خامنئي يقود حملة التكفيريين في سورية
قدر المسلمين أن يتعرضوا لبعض المحن والفتن عبر تاريخهم الطويل، فقد مر على المسلمين عبر تاريخهم فتن كقطع الليل المظلم، ومحن تنوء بحملها الجبال الراسيات، وخرجوا منها معافين وأقوى تماسكاً وثباتا، ومن هذه الفتن والمحن، على سبيل المثال لا الحصر، فتنة الخوارج التي أوقفت الفتوح عشر سنوات، وفتنة خلق القرآن أيام المأمون وتعرض فقهاء الأمة وعلمائها لشتى أنواع التنكيل والتعذيب، وسقوط القدس بيد الصليبيين، وسقوط بغداد بيد التتار بخيانة وزير المستعصم ابن العلقمي، وفتنة القرامطة الذين استباحوا بيت الله الحرام وسرقوا الحجر الأسود لأكثر من عشرين عاما. وسقوط الأندلس، الفردوس المفقود.
فتن ومحن كانت كل واحدة منها كفيلة أن تدمر أمة وتنقض غزلها، ولكن المسلمين كانوا دائماً ينهضون من كبوتهم ويستفيقون من رقدتهم ويحققون المعجزات ويستعيدون ما فقدوا، ويعيدون بناء دولتهم شامخة عزيزة، ترفد الإنسانية بمعين لا ينضب من العطاء والإبداع والحضارة والمدنية.
واليوم تتعرض أمة التوحيد إلى محنة قد تكون الأشد والأعتى على يد جار نكد اسمه إيران، الذي أخذته العزة بالإثم، فبغى وطغى وتطاول علينا، ليس على أرضنا وبلداننا فقط، بل تجاوز كل الخطوط الحمر وقفز يريد ديننا عقيدة ومنهج حياة، تحت يافطة فبركها ما أنزل الله بها من سلطان، إنها ولاية الفقيه، الذي جيّش تحت خيمتها مئات الآلاف من الضلاليين، الذين استطاع غسل أدمغتهم وإطفاء سُرج عقولهم، ورمى بهم على أوطاننا في أعز بقعة من بقاع المسلمين، إنها بلاد الشام، يريد انتزاع ديننا من بين أضلعنا، مؤيداً من مجتمع دولي له نفس الهدف، القضاء على الإسلام والمسلمين.
خامنئي الولي الفقيه، بزعمهم، لم يكتف بتصدير إفك ما يعتقد ويزعم إلى بلداننا، بل ذهب بعيداً إلى وصمه أهل الشام بالكفر، فقد اعتبر هذا الأفاك المسمى (ولي الفقيه) أن قتال إيران إلى جانب قوات النظام في سورية هو "حرب الإسلام على الكفر" وأضاف هذا الأفاك على لسان الأمين العام لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي "أن باب الشهادة فتح مجدداً في سورية بعد إغلاقه بانتهاء الحرب الإيرانية العراقية"، محذراً من أن "العدو سيهاجم إيران إذا لم يذهب الشباب للقتال في سورية".
هذا الولي الفقيه النكد يشجع على استباحة أوطاننا وذبح أطفالنا ونسائنا وشبابنا ورجالنا لأننا، بزعمه، أننا من الكفرة نستحق القتل، ويقول ويصرح بهذا جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد، دون أن نسمع من المجتمع الدولي المنافق أي تنديد أو شجب لما يقوله هذا الخامنئي، الذي يسعى لقتلنا واستئصال شأفتنا، ودعم حاكم باغ وظالم، استباح دمنا، فقتل منا نصف مليون، وغيب في سجونه ومعتقلاته أكثر من نصف مليون، وشرّد وهجّر أكثر من اثني عشر مليوناً، يهيمون في بقاع الدنياً هربا من الموت الزؤام، الذي تحمله براميله المتفجرة، التي يمطر بها السوريين مدة خمس سنوات.
نعوش كبار قادة جيش هذا الأفاك النكد الذين سقطوا على يد الشباب الموحدين من أبطال الجيش الحر في بلاد الشام، لم تجد عند هذا الولي الفقيه الأفاك إلا دفع المزيد من أمثالهم إلى بلادنا سواء من إيران أو من الضاحية الجنوبية في لبنان أو ممن يجندهم من العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها مدعومين بطيران روسيا الذي يرمي بحممه على مدننا وبلداتنا وقرانا فيقتل ويدمر ويحرق، بهدف القضاء على ثورتنا المباركة واقتلاع أهلنا من هذه المدن وهذه البلدات والقرى، في محاولة يائسة للتغيير الديمغرافي لهذه المدن والبلدات والقرى، ولكن هيهات هيهات لهذا الأفاك أن يحقق ما يحلم وما يدبر، فبلاد الشام كانت على الدوام عصية على أعدائها وإن كبت في بعض المواقع، فبعد خمس سنوات من الهجمة الوحشية لكل هؤلاء وكل هذه الشلالات من الدماء والخراب والتدمير ظلت سورية منتصبة القامة ثابتة بوجه العاصفة غير آبهة بها وبمن وراءها وستظل كذلك حتى يحكم الله بيننا وبين هذا الأفاك ومن والاه.
وسوم: العدد 657