مسيرة حزب التحرير الحاشدة في الخليل تنادي بالجهاد

مسيرة حزب التحرير الحاشدة في الخليل

الآلاف تنادي بالجهاد لتحرير المسجد الأقصى

والأسرى وسائر فلسطين وأهلها

في مدينة خليل الرحمن احتشد الآلاف في المسيرة الجماهيرية الضخمة التي دعا لها حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، تحت شعار "المسجد الأقصى يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة"، وانطلقت من مسجد الأبرار والمساجد والساحات المجاورة بعد أن أدت الجموع صلاة العصر، وجابت المسيرة الشارع الرئيسي، شارع عين سارة، حتى منتهاها على دوار المنارة.

رفع في المسيرة رايات رسول الله صلى الله عليه وسلم السوداء ولواؤه الأبيض، واليافطات والشعارات المنادية بالجهاد وإقامة الخلافة، لتحرير المسجد الأقصى والأسرى وسائر فلسطين وأهلها وصدعت الجماهير بالتكبير والتهليل وطالبت الأمة وجيوشها بالتحرك بالملايين لفك أسر المسرى والأسرى وسائر أهل فلسطين، ومجدت الهتافات بالأقصى وأهله الصامدون وبالأسرى الأبطال في سجون الاحتلال اليهودي.

وفي نهاية المسيرة ألقى شيخ الأقصى الشيخ عصام عميرة كلمة المسيرة التي ابتدأها بتحية باسم الأقصى والأسرى بقوله "نحييكم من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ومن على بعد أميال قليلة من المسجد الأقصى المبارك، لنزف إليكم خبره، ونحدثكم بلسانه. إنه يستصرخكم ويناديكم قائلا: أغيثوني أيها المسلمون، فمنذ قرن من الزمان، وأنا أسير مقيد بالأغلال، بعد أن كنت حرا طليقا تحت ظل الخلافة العثمانية وقبلها قرونا طويلة. إني أضم صوتي إلى أصوات الأسرى والمعتقلين في فلسطين وخارج فلسطين، وأقول لكم: لقد وقعت في الأسر قبلهم عندما احتلني الإنجليز عام 1335هـ. مائة عام وأنا أتنقل من احتلال إلى آخر، وأنتم ساكتون وتنظرون!! وبلغني أن الملأ يأتمرون بي ليقسموني ويسلموني لاحتلال جديد، من قوم تنازلوا عن عكا وحيفا ويافا وصفد وعسقلان وغيرها من مدن الأرض المباركة وقراها وسهولها وجبالها وأنهارها! أنشدكم الله، لا تأمنوهم علي، فإني لا أقبل القسمة على اثنين، ووالله لإن فعلتم، لأشكونكم إلى ربي وربكم الذي لا يرد دعوة المظلوم"

وتحدث الشيخ عميرة بلسان حال المسجد الأقصى  عما أصاب الأقصى من الاحتلال والحكام فقال " لقد وطئتني عساكر الانجليز ومن بعدهم اليهود، فأوقفوا نموي، وقللوا نصيبي من الصيانة والترميم، والحكام تتبارى في تزييني، وطلاء قبابي، وتجديد سجادي، وجعلوني معلما للسياحة الدينية، وتناسوا قدسيتي وأني شقيق المسجدين الحرام والنبوي، ومنعوا المسلمين من شد الرحال إلي إلا من بلغ من الكبر عتيا، وإذن من أعدائي، حفروا الأنفاق من تحتي، ومن حولي، فتعرضت لخطر الانهيار، فإن وقعت فلا تبكوا علي، بل ابكوا على تخاذلكم وسكوتكم وغضب الله عليكم،أدخلني الحكام الخونة في سوق السياسة الخاطئة الكاذبة، وأضاعني علماؤهم في دهاليز الفتاوى المسيسة، وتاجر بي تجارهم، وجمعوا الأموال الطائلة على ظهري، واتخذوني كقميص عثمان، يبكون عليّ دموع التماسيح، ولبسوا جلد الضأن على قلوب ذئاب مفترسة، ولم أسمع يوما أن أحدهم يعد العدة العسكرية لتحريري وإنقاذي، رغم استعداد ملايين الجنود والضباط والمتطوعين الجاهزين للموت دوني.

وأضاف عميرة "أحالوا قضيتي إلى الأمم المتحدة، فتقاذفها أمناؤها العامون بين أقدامهم عقودا طويلة، ثم طُويت قضيتي في ملف النسيان، لقد دنسني باباواتهم وحاخاماتهم ورؤوس الكفر والضلال منهم وانتهكوا حرمتي، واقتحمني قطعان المستوطنين تحت مرآى ومسمع من رؤساء دويلات الضرار، ووزرائهم وقادة جيوشهم، كم سمعت مقالة (على القدس رايحين شهداء بالملايين)، فلماذا لم تترجم هذه المقولة الصادقة بعد إلى عمل حقيقي يخلصني مما أنا فيه!".

وذكر عميرة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمر: (تُقاتِلُكُمُ اليهودُ، فتُسَلَّطُونَ علَيْهِمْ، ثم يقولُ الحجرُ: يا مسلِمُ، هذا يَهودِيٌّ ورائي فاقْتُلْهُ)، وأضاف "فكونوا أنتم من العاملين للخلافة، ليكن لكم شرف تحرير المسجد الأقصى، فتفوزوا بالأجرين. واعلموا أن الذين يعملون لإقامة الخلافة الإسلامية الثانية الراشدة على منهاج النبوة، هم الصادقون الصابرون الجادون في عملية تحرير المسجد الأقصى، لأن بوصلتهم دقيقة، واجتهاداتهم صحيحة، وبصيرتهم ثاقبة. لقد أدركوا حقيقة العمل الجاد، واهتدوا إلى السبيل الوحيد لشد الرحال المظفر إلى الأقصى، إنه: (جيوش متوضئة مجاهدة، يعد عدتها أمير المؤمنين، لتزحف تحت راية العقاب)، فتكسر قيود المسجد الأقصى، وتعيده طرفا محررا في خط البراق مع المسجد الحرام. وتحرر جميع الأسرى دفعة واحدة، وتحرير الأرض المباركة في جولة واحدة، وتنطلق بعدها لتحرر باقي بلاد المسلمين المحتلة، ثم حمل دعوة الإسلام إلى العالم أجمع رسالة هدى ونور، عن طريق الجهاد في سبيل الله، من فلسطين الشام، من عقر دار الإسلام. هكذا فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهكذا فعل صلاح الدين رحمه الله، ولنا فيهم والله الأسوة الحسنة".

أيها الناس: هذا هو السيف الذي يشبه السلاح الذي أشهره عمر رضي الله عنه لتحرير بيت المقدس أول مرة، وأشهره صلاح الدين رحمه الله لتحرير الأقصى ثاني مرة، ولم يشهره أحد في وجه الغاصبين منذ مائة عام!! نجرده اليوم من غمده وننادي في المسلمين:"من يأخذ هذا السيف بحقه؟"،

 وأضاف عميرة أيها الناس: سيبقى هذا السيف قريبا من المسجد الأقصى، في عهدة المكتب الإعلامي لحزب التحرير/فلسطين، ينتظر صنو أبي دجانة، كي يرسل في طلبه ويأخذه بحقه، ويطلق شرارة حرب التحرير، ثم تُجرد بعد ذلك سيوف المسلمين جميعا من أغمادها، وتُخرج الأسلحة المكدسة من مخازنها، والطائرات من عنابرها، والدبابات من مرابضها ومواضعها، لتقوم الجيوش بواجبها بعد طول سبات وتقاعس، فتحرر الأقصى والأسرى، وتحرر البشر والشجر والحجر، وسلم "السيف العهدة" إلى أعضاء المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين، الدكتور ماهر الجعبري، الأستاذ علاء أبوصالح، الدكتور مصعب أبو عرقوب، والمهندس باهر صالح، وسط تكبير الحشود ودعاؤهم بالنصر والتمكين.