أيها السوريون المعارضون..
أيها السوريون قال أطفالكم وشبابكم:نحن ثورة..فقلتم نحن معارضة..ورفض الشعب السوري لعبة معارضتكم..فقلتم نحن معارضة مسلحة..فلما تساءل الفرسان في ميادين العزة والشرف أين أسلحتكم..؟غيَّرتم اللافتة وخرجتم على الناس بمقولة قوى المعارضة والثورة..ولما شعرتم أن الأبطال في الداخل لم تمر عليهم خدعتكم..قلتم نحن معارضة تنطلق من إرادة الثورة..ولإعطائكم مصداقية بما تدعون..حرَّك الأب الروحي للكارثة السورية (عسكريتاريا المعارضة) ممن صنعهم مبكراً بالتوازي مع صناعته لفكرة(المعارضة السياسية) وصناعة باقي أدوات لعبته الشطرنجية القذرة المدمرة (داعش وأخواتها)..فاستجابوا له وانضموا إليكم وحضروا ملتقياتكم ..فانخدع الناس يومئذ وقالوا الآن يا سعد..؟!وهيأ الراعيان الدوليان(هرقل واشنطن وقيصر موسكو) كل الأسباب لتلتقوا وجهاً لوجه في (جنيف) مع صبيان ما يسمى النظام..بتوجيه وتشجيع من آية الله العظمى (دمر الله سره ومحق أسرار مكائده) الأب الروحي لغرفة عمليات لعبة الشطرنج..لذي استطاع عبر التحالف الاستراتيجي الماكر مع الصهيونية العالمية تطويع إرادة موسكو وواشنطن لصالح تنفيذ مخططاتهم الشريرة المدمرة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقاً لمآربهم الحاقدة..وها أنتم تشاركون (بقصد أو بدون قصد) معهم في ترتيبات دفن الثورة السورية الأبية-لا سمح الله- وخيَّب آمال كيد الكائدين ومكر الماكرين..وفي هذا السياق أتذكر أنني مع مطالع الأحداث في سورية كنت قرأت (لشخص سوري يعيش في المهجر منذ عقود أعرفه واختلف معه كثيراً) سلسلة مقالات كتبها تحت عنوان (حروب الشطرنج) انطلاقاً من رؤية له بعنوان(التحالف الصهيوني - الفارسي لإعادة تشكيل العالم من جديد) وكنت إذاك أقرأ ما يكتب بشيء من الاستهزاء..وأقول في نفسي:لا يزال صاحبنا مسكوناً بالمؤامرة وهوسها..؟!واليوم أجدني في مراجعة وندم مع نفسي فيما قلت بحقه..وأسجل للتاريخ أن (...) كان عميقاً وموضوعياً فيما كتب..وأعترف أنني وأمثالي كنا نغط في رومانسية القراءات السياسية التقليدية الواهية.
أجل أيها السوريون المعارضون..
لقد آن الأوان لتدركوا وتوقنوا بعمق أنكم - بحسن نية أو بسوئها- قد خضعتم أو ساهمتم في ممارسات أخطر مؤامرة على أمتكم العربية والإسلامية..واعتماداً على عزيمة الشعب السوري الأشم الذي يؤكد صباح مساء أنه ماض بكل شكيمة وإصرار على تقديم أروع بطولات ومعجزات الفداء في سبيل الحرية والتحرر..أقول لكم لا تزال الفرصة قائمة أمامكم لتصححوا ما فات..ولتستدركوا على أنفسكم ما هدرتم بلعبكم السياسي ما قدم السوريون من مفاخر التضحيات لم تعرف البشرية مثلها من قبل..فأوقفوا مهزلة ما يسمى معارضة..ادفنوا أوهام التعايش مع أئمة عقائد التقرّب إلى الله بذبح الآخر..والتطهر من الآخر..والتعطر بدم الآخر..أغسلوا أدمغتكم من هوس انتظار نجدة ونصرة من يشاطرهم ثقافة وعقائد ممارسات جرائم صناعة الموت والدمار في سورية..أدعياء أضغاث أحلام الديمقراطية وحرية الإنسان وحقوقه..؟؟؟!!! فدمشق تبقى هي حاضرة الديمقراطية والتمدن والرشد وكرامة الإنسان..أجل عودوا وكونوا مع أهلكم وشعبكم..فسورية لا يزال فيها طعام كثير وهواء عليل..وماء عذب وفير..ولا تزال تربتها الطاهرة ملاذاً أمناً وحاضنة حنونة وفيّة..سورية لا يزال رحمها ولود للبطولات والتضحيات أكثر من ذي قبل..أجل حرروا إرادتكم وكرامتكم من حالة التسول المهينة على موائد اللئام..أجل ما حك ظهرك مثل ظفرك..ولا يثمر الشجر إلا بعطاء جذوره وغصونه..ولا يحمل هموم الأمة والأوطان ويحقق آمالها إلا فرسانها.
وسوم: العدد 666