إلى القرصانة "جنجر ؟؟" : عملية احتلال العراق اسمها الرسمي "نفط"
القرصانة الإقتصادية (جنجر كروز Ginger Cruz) التي تحدثنا في المقالة السابقة (لا تصدّقوا جنجر ) عن مهمتها السرّية العلنية ذات الصلة بالحرب النفسية التي يشنها خبراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والخبراء الأمريكيين لإيقاع العراق - وهو في محنته الإقتصادية المريرة - في الحفرة المظلمة لقروض الصندوق والبنك التي شرطها الوحيد هو تطبيق برنامج الإصلاح الهيكلي التي يتم بموجبها بيع الدولة العراقية بكل مؤسساتها للمستثمرين الأجانب وقطع دعم الدولة للتعليم والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية والسكن والتقاعد بحيث يتم تهيئة الأجواء للتفكك الاجتماعي والفوضى السياسية لإسقاط الدولة تمهيدا لتمويل انقلاب عسكري من الجهات المخابراتية (راجع سلسلة حلقاتنا عن الكيفية التي يدمّر بها صندوق النقد الدولة العراقية ويحطم مستقبل الشعب العراقي وكيف دمّر صندوق النقد حاضر ومستقبل 80 دولة قبل العراق). في الحلقة السابقة قلنا أن الزميل نجم الربيعي سألها في حوار قناة البغدادية أن الولايات المتحدة دمرت العراق واحتلته من أجل النفط .
فماذا كان جوابها ؟
أجابت بجواب لا يعبر على عقل أبسط طفل أو (زعطوط) عراقي أو عربي أو أمريكي : قالت أن أمريكا لم تأت من أجل نفط العراق ولا خيراته .. بل أن الأمريكان تركوا وطنهم وعوائلهم وماتوا وقُتلوا من أجل سعادة الشعب العراقي ورفاهية العائلات العراقية !!
هل يُعقل أن جنجر كروز الخبيرة (الأصح هو الخبيثة) المتخصصة وبهذا المستوى (نائبة المفتش العام لبرنامج إعمار العراق لمدة 8 سنوات) والعارفة بكل خفايا الاقتصاد العالمي، لا تعلم أن احتلال الولايات المتحدة للعراق هو من أجل السيطرة على نفطه ؟
سنقدم لهذه المسكينة جنجر هذه الوثائق والأدلة السريعة (سنعرضها في حلقات طويلة مستقلة ضمن موسوعة جرائم الولايات المتحدة التي نشرنا الحلقة 67 منها قبل مدة) التي تثبت أن الوايات المتحدة جاءت واحتلت العراق من أجل السيطرة على نفطه . نقدم هذه الوثائق ليس من أجل سواد عيون جنجر بل لنريها أن الرعاقيين لن تعبر عليهم مخططاتهم الإجرامية ويعرفون سبب الكارثة الأولى والأخيرة وهي : سيطرة الولايات المتحدة على نفط وطنهم ومصادرة ثرواته. هذه أدلة موثقة نرجو من الأخت جنجر كروز أن تراجعها ، ولكن الأهم بالنسبة لنا هو وعي القارىء العراقي والعربي الممتحن وسط حملة التضليل الإعلامي الأمريكي والغربي الشعواء :
أولاً - ما هو إسم عملية غزو واحتلال العراق الرسمي ؟
الولايات المتحدة تضع لكل عملية إسما : مثلا عملية "القضية العادلة" في بنما ، "الحفاظ على الديمقراطية" في هاييتي ، "عاصفة الصحراء" التي تحولت من تحرير الكويت إلى تدمير العراق، "الحرية الدائمة" في أفغانستان، "استعادة الأمل" في الصومال ، "الملاك الرحيم" لقصف يوغوسلافيا وتدميرها .. طبعا كل مسميات هذه العمليات لا علاقة لها بالأهداف الخفية بل هي على النقيض منها ولتضليل الرأي العام .. عدا عملية احتلال العراق كانت اسماً على مسمّى .. فما هو اسم عملية احتلال العراق ؟؟
كما أشار الكاتب الأمريكي جريج بالاست Greg Palast (لابد أن جنجر تعرفه) في كتابه "تسليح مستشفى المجانين Armed Madhouse "، فإن الاسم الأصلي لعملية غزو العراق كان يعرف باسم "عملية تحرير العراق" وهو بالإنكليزية :
Operation Iraqi Liberation،
أو تحت المختصر :
OIL
أي النفط.
لاحظ أن الخبراء غيّروا حتى الترتيب النحوي للغة الإنكليزية من أجل أن يكون المختصر هو OIL أي نفط.
ثانياً - وهذه هي الوثائق التي سلمتها وزارة التجارة الأمريكية، وفق أمر المحكمة في 5 مارس 2002، حسب قانون حرية المعلومات ، في الحكم لصالح هيئة المراقبة القضائية Judicial Watch التي طالبت بكشف الوثائق المتعلقة بشأن أنشطة لجنة الطاقة التي شكّلها وترأسها المجرم ديك تشيني. تمّ نشر هذه الوثائق السرّية بعد صراع ومماطلة وظهر أنها تحتوي على خريطة لحقول النفط العراقية وخطوط الأنابيب والمصافي والمحطات العراقية ، فضلا عن اثنين من رسوم تخطيطية توضح بالتفصيل مشاريع النفط والغاز العراقية، و المتعاقدين الأجانب لعقود حقول النفط العراقية. الوثائق مؤرخة في مارس 2001 .
(أنظر إلى صور الخريطة وقائمة المتعاقدين أدناه ومرفقة ايضا بالمقالة).
طُرحت هذه الوثائق في اجتماع للجنة الطاقة برئاسة ديك تشيني . هذا الإجتماع الذي يعلق عليه المحلل السياسي المعروف (أندرو غافن مارشال Andrew Gavin Marshall) بالقول :
انه ليس سرّاً أن حرب العراق لديها الكثير لتفعله مع النفط. في صيف عام 2001، عقدت لجنة الطاقة برئاسة ديك تشيني، والتي كانت مجموعة سرية للغاية سلسلة من الاجتماعات التي تم فيها تحديد سياسة الطاقة للولايات المتحدة. في الاجتماعات، التقى تشيني ومساعدوه مع كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين من شركة شل للبترول، شركة البترول البريطانية (BP)، اكسون موبيل وشيفرون وكونوكو، وشيفرون. وخلال الاجتماع، الذي عُقد قبل هجمات 11/9 على إبراج التجارة في الولايات المتحدة وقبل أن يكون هناك أي ذكر للحرب على العراق، قُدّمت وثائق عن حقول النفط وخطوط الأنابيب والمصافي والمحطات العراقية ، وتمت مناقشتها، كما قُدّمت وثائق عن دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وتعرض كل خريطة حقول النفط في كل بلد وخطوط الأنابيب والمصافي والمحطات الناقلة. ومنذ ذلك الحين حصلت رويال داتش شل وبريتش بتروليوم على عقود النفط الكبرى لتطوير حقول النفط العراقية.
ثالثاً - ظهرت بعد ذلك وثائق تشير إلى أن قوات الولايات المتحدة وبريطانيا صدرت إليها تعليمات تأمرها بأنه حالما تدخل العراق من الكويت، فإن مهمتها الأولى ستكون تأمين المنشآت النفطية.
هذا غيض من فيض عن المؤامرة الكبرى التي نصبتها الدولة الشيطان الولايات المتحدة لوطننا والتي تريد جنجر كروز الآن أن تضحك على عقولنا بتبريراتها الممجوجة.
ويمكرون ويمكر الله ..
الصورة رقم (1) :
خارطة حقول نفط العراق وأنابيبه التي نوقشت في الاجتماع السري لديك تشيني قبل غزو العراق بسنتين وقبل هجمات 11/9
الصورة رقم (2) : أسماء المتعاقدين على النفط العراقي التي نوقشت في اجتماع ديك تشيني السري قبل غزو العراق بسنتين وقبل هجمات 11/9