نزوح أبناء الساحل تحت وطأة القصف الروسي
تعدّت مأساة ريف اللاذقية في جبلي الأكراد والتركمان، المجازر المرتكبة بحق ساكنيه، والدمار الذي حلّ بالقرى والبلدات، بفعل الطيران الروسي بحق المدنيين أثناء مساندته لقوات النظام البرية، لتأخذ مأساة الناس منحاً آخر ألا هو “النزوح” تاركين وراءهم بيوتهم بحثاً عن الأمان.
فما شهده الريف في الحملة الروسية الحالية خلال الشهرين الماضيين، يعادل أربعة سنوات متواصلة من القصف بطيران النظام السوري، وعلى وجه التحديد مدينة “سلمى” فعمدت الطائرات الروسية استهداف كل شيء فيها من بشر وحجر وشجر، ليقتلوا كل مظاهر الحياة فيها.
ولم تحقق الحملة الروسية على ريف اللاذقية – رغم القصف الجنوني – ما تصبو إليه من تقدم عسكري، ولكنها في الوقت ذاته خلفت دماراً كبيراً في القرى، وتسبب قصفها بمجزرة يتبعها مجزرة، وكأنهم يتسابقون في قتل الأطفال والنساء.
ويبدو أن عجز النظام التقدم على جبهات القتال، رغم الغطاء الجوي الروسي، دفع بالأخير، لترك قصف جبهات القتال، والتوجه إلى استهداف المدنيين في قراهم وبيوتهم ومشافيهم، ومنه استهداف مشفى البرناص النسائي.
ليجد المدنيون أنفسهم أمام خيار “النزوح” من قراهم، بغية إيقاف شلالات الدماء اليومية، فلا وجود في ريف الساحل السوري لقرية أو مزرعة صغيرة تصلح للعيش، ولم يتبقى مكان إلا وفيه آثار قصف ودمار، حتى الأهداف المتحركة كالسيارات والمركبات استهدفها القصف الروسي،.وهو ما فع القسم الأكبر من أهالي الساحل السوري إلى التوجه نحو الشريط الحدودي مع تركيا، لتعج المخيمات بالنازحين من الساحل السوري لتحمل المخيمات أضعاف طاقتها الاستيعابية.
ويبدو أن القصف الروسي عازماً على إزهاق أرواح المدنيين أينما حلوا، فاستهدف مخيمات نزوح أهالي الساحل السوري مراراً، ومخيم أوبين الواقع على الحدود التركية أحد أمثلة قصف مخيمات اللجوء.
ليبقى أهل جبلي التركمان والأكراد بين مطرقة القصف الروسي، وسندان النزوح المخيمات غير الآمنة من جهة، والتي لا تحقق أقل متطلبات النازح إليها، ليهربوا من موت إلى موت!!
وسيم شامدين
مركز أمية الإعلامي
وسوم: العدد 646