ورشة خبراء عالمية
بيان صحفي – 21 مارس 2016
في ورشة خبراء عالمية حضرها رئيس جمهورية الهند:
الدكتور عبد الله النجار: الدول العربية تسير في الطريق الصحيح لتبني سياسات داعمة للإبتكار وتحويله الى عائد تنموي
الدكتور عبد الله النجار: ربط المبتكرين في الهند والدول العربية يمكن أن يسرع من تحويل الإبتكار من فكرة الى واقع بما ينعكس على التنمية المجتمعية والاقتصاد
الدكتوره غادة عامر: تكريم الأعمال الإبتكارية يكون لما تحققه من تغيير على أرض الواقع وليس للفكرة بذاتها أو المبتكر بشخصه
شارك الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا والدكتورة غادة عامر نائب رئيس المؤسسة, ممثلين عن المنطقة العربية ، ودولتي الإمارات ومصر, في إجتماع "المائدة المستديرة العالمية حول الابتكار الشمولي" الذي عقد بالقصر الرئاسي لرئيس الهند بالعاصمة الهندية نيودلهي, وبحضور الرئيس "براناب كومار مخرجي" رئيس جهورية الهند, الأسبوع الماضي, وذلك ضمن فعاليات "مؤتمر ومهرجان الابتكار في الهند". والتقي فخامة الرئيس الهندي وفد المؤسسة خلال الاجتماع، والذي أستعرضت فيه المؤسسة ما توصلت إليه الابتكارات العربية والدور المميز التي تقوم به في خدمة المجتمع العربي نحو النهوض والتقدم بالإقتصاد المبني علي المعرفة .
وأشار الدكتور عبد الله النجار خلال كلمتة علي أن الدول العربية تسير في الطريق الصحيح فالإضطرابات التي عاشتها المنطقة خلال الفترة السابقة نبهت قيادات وقطاعات المجتمع المختلفة الي أهمية إحتواء أبناء المجتمع من الشباب وتمكينهم وخلق مناخ ابتكاري يتسع للجميع, بما يستوعب طموحهم وأفكارهم الابتكارية، بما حقق عوائد حقيقية ظهرت في عدد من الدول العربية منها دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية.
وأن إطلاق عام 2015 كعام للإبتكار في دولة الإمارات جاء بنتائج إيجابية على أرض الواقع، وما تزامن مع ذلك في دول الخليج والمغرب العربي، أضحى دليل واضح في مدى رغبة قيادات تلك الدول و شعوبها للقفز نحو التغيير الإيجابي، بما يحقق تنمية حقيقية على أرض الواقع.
وفي السياق ذاته تقول الدكتورة غادة عامر نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا خلال كلمتها بالمؤتمر, أن الدول العربية الآن, تعمل جاهدة لتغيير منظوماتها ونهجها التي كانت تنتهجة سابقاً, لمواكبة التغيرات الدولية الحديثة, لبناء القدرات والإمكانات التي تتعامل مع متغيرات الواقع, وذلك بإطلاق المبادرات والبرامج الموجهة نحو تغير ثقافة المجتمع نحو الابتكار وقبول الرأي الآخر. وأشارت إلى أن الحكومات العربية أضحت تري ان الابتكار والابداع هما سبيل للنهوض بالمجتمع وتنمية قدرات أبناءه, فتأسست جمعيات لرعاية الإبتكار وتم إطلاق مشاريع قومية ضمن برامج شاملة في مجاله.
ويذكر أن منظمي المؤتمر دعوا نخبة مختارة من قيادات الابتكار والعلوم والتكنولوجيا حول العالم, مجتمعين من 15 دولة حول العالم, منها الولايات المتحدة الامريكية, فنلندا, بريطانيا, كوبا, كوريا, استراليا, وماليزيا الى جانب دول متعددة من قارتي آسيا وأفريقيا, وأمتد المؤتمر على مدار يومين 12 -13 مارس2016, وتم عقد جلسات خاصة في عدة موضوعات منها: جلسة بعنوان "بناء منظومات متكاملة للابتكار التكنولوجي"، و"التعليم للإبتكار المتكامل"، و"صقل مهارات الابتكار في المؤسسات والأفراد"، و"الابتكار الحكومي", وتميزت هذه اللقاءات بالكلمات المختصرة للمتحدثين وتبادل الخبرات المركزة في مختلف الدول المشاركة .
خرج المؤتمر في توصياته, بالتأكيد على أهمية إنعكاس الأبتكار على التنمية الإجتماعية والاقتصادية بشكل مباشر, وأن التغيير لا بمكن إنتظاره وإنما لابد من صناعته بآليات متكاملة بين الحكومات والمجتمع المدني, وأن الإبتكار الذي يؤدي للتغيير هو ذلك الذي يحتوي مكونات المجتمع ويضمن مشاركة الأطراف ذات العلاقة, وأنه تغيير إنتقالي. وشدد على أهمية أن يدعم الإبتكار ببرامج لتنمية ريادة الأعمال لدى الأفراد والمؤسسات, لتبنى ذلك الإبتكار, وأنه انتهي عقد الإبتكار الفردي الأكاديمي, منتقلا الى الإبتكار المجتمعي, والمكون من ناس يختلفون في التفكير، بحيث أن هذا الإختلاف يؤدي الى تطوير منظومات تنموية متجانسة لخدمة المجتمع ككل, كما تم مناقشة وطرح عوائق انتقال الابتكار الى الواقع, والسبب في اعاقة تحويله الي شئ واقعي ملموس أو منتج يعود بالنفع علي المجتمع, وتم التأكيد علي أهمية دراسة وتحليل تلك المعوقات للخروج بالطريقة المثلي التي تتماشى مع كل مجتمع وقطاعاته. وأشار المتحدثون في كلماتهم الى أن الإبتكار في طبيعته يحمل الفشل لذلك يجب أن لا نخافه، فقوة الفكرة لا يكون في كونها مجردة وإنما يأتي بعد تقييمها وتطبيقها في أرض الواقع. وأكد المؤتمر أيضاً في توصياته, على أهمية تعلم الأبناء وتربيتهم لتحقيق الإنجاز وليس الوقوف عند أسلوب حل المشاكل عند التعليم، فنريد أبناءنا الطلاب أن يكونوا هم المبتكرون وليس مستخدمين له.
وهنا استعرضت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا, أعمالها وأنشتطها في خدمة الابتكار والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في المنطقة العربية، بما تحلت به من دعم رئيسها الفخري صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة, وكيف تمكنت علي مدار 16 عاماً من عملها النوعي, من الإنتقال من تكريم المبتكرين كأشخاص الى تكريم الإبتكار كنتيجة تخلق واقع اقتصادي ومجتمعي, فالتكريم يكون للنتيجة وليس للفكرة بذاتها أو المبتكر بشخصه. وما أدى إليه ذلك من بناء منظومه جديدة اتخذت العائد على الناتج القومي سبيلا للتمييز والتكريم.
وإن كانت الصين تصنع الهاتف المتحرك الواحد بعشرة دولارات فإن الشركة المبتكرة له (المعرفة) تبيعه ب350 دولار، بما يؤكد أن المعرفة هي أساس الإقتصاد. كما طرحت المؤسسة عدة أفكار نوعية منها أن يكون كل مختبر في الجامعة أو المدرسة هو بذاته حاضنة لابتكارات الطلاب. وأكدت أن الإقتصادات القوية لا تفرق بين تكنولوجيا متقدمة أو بدائية وإنما بما يحققه الإبتكار من خلق لفرص عمل وعائد مالي. وأنه من المهم تخيل المستقبل والسير بإتجاهه بجرأة للتعامل مع قضاياه. فمن المهم أن ينشأ الإبتكار من قلب المجتمع وليس للبحث خارجه عن الحلول. وأنه من المهم جدا بناء جيل من الرواد القادرين على التواصل ضمن ذلك المجتمع وخارجه لتحقيق التغيير الإيجابي.
وفي لقاء مع وزير العلوم والتكنولوجيا وإدارة التعاون الدولي بالوزارة بحضور ممثل عن المؤسسة الهندية للإبتكار، تم تداول تفاهم لتنويع وتعميق أشكال التعاون البحثي والتكنولوجي للربط بين الشركات الناشئة عن الإبتكار في كل من المنطقة العربية والهند.
وسوم: العدد 660