إسرائيل تسرق غاز العرب
في لقاء مع " نافذة مصر" الذي يقدمه أسامة جاويش على " قناة المحور " ؛ ذكر محمد سودان أمين عام لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة الذي حلته الحكومة المصرية بعد تنحية مرسي وحظر جماعة الإخوان المسلمين ؛ أن سفير قبرص في القاهرة أطلعه على معلومات تكشف عن سرقة إسرائيل غازا يخص مصر ، وأنه أخبر الحكومة بتلك المعلومات ، في مطلع 2013 إلا أن المخابرات الحربية نفت صحة معلومات السفير القبرصي ، وهو ما أخذت به الحكومة . سودان لم يبين المكان الذي تسرق منه إسرائيل الغاز ، والمقدر مادام الأمر يتصل بسفير قبرص أن يكون ذلك ، مثلما تؤكد معلومات أخرى ، في نطاق الحدود البحرية بين مصر وقبرص وفلسطين المحتلة . وبدر لي في مطلع الخبر عن اللقاء مع سودان أن الأمر يتصل بسيناء التي أذكر أنني تحدثت في مقال من عدة سنوات عن مواصلة إسرائيل لسرقة نفطها ومياهها بعد انسحابها منها . وأسلوب السرقة يتم بحفر آبار رأسية في منطقة النقب ، ثم ينحرف مسار الحفر أفقيا باتجاه سيناء . السرقة أيا كان صنفها ليست مستهجنة من إسرائيل بصفتها مشروعا تأسس على سرقة أرض شعب آخر ، وأي صنف من السرقة تقترفه بعد ذلك يشبه ابتلال الغريق الذي لا مفاجأة فيه . مادام غريقا كيف لا يبتل ؟! المستهجن المستبشع هو تخاذل وصمت ، بل تواطؤ المسروقين مع إسرائيل التي تتنوع سرقاتها بين العلنية المتقنعة بالبيع والشراء ، والسرية التي يدريها القلة . النوع الأول مثل اتفاقية بيع الغاز المصري لإسرائيل التي كان وراءها ضابط المخابرات السابق ورجل الأعمال المصري حسين سالم . بيع الغاز لإسرائيل في الاتفاقية ب دولار ونصف لكل مليون وحدة حرارية ، وسعره في السوق العالمية حينئذ اثنا عشر دولارا ونصف ! ومن السرقة السرية استيلاء إسرائيل على غاز غزة الذي اكتشفته شركة إنيرجي البريطانية في 2000، وتدخلت إسرائيل في الاتفاق الذي وقعته تلك الشركة مع السلطة الفلسطينية مبررة تدخلها بأن الحالة السيادية للمنطقة لم تتحدد بينها وبين السلطة ، ومنذ ذلك الحين يندر أن يذكر شيء عما يجري في الحقل الواقع قبالة المنطقة الوسطى في قطاع غزة ! وورد في خبر عنه منذ سنوات أن مسئولا في السلطة أخذ من إسرائيل خمسة ملايين دولار ، وتنازل عن الحق الفلسطيني فيه ! كل ما له علاقة بالحقل مسكوت عنه . واستولت أيضا على غاز ونفط حقل رنتيس قرب خط الهدنة في محيط رام الله ، وسمته حقل مجده . واكتشفت غازا في الجولان المحتل ، ولها مشكلات مع لبنان في الحدود البحرية لها صلة بالغاز ، ودائما تفوز في أي خلاف مع العرب حول هذه المسائل وغيرها مثل مسائل المياه في مناطق الحدود . لو كانت جولدا مائير حية لتراجعت عن معاتبتها لموسى _ عليه السلام _ لهجرته _ مثلما قالت ، ببني إسرائيل إلى أرض ليست بذي غاز ونفط . لديهم الآن غاز ونفط اكتشفا في مياه فلسطين ، ويسرقون من العرب ما يشاؤون . إسرائيل دولة صغيرة مساحة وسكانا ، وتفعل بالمنطقة ما تحب ، ولا عجب ، فالجرح لا يؤلم الميت ، ونحن موتى ، والإسرائيليون يرون أن العربي لا يكون جيدا إلا إذا كان ميتا . كم نحن جيدون لإسرائيل ! وتضاعفت جودتنا في سنوات السوء والموت الست المزعومة ثورات التي تندفع نحو عدد منها لا يعلمه سوى علام الغيوب .