أحماض ..

الشيخ حسن عبد الحميد

أعمال ﻻيذكرها شبابنا : 

 1 - الحصاد : أي حصد القمح والشعير .. ويكون في موسم الصيف في الباب .. وأحيانا في عين العرب .. والحسكة ..

وهل يذكر الشباب البيادر .. وهي ماجمع من السنابل وكان موضعها عند جب الست أو عند مخفر الخيالة .. ويأتي بعد ذلك الجرجر آلة الدرس .. وكان الركوب عليه حلم الصغار .. وهي مسننات حديدية أربعة من اليمين وأربعة من اليسار ركب عليها مقعد للراكب .. يجر ذلك دابة تدور حول كومة المحصود .

 2- قطاف الرمان : في موسمه وتعمل فيه النساء .. يجمع المحصول فيما يسمى ( الصابور ) ويكون طوله 10 أمتار وارتغاعه 5 .

3 - جمع الحطب : خرنوب و سوس وكان يباع بأحماله خلف جامع الشيخ دوشل .. ويستعمل ﻹشعال النار تحت (النقرة ) التي فيها حب الحنطة وتسمى (السليقة ) فإذا نضجت تعاون الجيران على جمعها ونقلها إلى الدار .. إلى مكان يسمى الدكة أو المصطبة وهي مبلطة باﻹسمنت .. وهناك عمليات أخرى .. والتعديس بالعدسة وهي حوض من حجر يعلوه حجر كبير تديره دابة .

 4 - البعر والجلة : وكان يجفف ويباع في سوقه .. والبعر للتنور .. وعلى الجلة يخبز ويطبخ ويسمى القطعة منه( برطوع ).. وناره حامية جدا أقوى من حرارة الغاز .

فلما لبست بنات القرى البنطلون اختفت هذه المهنة .. كانت البدوية أي بنت الضيعة إذا جاء ضيف بدقائق تعجن وتخبز على الصاج .. 

أما اليوم فإنها تقف في الطابور أمام اﻷفران لتأخذ خبزا ﻻيأكله إﻻ كلب جائع .

المهم حتى خبز الصاج اختفى ﻷن بنت القرية صارت على الموضة وانتهى الصاج وخبزه

 اللذيذ الطازج .

5 - لعب لﻷطفال وسكاكر ملونة بحجم القلم تسمى ( بتورة ) يبعها مختصون .. 

والثمن كعكة من خبز اﻷم .. يسرقها الولد خفية ليأتي بدوﻻب الهواء .. وهو من الورق الملون مستند إلى نبتة من نبات البيصون .. ويدور مع الهواء حيث دار .

6 - نقطة بعجوة : وهو موسم الصغار من اﻷطفال .. 

وهي قارورة من زجاجة صغيرة مﻷت بالماء ووضع فيها دروبس ( سكر أحمر وأصفر ) حتى يذوب .. 

وتوضع في كف المشتري نقطة .. والثمن عجوة المشمش ...

والولد الذي يبيع أكثر يكون مرضيا امتﻷ جيبه بالعجو ... وماأدراك مالعجو ؟ .

لمدة أسبوعين أو ثﻻثة يتجمع عند اﻷم كومة كبيرة .. وعلى البنات أن يكسرنه ويخرجن اللب اﻷبيض الذي ينقع بالماء حتى يصير حلوا .. ثم يحمص ويوضع مع ( القليلة ) ﻹيام العيد ..

واللب فعﻻ أطيب من اللوز أو هو أحد أنواع اللوز .

والقلية تتكون من قمح محمص وقنبيز وعجو المشمش .. ففي أيام العيد ﻻتجد ولدا من الخامسة إلى العاشرة  إﻻ وجيبه متفوخ بالقلية وفي السهرات القلية .. 

وكلما كانت الجدات ماهرات كانت القلية

 أجود وأمتع ..

رحم الله أيام زماننا .. ورحم أهلها من جدي وجدتك فصاعدا ..

ولتسقط كل أنواع المكسرات الحديثة .. وخاصة المكسرات اليابانية والصينية . 

وإلى لقاء استودعكم الله .

( في الصورة برطوع الجلة قنبلة متفجرة حرارة )

وسوم: العدد649