هل يعتبر إحياء الذكرى الخمسين لاختفاء المهدي بنبركة فرصة تصحيح مسار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ؟

شتان بين الاحتفال بحدث سار وآخر مؤلم في الذكرى الخمسين التي تنعت بالذهبية ، ذلك أن إحياء ذكرى الأحداث السارة تبعث السرور في نفوس المحتفلين ، بينما إحياء ذكرى الأحداث المؤلمة تثير الأحزان فيها ، وتجعل الجروح تنزف من جديد وكأنها حدثت بالأمس القريب . واختفاء  المهدي بنبركة الذي لا يستطيع المغاربة نعته بصفة الحي أو صفة الميت طالما لم يكشف النقاب عن سر اختفائه هو مناضل بإجماع المغاربة ناضل من أجل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للشعب المغربي ولكافة الشعوب المستضعفة التي ابتليت أوطانها بالاحتلال الأجنبي  البغيض .والمهدي بنبركة شخصية تحظى باحترام جميع مكونات الشعب المغربي بسبب سجله الحافل بالنضال والدفاع عن قضايا عادلة . ومعلوم أن اختفاءه تتحمل الدولة الفرنسية المسؤولية عنه لأنه وقع فوق ترابها مهما تعددت روايات الاختفاء . وعلى الدولة الفرنسية أن تكشف النقاب عن ظروف اختفائه مهما كانت . وإذا كان مرور خمسين سنة على اختفاء المهدي بنبركة فرض على رفاقه إحياء ذكراه ، فإن هذا الإحياء تزامن مع تراجع رصيد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال انتخابات الرابع من شتنبر الماضي . ولا شك أن هذا التراجع قد أقلق زعماء الحزب الكبار وعلى رأسهم قيدومهم السيد عبد الرحمان اليوسفي  الذي لا شك أنه لم يرض على النتيجة التي حققها حزبه، ومن ثم لم يرض على أدائه الذي كان وراء هذه النتيجة المخيبة للآمال . والسؤال الذي يفرض نفسه بمناسبة إحياء ذكرى اختفاء المهدي بنبركة هو هل يعتبر ذلك فرصة لتصحيح مسار حزب الاتحاد الاشتراكي قبل حلول الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وذلك لرأب صدعه ، وإعادته إلى مساره الذي خطه زعماؤه الكبار من أمثال المهدي بنبركة وعبد الرحمان اليوسفي وعبد الرحيم بوعبيد غيرهم ؟ ومعلوم أن أنصار وحتى خصوم حزب الاتحاد الاشتراكي يميزون بين مناضليه من حجم بنبركة واليوسفي وعبد الرحيم بوعبيد وبين الخلف الذي خلف من بعدهم والذين أضاعوا النضال ، وتنازعوا فيما بينهم  وكانوا سببا في ما آل إليه حزب الاتحاد الاشتراكي من تراجع في الانتخابات  وهو الحزب الذي كان من قبل يدغدغ مشاعر الطبقات الشعبية ويحظى باحترامها وثقتها .ولا شك أن حضور السيد عبد الرحمان اليوسفي لقاء إحياء ذكرى اختفاء رفيقه المهدي بنبركة  يوحي بربطه حزب الاتحاد الاشتراكي بماضيه النضالي ، وهو بتعبير آخر محاولة لبعث نفس جديد فيه من أجل إعادته إلى مساره على طريقة ونهج كباره بعد أن تأكد أن صغاره لم ينجحوا في الحفاظ على مكتسباته . فهل سينجح كبار حزب الاتحاد الاشتراكي في استعادة مكانته ؟ وهل ستبعث ذكرى اختفاء زعيمه المهدي بنبركة فيه روح النضال من جديد ؟

وسوم: 640