يجهلون ما يدعون إليه!!

قدم الدكتور طارق الزمر كشف حساب لحزب البناء والتنمية (حزب الجماعة الإسلامية)، يبين الإطار العام للحزب، وأنه ملتزم بالسلمية، ويحمي الشرعية الشعبية، وأنهم كانوا مع الجموع الثائرة بهدف التخلص من الاستبداد وتطهير المؤسسات. وهذا جيد، وشيء يحمد عليه، فالحريات أولًا؛ ولكن:

يقف الدكتور طارق الزمر عند 30 يونيو2013، يريد أن تنتهي فقرة الانقلاب ليعاود المسير في ذات الطريق الذي انتهى بانقلاب ووثبة من المجتمع والدولة بجميع مؤسساتها من أجل تمزيق الصحوة الإسلامية. يقول: تطهير المؤسسات.

لا يملك الدكتور طارق، ولا أقرانه، تصورًا حقيقًا عن الدولة إلا ذاك الذي فرضته المنظومة العلمانية. يظن الدكتور، وكذا أقرانه، أن الصيغة الوحيدة للحكم هي الدولة الحديثة، وأن المطلوب فقط تطهير المؤسسات من الفاسدين.

عامة المتصدرين للظاهرة السلفية مستسلمون ضمنًا لنموذج الدولة الحديثة، مع أن الدولة الحديثة لا يمكن أن يطبق من خلالها شرع الله.. أو: لا يمكن من خلالها استئناف الحياة الإسلامية من جديد.. فهي كائن حي أفرزته العلمانية كأداة لفرض هويتها على المجتمعات، وأبجدية الحياة الإسلامية تعني تغيير شكل الدولة (صيغة الحكم). ومفتاح فهم ذلك في البحث عن مساحة المجتمع ومساحة السلطة في إدارة الحياة، في التصور الإسلامي والتصور العلماني. الدولة الحديثة أداة للتصور العلماني، والتصور الإسلامي له أدوات خاصة به حكمت قرونًا من الزمان، ولا ادري كيف جهلها من يدعو إليها؟!.

#فكرة_في_سطرين

وسوم: 640