الفلتان الأمني في درعا.. الثورة إلى أين؟!
“إذا ذهب الأمان ذهب معه كل شيء” وهذا حال محافظة درعا اليوم، فبعد أن كانت الجبهة الجنوبية مثالاً يحتذى به كجبهة متماسكة، لديها القدرة على إدارة المناطق المحررة، باتت اليوم مسرحاً للفلتان الأمني، من اغتيالات وسرقات.
حيث تعرض مشفى درعا البلد الميداني لسلب بعض محتوياته، أول أمس الاثنين ما تسبب بإغلاقه حتى إشعار آخر، فلم تقتصر السرقات على المنازل، بل امتدت لتطال المشافي والمؤسسات المدنية، وسط غياب واضح للمؤسسات الأمنية والرقابية، دون محاسبة المتورطين بتلك الأعمال.
ووصل الأمر في درعا لتعدد حالات الاغتيالات التي طالت قادة عسكريين، وناشطين، ووجهاء، وبحسب أبو غياث (عضو مكتب توثيق الشهداء في درعا) في تصريح لمركز أمية الإعلامي قال: “عدد حالات الاغتيالات في شهر نوفمبر لوحده تجاوزت 33 حالة اغتيال”.
ومن جهته قال ناشط إعلامي (فضل عدم ذكر اسمه) لمركز أمية: “الانفلات الأمني في درعا دفع بعض الناشطين إلى الصمت، وتجاهل ممارسات القادة المتسلطين، كما دفع نشطاء آخرين إلى التخلي عن عملهم خوفاً من تعرضهم للتصفية”.
وأضاف الناشط: “تلقيت بعض رسائل التهديد بالقتل والاعتداء على أهلي وأقاربي، في حال الاستمرار بنشر الأخبار التي تتعلق بفضح جرائم وانتهاكات المفسدين والمستلقين، لذا اضطررت ترك العمل الإعلامي حفاظاً على حياتي وحياة أهلي”.
إلى ذلك ترى الناشطة نورا الحوراني أن “استمرار الوضع على ما هو عليه، سيؤدي خسارة حوران الكثير من الشخصيات الفاعلة من نشطاء وقادة وإعلاميين، فمع صبيحة كل يوم يصحو الناس على عملية اغتيال جديدة”.
في حين يحمل أبو راشد الحوراني فصائل الجبهة الجنوبية مسؤولية الانفلات الأمني، وما آلت إليه الأمور في حوران، ويعتقد أن على فصائل الجبهة الجنوبية تسيير دوريات ليلية لمراقبة الأحياء والطرق، للحد من هذه الظاهرة”.
ويبدو أن أصوات الحقيقة التي خرجت من محافظة درعا منذ بداية الثورة السورية، ولم يستطع نظام الأسد رغم إجرامه إسكاتها، بدأت تخبو وتخفت بسبب بعض قوى الفساد، وكأن رسالة المفسدين في درعا إلى أصوات درعا “إما الصمت وإما الموت”،
فرسان الحوراني
مركز امية الإعلامي
وسوم: 641