البروفين يسبّب الموت، الفايوكس قتل 165,000 إنسان
تحذير .. تحذير :
تقديم :
خلال إعدادي موسوعة جرائم الولايات المتحدة أطّلع وأقرأ عشرات المقالات والدراسات يومياً. وضمن مكوّنات هذه الموسوعة قسم عن إفساد الولايات المتحدة الشيطانية للعلم عموماً والطب خصوصاً. وضمن هذا القسم، هناك حلقة عن التخريب الفظيع الذي تقوم به (وكالة الأغذية والأدوية FOOD and DRUG ADMINISTRATION) الأمريكية التي تحوّلت من جهة رقابية مسؤولة عن حماية صحّة الناس إلى جهة لقتلهم من خلال إجازتها لأدوية مميتة بعد الحصول على رشاوى ومناصب لأعضائها في شركات الأدوية الأمريكية العملاقة. يكفي القول بأنها تدمّر أي طبيب أو جهة تكتشف علاجاً للسرطان مادامت واحدة فقط من شركات الأدوية الأمريكية تربح 40 مليار دولار سنوياً من العلاجات الكيمياوية والعلاج بالأشعة التي تسبب السرطان بدورها ! ومادامت تجارة السرطان تحقّق 400 مليار دولار سنويا ! . وليس هنا مجال الإستمرار في الشرح وكشف الأسرار لأننا ماضون في إعداد الحلقات. ولكن ما صدمني بشدّة، ودفعني لكتابة هذه المقالة للتحذير هو ثبوت ما كنت قد قرأته قبل سنتين عن المسكّنات أو الأدوية المسكّنة (مسكّنة أو مخفّفة الألم أو قاتلة الألم painkiller) والتي نستخدمها لآلام المفاصل والأسنان والظهر والصداع والعضلات والمغص الكلوي وتقلصات الدورة الشهرية وارتفاع الحرارة وداء النقرس والانزلاق الغضروفي وغيرها الكثير الكثير؛ أقول قرأتُ قبل مدّ’ أنّ هذه المسكنات تسّبّب الموت عبر النوبة القلبية أو السكتة الدماغية وتأثيرات جانبية خطيرة SIDE EFFECTS أخرى كالنزف الداخلي وتلف الكليتين . والناس عندنا وفي كل مكان تستعمل هذه المسكنات يومياً، بالأطنان، وحتى بدون استشارة الطبيب (بالنسبة للبعض صارت كرزات !)، وصار البعض مدمناً عليها . لكن بالرغم من هذه التأثيرات المميتة والخطيرة، لم تُصدر وكالة الأغذية والأدوية أو منظمة الصحة (أو القتل) العالمية WHO (وهي منظمة تدور حولها الشبهات أيضاً كما سنرى مستقبلاً) أي أمر بسحب هذه الأدوية من الأسواق، خصوصا ما أثبتت التجارب والبحوث الطبية السريرية أضرارها المميتة. قبل يومين اطلعتُ على هذه المقالة في موقع COUNTERPUNCH المعروف، وفيها الفضيحة المدوية والتحذير المميت . فإليكم هذه المقالة مترجمة بتصرف وبأسلوب بسيط:
المقالة :
______
"اليوم نعرف أن خطر الإصابة بالنوبة القلبية والضربة الدماغية قد يحصل في وقت مبكر من العلاج ، وحتى في الأسابيع الأولى... لا توجد مدة من الاستعمال لا توجد فيها مخاطر". هكذا قالت الدكتورة "جودي راكوسن" نائب مدير قسم منتجات التخدير والمسكنات والتخدير في وكالة الأغذية والأدوية FDA"
من موقع FDA الإلكتروني
الآن، أصدرت FDA تحذيراً حول مختلف الأدوية التي يتناولها الأمريكيون بالأطنان. لقد ظهر أن مسكنات الألم البسيطة هذه يمكن أن تقتلك حتى لو التزمت بالجرعة التي يصفها لك الطبيب. وهذا ليس رأينا، خذ هذا التحذير من موقع الـ FDA الإلكتروني :
"الوكالة تؤكد تحذيرا قائماً في وصف الأدوية مسكّنات الألم من نوع مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية nonsteroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDs) بأنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وكل منهما يمكن أن يؤدي إلى الموت. الآثار الجانبية الخطيرة هذه، يمكن أن تحصل بصورة مبكرة جدا في الأسابيع القليلة الأولى من استخدام هذه الأدوية، والخطر يمكن أن يزداد كلما طالت مدة استعمال هذه الأدوية".
لاحظ أن الوكالة تشير إلى "الموت" كـ "أثر جانبي خطير" .
وهنا المزيد من موقع الوكالة :
"الأدوية التي تُباع خارج الوصفة من هذه المجموعة لعلاج الألم الوقتي والحمّى.الأدوية الموصوفة من هذه المجموعة تُستخدم لعلاج أنواع مختلفة من التهاب المفاصل والحالات المؤلمة الأخرى. ولأن العديد من الوصفات ومن البيع خارج الوصفات تحتوي على هذه المجموعة، على المستهلكين تجنّب أخذ علاجات متعدّدة من نفس المكوّن الفعّال".
ضمّت النيويورك تايمز أدوية أخرى إلى هذه المجموعة من مسكّنات الألم الواسعة الإستعمال، مثل :
الموترين Motrin IB ، واسمه الكيمياوي (Ibuprofen)
وأليف Aleve ، واسمه الكيمياوي (naproxen)
وسيايبركس Celebrex ، (Celecoxib)
لماذا لم تكن هذه المعلومات عناوين رئيسية في الصحافة ؟ الناس تأخذ أطناناً من هذه المواد الكيمياوية معتقدة أنها مفحوصة تماماً وأنها أمينة لا ضرر فيها بصورة كاملة. الآن يظهر لنا أن هذه ليست هي الحقيقة. تكتشف الآن أنك من الممكن أن تُصاب بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية خلال الأسابيع الأولى من تناول هذه الأدوية. أليست هذه صدمة لك عزيزي القارىء ؟ ألا يدفعك هذا للشك في أن وكالة الأدوية والأغذية لا تخبرنا بالحقيقة كاملة هنا، ولكنها تقوم بالتغطية على أرباح شركات الأدوية التي لا تعطي أي اهتمام لصحة المستهلك؟
ألقِ نظرةً على بعض هذه المقالات التي تم التقاطها من شبكة الإنترنت :
الأطباء يطلقون تحذيرا عن خطورة الأيبوبروفين - Daily Telegraph
تحذير : العدّاؤون قد يصيبهم الخطر من استعمال الإيبوبروفين - Australian Marathon Review
الأطباء يحذّرون : الإيبوبروفين يضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية - Daily Mail Online
الآثار الجانبية للبروفين توقع آلاف المرضى في المستشفيات - Side-Effects. Com
معضلة الـ FDA حول البروفين وخطر أمراض القلب والأوعية الدموية – Forbes
البروفين يضعف حماية الأسبرين للقلب ؛ الوكالة أصدرت تحذيراً - lexi.com.
المستهلكون يجب أن يُخبروا أن المسكّنات يمكن أن تسبب النزف الداخلي وتلف الكليتين - LA Times
وما هو مقدار مصداقية الـ FDA في تقرير سمّية وخطورة هذه الأوية ؟ ألم يتم الحديث منذ سنوات عن أموال تُدفع لها لقاء خدمات تُقدّمها لشركات الأدوية؟ قد يتذكر بعض القرّاء أن الـ FDA قد اتُهمت بالتجسس على علمائها ومحاميها وباحثيها لإجهاض محاولات كشف المخالفات وإثارة المشاكل؟ وحسب موقع Truthout فإن "مدراء الوكالة الكبار يأمرون ويقنعون ويغرون علماءها وباحثيها بالموافقة على الأدوية، والإنتقام من الذين لا يسايرونهم" . مراجعة إجراءات الوكالة (التي وافقت على ما هو أخطر مثل دعامات توسيع الأوعية الدموية والشرايين التاجية، وزراعة الثدي، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRIs ، والأجهزة الأخرى ) وهي أدوات وآلات فاشلة وغير امينة ومضرة وقاتلة – وبضمنها الأجهزة التي تصدر الكثير من الإشعاعات – وتم إقرارها ، ترينا أن هذه الوكالة تتهم العلماء بمحاولة إثارة التحقيقات حول نشاطاتها. وبسبب محاولتهم تثبيت مخاطر الأمان، فإن العلماء أصبحوا هدفاً لبرنامج التجسس والبعض منهم فقد عمله.
وحسب "رونالد كافنا" مراجع وفاحص أدوية في الـ FDA : "عندما كنتُ في الـ FDA ، كان فاحصو الأدوية يُخبرون بصورة واضحة أن لا يسائلوا شركات الأدوية، وأن مهمتنا هي الموافقة على الأدوية. كنّا نُمنع – إلّا في حالات نادرة – من تقديم النتائج للجان الاستشارية. في عام 2007، ترسخت هذه السياسات بحيث أصبح الحديث بأي طريقة يمكن أن تخدش الوكالة قد يؤدي إلى فسخ العقد. وحين نسأل أسئلة قد تؤخر الموافقة على الدواء – وهذا من صلب عملنا كفاحصين ومراجعين للأدوية – فإن الإدارة يمكن أن توبّخنا ، وتنقلنا، وتعقد اجتماعات سرّية حولنا، وقد يحصل ما هو أسوأ من ذلك. ومن الواضح أن البشر في مثل هذه الظروف ستنشأ لديهم رقابة ذاتية" .
هذه هي الوكالة التي يُفترض بها أن تحمي صحة الناس من الأدوية الخطرة !
حسناً، هل هذا الإسم "فايوكس “Vioxx يمكن أن يدق الجرس ؟ إذا لم يكن الأمر كذلك هذه مجموعة من المعلومات من مقالة لـ "فريد غاردنر" من موقع Counterpunch الشهير عنوانها : "شركة ميرك Merck تدفع تعويضات زهيدة عن وفيات جماعية" :
"وافقت شركة ميرك على دفع مبلغ 950 مليون دولار، وأقرّت بالتهم الإجرامية عن تسويق وبيع دواء قاتل للألم هو "فايوكس “Vioxx حسب خبر في عدد النيويورك تايمز يوم 23 تشرين الثاني..
وافقت الـ FDA ابتدائياً على تسويق الفايوكس (بعد مراجعة أولية مستعجلة) في أيار 1999 لمعالجة الفصال العظمي والألم الحاد وتقلّصات الدورة الشهرية . في 30 أيلول 2004 ، عندما أعلنت الشركة "السحب الاضطراري" للدواء، كان 25 مليون أمريكي قد استخدموا العلاج الذي تم الترويج له بشكل كبير جداً. ظهرت دلائل على أن استعمال الفايوكس يضاعف إصابة المريض بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية استناداً إلى مراجعة السجلات الطبية لـ 1,4 مليون مريض ، وأن هذه الأدلة سوف تُنشر في مجلة لانست Lancet الطبية المعروفة من قبل الدكتور "ديفيد غراهام" مُحقّق في الـ FDA.
مكتب إدارة الـ FDA الذي يروّج لشركات الأدوية الكبرى، قام بالاتصال بالمجلة في جهد ضائع لمنع نشر المقالة التي كتبها أحد علماء الوكالة !.
نتائج غراهام توضح أن 140,000 أمريكي عانوا من سكتات دماغية ونوبات قلبية سببها دواء الفايوكس ؛ 55,000 منهم ماتوا، والكثير منهم أصبحوا معاقين دائميين. ومسؤولو شركة ميرك اقترفوا جريمة حقيقية .. فقد تم تحذيرهم بتجربة طبية مبكرة من أن الفايوكس يمكن أن يتلف الشريان التاجي.. كان رد فعلهم هو أن يعزلوا مستقبلاً أي شخص لديه تاريخ من المشكلات القلبية من التجارب الدوائية المستقبلية .
بعد الموافقة على تسويق الفايوكس مباشرة، صرفت شركة ميرك 100 مليون دولار للدعاية عن هذا العلاج.. وباعت منه بمقدار 2,5 مليار دولار في عام 2003 فقط. وعندما قدّم الدكتور الشجاع غراهام نتائجه الدامغة للجنة الاستشارية للـ FDA في شباط 2004 ، ادّعت شركة ميرك أن المنافع التي يقدمها الفايوكس تبرّر إبقاءه في السوق. صوّتت لجنة الـ FDA بـ 17 – 15 للإبقاء على العلاج مع وضع تحذير على العلبة. عشرة من الـ 32 عضوا في اللجنة الاستشارية يتسلّمون أموالاً من شركات ميرك، أو بفايزر Pfizer أو نوفارتيس Novartis (والتي تمرّر أدوية مشابهة للفايوكس) كمكافآت استشارية. لو كان هؤلاء الأعضاء الدكاترة قد كشفوا تضارب المصالح لديهم ، فإن الفايوكس كان سيُسحب من السوق بتصويت 14 – 8 . بالحصول على سبعة اشهر ونصف إضافية، حصلت شركة ميرك على مليار دولار إضافي من تسويق الدواء ، وقتلت 6,000 مريض أمريكي .
على مستوى العالم، استُخدم الفايوكس من قبل 80 مليون إنسان. لو افترضنا أن الجرعة التي تناولوها مماثلة للـ 1,4 مليون مريض أمريكي الذين راجع وحلّل الدكتور غراهام سجلاتهم الطبية ، فمعنى ذلك أن عدد الوفيات سيزيد على 165,000 .
هل هذا هو ما يحصل؟ هل فعلاً أن مجلة محترمة مثل لانست Lancet بصدد نشر تقرير "ملعون" عن مسكنات الألم الإشكالية هذه ، ولهذا تبادر الـ FDA لاستباق الأمور وصدّ الهجمات عليها ؟ كم تغيّر من العقلية في الـ FDA فعلياً منذ فضيحة الفايوكس؟ هل مازالت الوكالة مملوكة من قبل الشركات التي من المفروض بها أن تراقبها؟
هل أنت بحاجة للسؤال ؟ السؤال الأفضل هو : أي وكالة للمراقبة في الولايات المتحدة لا تمتلكها الكارتلات الأمريكية؟ إنهم يمتلكونها كلها.
وضع في ذهنك أن الفايوكس (حسب الدكتور غراهام) قد قتل أكثر من 165,000 إنسان .
الآن خمّن كم مسؤول في شركة ميرك يجب أن يُسجن ؟
الجواب : ولا واحد.
نحن لا نقول إن هذه الأدوية ليست مفيدة في تخفيف الألم في الحالات المُضعفة المزمنة ومنها الفصال العظمي، والتهاب المفاصل الروماتزمي، وداء النقرس، والحالات المؤلمة الأخرى. إنها تفيد. لكن سواءً أكانت مفيدة أم لا فإن هذا لا يغيّر من حقيقة أنه "حتى كميات صغيرة" من هذه الأدوية يمكن أن تسبّب لك خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية. هذا ما تريد الناس أن تعرفه، وهذا هو واجب الـ FDA. هذا مقتبس من مقالة في النيويورك تايمز يحاول تخفيف المخاطر :
"الإطار الأوسع مهم جدا. الخطر النسبي للنوبة القلبية والسكتة الدماغية لهذه الأدوية هو أقل من خطر التدخين، أو ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه أو كونك سميناً "
حقّاً، من المؤكد أنها أقل خطرا من أن تقفز من سطح ناطحة سحاب. لكن الحقيقة هي، أنها يمكن أن تقتلك، وأن الـ FDA تعرف ذلك ، ولكنها لم تخبرك بذلك، ولم تقم بأي شيء لمواجهة إعصار دعاية شركات الأدوية الذي أقنع المواطنين الأمريكيين بأن هذه الأدوية خالية من المخاطر. وهنا ما هو أكثر من النيويورك تايمز :
"الوكالة قالت أنها سوف تستفسر من صانعي الأدوية لتغيير العلامات لكي تعكس الأدلة الجديدة بأن هذه الأدوية تزيد خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية حال تناول المريض لها من المرة الأولى، وأنه بينما يكون الخطر أعلى لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، فقد ظهر أنها خطرة حتى على الاشخاص الذين ليس لديهم مشكلات في القلب مطلقاً".
دعنا نطرح الأمر بصورة مباشرة : الوكالة تعرف أن هذه الأدوية قاتلة للناس وأنها سوف "تستفسر" من شركات الأدوية؛ هل ستغيّر العلامات على العلب؟ هل هذه هي الطريقة التي يجري بها التنظيم والرقابة في الولايات المتحدة هذه الأيام؟ هل يجب أن تتذلل الوكالات وتنبطح أمام شركات الأدوية لكي تقوم هذه الشركات بالاشياء العلمية الصحيحة؟
وهذا تعريف آخر من النيويورك تايمز :
"هناك قلق كبير من أن الناس تعتقد أن هذه الأدوية بسيطة، في حين أنها ليست كذلك (قال الدكتور بيتر ويلسون البروفيسور في جامعة إيموري بأتلانتا) . الفكرة أنها مفيدة للإستعمال القصير الأمد، وللاشخاص الأصغر سناً وليس لديهم تاريخ مرضي من مشكلات القلب"
هكذا يشهد شاهد من أهلها كما يُقال . لا تفترض أن هذه الأدوية مفيدة لمجرد أنها يتم الترويج لها في وسائل الدعاية. قم ببحثك الذاتي، وقرّر لنفسك فيما إذا كانت المنافع توازي المخاطر.
المصدر :
Picked Out a Coffin Yet? Take Ibuprofen and Die - by MIKE WHITNEY - counterpunch - JULY 24, 2015
ملاحظة مهمة :
بعد أن اكملت ترجمة هذه المقالة وجدت عدة مقالات تدعو إلى سحب دواء "الفولتارين VPLTAREN من الأسواق لنفس الأسباب.
وسوم: العدد 647