نصيحة جزائري لعراقي مهتم بالعلوم السياسية
يتصل بي عبر الخاص الطالب العراقي @ محمد الديوان محمد الديوان، قائلا.. عن طريق الصدفة عرفت صفحتك، و قريت منشوراتك و كتاباتك. أعجبتني و أحبيت أن أتعرف عليك لو تسمح. ثم يقدم نفسه على أنه طالب علوم سياسية، والان انا في طور كتابة بحث التخرج و عنوان البحث هو الاحتلال الامريكي للعراق
أجيبه بصدق وعفوية.. بما أنك في عراقنا الحبيب، والموضوع عن العراق، فالأفضل الاتصال بأساتذتها الأفاضل، ليقدموا لك ما تريد. ونبقى من بعيد نعين بما نستطيع وتقبل
يجيب.. بصراحة انا ابحث عن المعلومة الحديدة ، التي لم تستخدم في العراق المعلومات التي تمتلكها حضرتك و الرؤية المتولدة لديك تختلف عن الموجود في العراق ، و ربما هذا الاختلاف و هذا الجديد سيضيف قوة للبحث. وبما أنك من المغرب العربي قد تنظر للاحتلال العراق بمنظار مختلف عما ينظر له في الشرق العربي.
وخلال نفس الأسبوع أتصل به، وأخبره قائلا أحببت أن أهديك بعض الأحرف، فكانت هذه الأسطر، راجيا أن يستفيد منها، وكل من له نفس الاهتمام وحب المطالعة واستنطاق الآخر..
حاول أن تتابع ماكتبه ويكتبه أستاذي وليد عبد الحي، فقد أوتي الحياد والعلم والتحليل وسلامة اللغة وجمرة فلسطين. وبما أنك في العراق، فلن تجد صعوبة في متابعته، سائلين المولى عزوجل أن يبارك له في أيامه.
حاول أن تقتني قدر ما تستطيع كتب العالم المنظر حامد ربيع رحمة الله عليه. فقد أبدع في فهم الصراع العربي الصهيوني، ويتقن فيما أعلم 07 لغات أو ربما أكثر، والهوامش التي يعتمد عليها كمراجع، تساوي عدد أوراق كتبه، مايدل على ثراء ثقافته وتنوع مراجعه. أنصحك أن لاتضيع هذا الكنز العظي..
حاول أن تعتمد على الدراسات الأنجلو سكسونية، لأنها تمتاز بالواقعية والاحصاءات والتجارب والابتعاد إلى حد معين عن تأثير الساسة. وأنت تتابعها إحرص على ثقافتك، ودون انفعال.
تابع وباستمرار الفضائيات والمجلات بمختلف توجهاتها وتضاربها.
بما أنك عراقي، إلزم وجهة نظر دولتك الرسمية والشعبية واحتفظ بها ، ثم انطلق للمقارنة بينها وبين المجتمعات الأخرى المؤيدة أو المعارضة لها. وإياك أن تفرط في وجهة نظر دولتك، وانطلق منه وارجع إليه دون تعصب.
هناك بعض الوجوه الإعلامية حاول أن تتابعها، كالاستاذ عبد الباري عطوان، فيمتاز بالحياد إلى حد معين، والمعلومة الجديدة ، والتجربة الكبيرة، والمواقف المثيرة. وكذلك الأستاذ مسفر، والأستاذ إدموند غريب، وغيرهم من الذين لهم نفس الاتجاه والتحليل، أو من تراهم معارضين لهم وأفضل منهم.
العلوم السياسية تتطلب القراءة اليومية الواسعة المتسعة والصدر الواسع، لأنك ستقابلك يوميا آراء مختلفة متضاربة، ومبنية على أسس ربما لم تستطع الوقوف عليها.
أقول. وأكرر.. إقرأ ثم إقرا ُم إقرا..
العراق بلد من المشرق العربي، والمشرق العربي يمتاز بتضارب الأفكار والأعراق والطوائف. إبتعد قدر ماتستطيع عن كل تعصب ولعن وعبادة الأشخاص.
العلوم السياسية كغيرها من العلوم، تحتاج بدورها لدراسة كتب التراث، إلزمها وأعتقد أن كتب التراث في العراق متوفرة، فقد كان العراق مصدر الحضارات بتراثه وعلمائه وفقهائه. إغتنم فرصة العراق في تعليمنا وتنويرنا بما جاد به أهل العراق في الماضي والحاضر.
وفي الأخير أهديته مقال لي سبق نشره، بعنوان "العلوم السياسية.. فضائل ومزايا". والمقال منشور لمن يريد أن يطلع عليه.
وسوم: العدد 652