فشل الاجراءات العسكرية ضد / داعش / وأخواتها
برلين /17/02/2016/ يرى أستاذ العلوم العسكرية في جامعة مدينة بوتسدام وسكرتير الدولة السابق في وزارة الدفاع الالمانية لشئون سياسة خلف شمال الاطلسي / الناتو / كلاوس فيتمان الذي يشغل حاليا عضوية خطط حلف / الناتو / العسكرية واستاذ علوم التاريخ العسكري في جامعة هومبولدت البرلينية ان الاجراءات العسكرية للتحالف الدولي ضد ما يُطلق بتنظيم / الدولة الاسلامية / قد فشلت ولن تحقق اذا ما استمرت اي نجاح فالبحث عن اسباب نشأة هذا التنظيم ضورة ملحة لتحقيق انتصارات سياسية وعسكرية ضده .
جاء ذلك في محاضرة القاها فيتمان بمعهد / برلين - براندينبورج / العلمي الذي مضى عليه ثلاثمائة وعشرة أعوام وذلك مساء يوم أمس الثلاثاء 16 شباط / فبراير ، فالتنظيم المذكور استمد قوته مستغلا بذلك عدم اهتمام حكومات الشرق الاوسط واوروبا به وبالتالي الفوضى التي تعم العراق منذ الاحتلال الامريكي لتلك الدولة اضافة الى دعم قوي من ايران ونظام سوريا اللذين زعما انهما مع المقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي ، فالتنظيم استطاع بناء اسس تحتية لدولته من الصعب استصالها عسكري واستئصاله يكمن بالسياسة والاجتماع والتوعية عن خطره لامن منطقة الشرق الاوسط واوروبا وكل قنبلة تلقى على مواقعه من قبل طائرات التحالف الدولي تزيده قوة وتكسبه شعبية اكثر اذ يعتقد فئات من الشباب المسلم ان التحالف الدولي ضد التنظيم المذكور لا يعتبر ضده فقط بل ضد المسلمين الامر الذي جعل الاعتقاد بان التدخل الدولي ضد الطالبان بافغاسنتان وازاحته عن حكم كابول هو ضد الاسلام عاد من جديد في التحالف الدولي ضد / داعش / ولا بد من حوار واقعي وميداني وتوجيه تربوي كفيل لاستئصال هذا التنظيم .
وتعتقد رئيسة معهد بحوث / السياسة والحرب / الذي يتخذ من مدينة كولونيا مقرا له ، بان اسباب نشوء / داعش / الى شرخ اصيب به تنظيم القاعدة جراء الازمة في سوريا والعراق واسباب استراتيجية اخرى واذا ما تم تقليص نفوذ / داعش / فهناك منظمات متطرفة ستظهر على الساحة السياسية والعسكرية بمنطقة الشرق الاوسط واوروبا برمته معربة عن قلقها من ارتفاع نبرة التطرف القومي في اوروبا ونبرة العداء للاسلام الامر الذي يعني وقوع تصادم بين الحضارات بشكل أخطر من ذي قبل فالتطرف يولد التطرف ولا احد يستطي مكافحة التطرف اذا خرج عن السيطرة جراء تجاهل الحكومات والمجتمع عن خطره وعدم اهتمام المجتمع من خطر ظاهرة التطرف القومي .
وعزا خبير الشئون العسكرية واستاذ التاريخ العسكري فيتمان التخل العسكري لروسيا الى جانب بشار اسد وايران ضد الشعب السوري الى ضعف في السياسة الروسية فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعاني من مرض جنون العظمة والغطرسة مستغلا بذلك ضعف الادارة الامريكية ولا سيما زعيمها باراك اوباما الذي أثبت مع وزير خارجيته جون كيري عدم اهتمامهما بمعاناة الشعب السوري اضافة الى عدم اتخاذ اي قرار حاسم ينهي الحرب في سوريا مؤكدا ان الشعب السوري سينتصر في آخر الامر وان رئيس نظام سوريا بشار اسد سيمثل يوما ما أمام محكمة الجنايات العليا لجرائم الحرب التي يرتكبها ضد بلاده .
واوضح عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي ارنيه ليتس انه بالرغم من عدم انضمام روسيا والكيان الصهيوني والادراة الامريكية وسوريا وغيرها من بعض دول العالم عضوية محكمة الجنايات العليا فانه من الممكن تقديم بشار اسد وفلاديمير بوتين وكل من يساند بشار اسد بمحاربة الشعب السوري وقتله وتشريده الى محكمة الجنايات العليا والامر يتطلب الجهود السياسية على صعيد منظمة الامم المتحدة المتحدة والبرلمان الاوروبي وغيرهما .
وحول اعلان السعودية عزمها على زحف بري ضد / دلاعش / في سوريا وموافقة تركيا وقطر على دعم السعودية في عزمها المذكور ، استبعد الجنرال السابق بالجيش الالماني فيتمان ان يتدخل حلف شمال الاطلسي / الناتو / الى جانب تركيا اذا ما تعرضت لاعتداء من قبل روسيا لعدم استعداد / الناتو / الاحتكاك مع روسيا لوجود خلافات بين اعضاء الحلف فبعضهم يعتقد ان اي اشتباك مع روسيا بالشرق الاوسط سيؤدي الى توسعة الاحتكاك العسكري ليشمل اوروبا والاوروبيون لا يريدو وقوع حرب ثالثة على حد أقوالهم .
وسوم: العدد 656