في ذكرى استشهاده الــــ 63 لم ينسى الشعب التونسي فرحات حشاد
صاحب مقولة " أحبك يا شعب " فرحات حشاد هو من مواليد 1914 و تحديدا في الثاني من فبراير أصيل جزيرة قرقنة الواقعة قريبا من مدينة صفاقس ، هو ولد و نشأ في حي اسمه " العباسية " كان رجلا بسيطا يعمل بشركة نقل انخرط في نقابة العملة التابعة لفرنسا ثم انتدب كموظف بإدارة الأشغال العمومية بصفاقس سنة 1936
اهتم فرحات بوضع العملة الرازحين تحت هيمنة الاستعمار الفرنسي و الاستغلال الفاحش لهم ، فكون نقابة تونسية ذات طابع وطني اجتماعي تدافع عن مطالب الشغالين ، و تعمل على استرداد حقوقهم المهضومة و هو ما لم يرق للسلط الاستعمارية و قتها.
كان كثير الاجتماع بالمواطنين في العلن و السر، لحثهم على مقاومة هذا الاستعمار الغاشم ، الذي نهب خيرات بلادهم و قتل أبنائهم و شرد أهلهم . سطع نجم " فرحات حشاد " ، في تونس عندما أسس رفقة مجموعة من المناضلين " الاتحاد التونسي للشغل المستقل" عام 1946.
لم تقتصر شعبيته على الداخل فحسب، بل ذاع صيته على المستوى العربي والدولي، ويعتبر من أبرز النقابيين الذين وقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي، ودعموا حركة التحرر الوطني التي شهدتها عدة دول في المنطقة وخاصة في شمال أفريقيا : تونس والمغرب والجزائر ومصر و ليبيا .
اغتيل فرحات حشاد على يد منظمة فرنسية تطلق على نفسها "اليد الحمراء" التي أسسها بعض المستوطنين الفرنسيين في تونس. تم تنفيذ العملية في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، في الوقت الذي كانت تنظر فيه الأمم المتحدة في قضية الانتداب الفرنسي على تونس ومستقبله .
في الخامس من ديسمبر1952، تم اغتيال " فرحات حشاد" في خضم انفجار حركة مقاومة مشهودة من التونسيين إزاء فرنسا، ونفي كبار الزعماء التونسيين و سجنهم، وإذ عجز الفرنسيون عن سجنه لنوع من الحصانة اكتسبها في الأوساط النقابية العمالية في الولايات المتحدة والعالم الحر، فإنها لكف ضرره أو ما كانت تعتبره كذلك أوحت إلى مجموعة تابعة لجهاز مخابراتها تقيم في تونس بالقيام باغتياله بوابل من الرصاص في جسده أطلق من رشاشات منظمة الغدر الإرهابية "اليد الحمراء " التابعة لمخابرات المستعمر الفرنسي الغاصب .
فخرجت مظاهرات مستنكرة لتلك الجريمة النكراء في تونس و الولايا ت المتحدة الأمريكية و العديد من البلدان الأخرى.... عائلة الشهيد و النقابة التونسية للشغل و عدد من الحقوقيين، رفعت قضية بإسم " التبجح بالقتل" ضد واحد من أفراد عصابة اليد الحمراء على اثر شريط وثائقي مطول بثته قناة فضائية عربية من قطر فيه كل تفاصيل إغتيال الزعيم الخالد فرحات حشاد.
القضية رفعت لدى المحاكم الفرنسية إلا أنها أسقطت سياسيا بدعوى التقادم و المجهودات جارية لإيجاد صيغة قانونية أخرى لمحاكمة الفرنسي الذي تبجج بقتل فرحات بكل وقاحة و عنصرية و حقد . يروي هذا الشريط قصة حياة وموت المناضل التونسي المعروف فرحات حشاد، الذي عاش و عائلته البسيطة على صيد السمك، لكنه استطاع بعزيمته أن يتجاوز ظروفه الصعبة ليصبح قائدا محبوبا تلتف حوله الناس. هذا الشريط هو تتبع لسيرة هذا المناضل النقابي ، و الذي بث في نهاية ديسمبر كانون الأول 2010 و الذي تضمن اعتراف " أنطوان ميلور" بأنه نفذ جريمة القتل وفقا لتعليمات رؤسائه في الأجهزة الأمنية الفرنسية ! للأسف لم تستجيب باريس لمطلب التعويضات عن حقبتها الاستعمارية في تونس ! و هو ما أجج الساحة الإعلامية والسياسية في فترة ما في تونس.
اليوم وتونس تحيي ذكرى استشهاده الـ 63 ، تجدد طلبها لفرنسا بمحاكمة من تسبب في قتل هذا الزعيم المناضل ، خاصة و تونس تعيش اجواء الديمقراطية ما بعد ثورة 17 ديسمبر2010 - 14 جانفي يناير 2011
فرنسا لم تستجب لمطلب التونسيين وإعادة الاعتبار لهذا الرجل المناضل الذي سقى أرض تونس بدمائه الزكية ، في وقت نحيي فيه ذكرى استشهاده الثالثة و الستين و شعب تونس الأبي لم ينسى هذا الرجل.
وسوم: العدد 645