فلسطين: بين المصالحة المستحيلة والدولة المشلولة!
أكدنا أكثر من مرة أن المصالحة بين حماس وفتح ..مستحيلة !..لأن الاتجاهين متناقضان ..فإما أن تطلق فتح خدمتها لليهود ..- وطالما عجبنا كيف يتحول فصيل نشأ لتحرير فلسطين كلها .. إلى أدوات لخدمة الاحتلال والمحتلين وحمايتهم ..بينما لا يحمون شعبهم ولا مقدساتهم من بطش الاحتلال ومستوطنيه ومتطرفيه ! وما زالت فتح متمسكة بالتنسيق الأمني [ أي الجاسوسية لليهود وقمع الانتفاضة والمقاومة] !.. بل زادت وقاحة البعض - حين هاجم كثير من أحرار فلسطين .. [الخائن الموسادي ماجد فرجرئيس ما يسمى مخابرات ] حين تبجح وتفاخر ..بأنه أبطل مئات العمليات الفدائية ضد اليهود ..واعتقل مئات الفدائيين وصادر أسلحتهم!! .. فقام بعض [ كلاب فتح الموساد] بالنباح الشديد على كل من هاجم الخائن الموسادي فرج ؛ بل زادت وقاحة هؤلاء الموساديين ..بأن يتهموا من انتقده بأنهم يعملون لصالح الاحتلال! ..وأثنوا على التنسيق الأمني والجاسوسية وأصبحت [ الخيانة ] ليست [وجهة نظر ] فقط – كما [ تخوف المرحوم صلاح خلف] بل مبدأ وحيدا يتمسك به أصحابه ..ويدافعون عنه بكل شراسة ووقاحة ..!! ولم يتورعوا عن اعتقال أفاضل الوطنيين والمثقفين والمفكرين مثل د.عبد الستار قاسم لكلامه الوطني الصريح ونقده للخيانة ..ومطالبته بالعودة للقوانين الثورية والوطنية لقتح والمنظمة ! وتطبيقها وتنفيذها بحق المتعاملين مع العدو والمتواصلين معه ..ففهموا رأسا أن أهم المقصود عباس .. وأمثال فرج ..ومعظم طابق أوسلو ممن تولوا اليهود وعاشروهم وأحبوهم وأطاعوهم وخدموهم !!
.. فكيف بالله عليكم يمكن أن يلتقي هذان الاتجاهان؟!
..ثم أين هي السلطة العباسية وسلطانها ما دام الاحتلال يدخل كل مناطقها ويعتقل من يشاء أو يقتل من يشاء..! حتى محمود عباس – لو شاءوا لاعتقلوه ولو خالفهم أو أحسوا أنه يمثل ذرة خطر عليهم لاعتقلوه أو لقتلوه!! ..!وهل يستطيع أن يتحرك ..أويتنقل ..أو يتصرف إلا بإذنهم ؟!
ألم يعتقلوا عددا من النواب والوزراء ؟
ألم يعتقلوا – منذ أسابيع – أبو طير- النائب ..من وسط رام الله ؟!
... وكم قتلوا وكم خربوا وكم حرقوا من الفلسطينيين في مناطق السلطة ..وشرطة أوسلو لا تجرؤ على مواجهة كلب منهم!!
وقد ثارت حمية أحد رجال الشرطة مرة فأراد أن يقتل بعض جند اليهود عند حاجز بيت إيل شمال شرق البيرة- رام الله-.. فلم يصبهم إلا إصابات طفيفة ..حيث ان سلاح شرطة سلطة دايتون لا يصيب إلا من بعد أقل من خمسة أمتار ..كما صمموه لهم.. يعني لقتل الشعب عن قرب ..ولذا بادر جند اليهود ذلك الشرطي البطل الذي استيقظ وقتلوه رحمه الله وضمه إلى الشهداء المخلصين ! ولو كان سلاحه كسلاح جند العدو لقتل منهم عددا غير قليل!
..ولو حصلت مصالحة وتكونت وزارة وبرلمان من فتح وحماس وغيرهما .. فسوف يعتقل المحتلون اليهود الحماسيين من النواب والوزراء وأنصارهم في مناطق سيطرة السلطة ..وتظل الوزارة والحكومة [ كسيحة مشلولة ].. [ لا تهش ولا تنش] كما هي السلطة حاليا!!
ولذا فأنصحهم أن يريحوا أنفسهم فلا انتخابات ولا حكومة ولا رئاسة ولا سلطة ولا[كلام فارغ!] في ظل الاحتلال ..لأن كل ذلك عبث – كالمفاوضات مع اليهود – تماما!!
.. ولتجتمع الهمم والقوى على المقاومة .. وتحرر ما تستطيع .. وتكبد العدو خسائر باهظة ..تجبره على الانسحاب من الضفة أو معظمها – كما سبق وأن أجبرته على الانسحاب من غزة وكان [ البغل شارون] يفكر جديا بالانسحاب من الضفة كذلك لولا أن أنقذته سلطة أوسلو ومدت له ولاحتلاله حبل النجاة!! ثم في المحرر يمكن إقامة سلطة مؤقتة حتى التحرير الكامل
وسوم: العدد 654