شرف البوليس .. والوزير الضرورة !
القتال الشرس الذي تشنه الحظيرة الشيوعية من أجل الاحتفاظ بالتكية المجانية المسماة وزارة الثقافة يبدو أنه لن يتوقف قريبا ، فقد فرح نخانيخ الحظيرة بتعيين واحد من رجالهم وزيرا يحقق لهم عملية النهب المنظم للوزارة بالقانون ، وتزينت الصحف بصورهم وهم يزورونه أو يستضيفونه في مواقعهم وورشهم ليثبتوا دعائمه ويقنعوا العامة أن الوزير الدموي الذي يدعو إلى مزيد من الدم من أجل إعلاء راية العلمانية واستئصال الإسلام وفقا لمنهج الانقلاب العسكري الدموي الفاشي راسخ في منصبه وسيكيد العزال أي المسلمين .
لم يكن الوزير الدموي نشازا في دعوته إلى الدم من أجل العلمانية ، بل سانده آخرون منهم رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الانقلابية المسمى علاء حيدر ، فقد صرح بأنه لوكان مكان قائد الانقلاب لقتل مليون مسلم مصري من أجل أن يبقى تسعون مليونا ، وبارك قتل الشهداء في رابعة وأخواتها ، وزعم أنهم لا يتجاوزون مائة وخمسين شخصا ، لا قيمة لهم ، وكأن قتل مائة وخمسين كتكوتا عمل إنساني يباهي به الذراع الإعلامي الدموي هيئة الأمم .
سبق الوزير الدموي ومحرر الشرق الأوسط الدموي كاتب مسرحي شيوعي اسمه على سالم باع نفسه لليهود وداس على جثث الشهداء ومنهم شقيقه الذي قتله اليهود النازيون الغزاة في فلسطين عام 1948 ، وراح يتغنى بشيم القتلة الذين أذلوا الزعماء والحكام والعرب واحتلوا أرضهم ونهبوا مواردهم . المذكور لم يتذكر أبدا دماء شعبه وأهله من أمة العرب والإسلام الذين استشهدوا بيد النازيين اليهود القتلة ، بل إنه دعا إلى قتل شعبه المصري بحجة مقاومة الإرهاب ، وحدثنا عما يسميه جماعة شرف البوليس ( المصري اليوم،3/5/ 2014) التي يجب أن تتحرك في تشكيل سري يقوم بالقتل والحرق لحظة وقوع الحدث الذي يعد إرهابيا ؛ دون تحقيق أو قضاء أو دفاع أو شهود ، مستشهدا بما جرى في فرنسا مرحلة التسعينيات وما قبلها.. وهو موضوع فيه شك كبير ولا يقبل به الديمقراطيون في فرنسا . ولكن الشيوعي الحكومي الهالك يعطي القانون إجازة ، ولست أدري ما ذا كان يفعل ذووه لو أن جماعة شرف البوليس قتلته في عقر داره بحجة أنه إرهابي أو من عصابات المافيا ؟! إنه انحطاط مثقفي السلطة ورواد الحظيرة الموالين للاستبداد والعدو النازي اليهودي !
هذه النوعية من المحرضين على القتل لو كانت في دولة أخرى بها دستور وقانون ورأي عام يدرك قيمة الإنسان ؛ أي إنسان ، لتم تقديم أفرادها إلى محاكمة عاجلة على الفور، ولكن في بلادنا التعيسة يتم ترقية دعاة القتل والقتلة ومكافأتهم بمناصب عليا أو جوائز كبيرة ! لن يفلت هؤلاء من عدل الله ، وأظن أن العدالة الإنسانية لن تتخلف كثيرا، ولو تحصن المجرم بحصون منيعة !
ثم تأمل ما صرح به وزير الثقافة الدموي عداء للإسلام وهوية المصريين الإسلامية ، فقد أعلن معاليه أنه سيقف بضراوة أمام من ينكر الهوية المصرية تحت أي دعاوى، ومهما كانت النتيجة، ومهما كان الثمن، ويؤكد معاليه الدموي أن هويتنا فرعونية وقبطية! أي ليست إسلامية ، وأنا أنقل عن موقع جريدة اليوم السابع الانقلابي الذي يقوم بتلميع الوزير الشيوعي الدموي ( 1/10/2015) ويوضح معاليه أن المشكلة الحقيقية أننا ( لا أعرف يقصد من ؟) نواجه حربًا حقيقية على مصريتنا، وينبغي أن نتصدى لها بضراوة، بمعاونة الجماعة الثقافية، مشيرًا إلى أن جزءا من مشكلتنا هي أن الإسلاميين أطاحوا بثقافتنا ونجحوا في أن يعزلونا عن العالم، لكن بمجرد أن ننفتح على العالم، فلن يستطيع أحد أن يسيطر علينا، مؤكدًا أن جزءا كبيرا من التأخر الذى وصلنا إليه، هو عدم انفتاحنا على الثقافة الخارجية الحقيقية !
وهذا تدليس خطير يشبه ما تغَصُّ به كتبه التي ألفها طعنا في الإسلام وعلمائه ورموزه . ماهي المصرية وما هي الثقافة التي أطيح بها ؟ ما شكلها وطبيعتها ؟ ومتى تم ذلك؟ إن الوزير الدموي يضلل الناس ، ويتهم المسلمين في مصر بعدم الانتماء إليها ، والتنصل منها ، ويؤكد ضمنا ما يقوله حبايبه في الكنيسة من أن المسلمين في مصر مجرد ضيوف ، وأن الآخرين أصل البلد ، وأن اللغة العربية عار .. فهل صحيح أيها الصحفي الذي صار وزيرا أن المسلمين أطاحوا بثقافتكم ؟
الوزير الدموي يردد ما يقوله الحظائريون الكبار الذين زعموا أن المسلمين ينكرون الحضارة الفرعونية، ويزعمون أن تاريخ مصر يبدأ قبل أربعة عشر قرنا أي منذ دخول العرب مصر ، وأطلب منهم ومن الوزير أن يذكروا لنا المصدر كي نصدقهم.
تمنيت لو أدرك الوزير الدموي أن الحضارة الإسلامية حضارة هاضمة تمتص كل العناصر المفيدة للإنسان في أية حضارة أو بيئة أخرى ، وفقا للآية الكريمة الواضحة الدلالة " جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "( الحجرات : 13) ، ولو أنه كان وفيا للتاريخ والجغرافيا لعرف أن المسلمين أينما حلوا أضافوا وتفاعلوا واكتسبوا الحكمة ، وأنهم أكثر انفتاحا من أمم الأرض جميعا ، يوم كانوا أحرارا يمتلكون إرادتهم وقرارهم ، ولكنهم تعرضوا لابتلاءات الطغاة والمستبدين والمحتلين ووزراء المستوى الثقافي المنخفض ! كون مصر مسلمة فهذا لا ينفي الحضارة الفرعونية أو الإغريقية أو الرومانية أو البطلمية أو النوبية ، أما ما يسمى الحضارة القبطية فهذا أمر مشكوك فيه ، لأن مصر حين دخلتها النصرانية كانت تحت الاحتلال الروماني ، ولم تكن هناك حضارة قبطية بمعنى الكلمة ، اللهم إلا إذا كانت تسمية القبطية تعني المصرية وليس النصرانية ..
الوزير الدموي يبدي كراهية مقيتة للإسلام والمسلمين ويفهم الإسلام كما قال مؤخرا على أنه الإسلام الوسطي - وفق تسميه بعض العوالم والغوازي - دون أن يكشف لنا عن معالمه . هل هناك يهودية وسطية ونصرانية وسطية وبوذية وسطية وهندوكية وسطية ؟ مصطلحات تجعل الحليم حيرانا .. يا للعجب !
ومن أعجب العجب أن يسمي بعض الدراويش الصحفي النمنم بالوزير الضرورة ، على غرار الرئيس الضرورة الذي اخترعه عرّاب الانقلاب محمد حسنين هيكل ! أي ضرورة يا سادة لوزارة لا تجيد غير إصدار شيكات للمحاسيب والأتباع والأشياع من التكية المستباحة بالقانون ؟ . ماذا أنتجت هذه الوزارة / التكية على مدى تاريخها الطويل غير الحصرم المسموم؟ اسألوا أهل الذكر ، وعامة الشعب أيضا .
الصحفي حلمي النمنم ليس وزير ضرورة، فهو لا علاقة له بالثقافة الحقيقية ، ولا يعرف قدر المثقفين الحقيقيين ، إنه مكلف باستئصال الإسلام والثقافة الإسلامية .
الله مولانا . اللهم فرّج كرْب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم !
وسوم: العدد 643