير امكانياتهم و بحوثهم التي تحتاج الى مصادر و اموال و بدلاً منها تقوم الحكومة بقطع الامدادات المالية عنهم لنعود على الاعقاب ، بالاضافة الى ارسال رسالة مشوهة و محروقة لكل الكفاءات العراقية التي تسكن المهجر و لديها رغبة في العودة للبلد لتعطي و تلقي ما تملكه من علوم في عقول شبابنا الجامعي ايماناً منهم ان العراق يستحق ان يكون في مصافي البلدان المتقدمة و انه أي العراق أولى بامكانيات ابنائه من غيره ، فالعراق اولى بالعراقيين لكن هذا القرار سيشجع بلا ادنى شك اغلب كفاءاتنا الى الهجرة الى الخارج و أكيد هناك أحضان ستستقبلهم بكل حفاوة فهم ثروة وطنية و هذه الثروة لايمكن السماح بتبديدها و إضعافها لأنها مرتكز تقدم البلد و البلد يتراجع بسرعة جنونية فهل ستلتفت الحكومة الى هذه الكبوة قبل السقوط من الفرس الذي يعرج منذ سنوات .
وسوم: 639