الموصل تحت القصف و«ماكو شغل عند داعش»… وحزام القاهرة الأمني «للرقص فقط»
«قبل ماكو قصف في الموصل.. وماكو شغل.. اليوم ماكو شغل وأكو قصف»… بهذه العبارة إستهل شاب عراقي حضر للتو إلى أنقرة وتمكن من العمل نادلا إجابته على إستفساري بعد دقائق من رصد قناة 24 الفرنسية لحاملة طائرات عملاقة تقترب في المتوسط لتصفية الحساب مع دولة الخلافة، التي يتلاوم الكبار اليوم وهم يتبادلون الإتهامات حول ظروف وملابسات نشأتها.
لا أفهم كثيرا في التأصيل الشرعي المتطرف لنظرية التمكين في دولة الخلافة، لكن يخيل لي أن العم الخليفة ابو بكر البغدادي – إذا كان موجودا أصلا- يستعجل النفوذ ويريد إحتلال العالم وقتل كل الناس في الكرة الأرضية حتى قبل تثبيت أقدامه في الموصل والرقة… أي خلافة ساذجة هذه!؟
عموما شاهدت بحسرة على محطة «العربية» ذاك الشاب الساذج الذي يرافق مراسلا تلفزيونيا ألمانيا نشرت «سي أن أن» تعليقاته ويبلغه بأن «جمع الشيعة» في العالم «سيقتلون».. لاحقا بدا شاب آخر مضحكا وهو يهدد جميع الفرنسيين بالموت متوعدا واشنطن وأوباما.
شخصيا أعتقد أن واشنطن وتل ابيب بعيدتان عن مرمى العمليات الداعشية، التي تنتج كل الجدل الكوني، ليس لإنهما محصنتان، ولكن لإنهما الطاهيتان في اللعبة على الأرجح، فـ»الدواعش» مبرمجون على مهاجمة الجميع والـ»هارد ديسك» لا يضع إسرائيل في بنك الأهداف والخليفة لا يريد اقناع جماعته بأن الله فقط يستطيع قتل الناس جميعا وأن واجب دولته ايجاد وظيفة للشاب التركماني المتشرد في أنقرة.
«داعش» والسويد
قتل الأبرياء سلوك مخجل بكل الأحوال واللعبة التي تثيرها «غزوة باريس» الإجرامية الأخيرة يمكن رصد مستواها الهابط من فعاليات القناة الثانية لتلفزيون إسرائيل، الذي يهاجم بقسوة وزيرة خارجية السويد، لإنها قالت كلمة «حق واقعية» عندما إعتبرت الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين مطابق لما تفعله «داعش».
حتى قنوات ألمانية وفرنسية هاجمت الوزيرة الشقراء لأن أوروبا الجريحة اليوم لا تريد الإستماع ولا الإصغاء للغة العقل في العودة لإجتثاث «جذور الإرهاب» وهي عودة تعني ببساطة الإصغاء لإيقاع الإحتلال الإسرائيلي والكشف عن المخفي في قصة من مول ودعم وأسند وخطط للداعشية.
مصر زعلانة
أعجبتني قناة «روسيا اليوم»، وهي تنقل بحياد خبر غضب وزير الخارجية المصري وعتابه لنظيره لافروف، بسبب الإعلان من طرف واحد عن عبوة تفجير أسقطت الطائرة الروسية.
صاحبنا وزير خارجية نظام السيسي «زعلان ليه بالزبط؟» لأن الروس لم يبلغوه بأن محققيهم وجدوا بين حطام الطائرة أثار متفجرات من النوع الشديد… شخصيا لا أعرف ما هو المطلوب من محقق محترف لكي يتلمس وجود أثار متفجرات، لكن لا أصدق بأن العيون المصرية «التي في طرفها حول» لم تلتقط ما إلتقطته عيون المحققين الروس.
يفترض بصاحبنا المصري أن يخفف من غضبه، لأن الرشوة المألوفة في مطار «شرم الشيخ» وغيره هي التي أسقطت الطائرة، فحسب صديق مصري يستطيع الإنسان بمئة دولار إدخال فيل إلى مطار «شرم الشيخ» وعيون المحققين المصريين الناعسة غفلت بالعادة عن رذاذ المتفجرة التي حجب معلوماتها الإستخبارات الروسية.
القاهرة لا تريد القول إن الحزام الأمني في مطاراتها مخترق و«رخو» ويصلح للربط على خصر راقصة من طراز «رقصني يا جدع» ولا يصلح للأمن الحقيقي والأفضل أن تعترف القاهرة بذلك، بدلا من الإسترسال في العبط الدبلوماسي لتبدأ المعالجة الحقيقية بالإستفسار عن دخول ورواتب العاملين في أجهزة المطار ومسوغات ومبررات الرشوة المنتشرة بإعتبارها ثقافة في مجتمع إعتاد على أن يسرقه قادته ومسؤولوه من كبار لصوص «الفلول».
الفلول يبيعون ويشترون في «الأمن الوطني المصري» ويطبقون شعار الإستئساد على مساكين غزة الفقراء الجوعى المحاصرين بإغراق بلادهم حرصا على إسطوانة «الأمن القومي المصري» وسؤالي الأخير: كنتم فين يا بتوع الأمن القومي عن مطار شرم الشيخ!؟
وسوم: العدد 643