الترف العاصمي ...

* كثيرة هي الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين خاصة الذين يطالبون بالقسمة العادلة في السلطة والثروة أسوة بالمركز أو بالولايات صاحبة الحظوة.

* منطقية الأسئلة التي سأطرحها لاحقاً جعلتني أتفق تماماً مع المهمشين منها عدم العدالة في التعليم وفي العلاج، وفي المعاملة، وفي فرص العمل، وفي تبوؤ المناصب الحكومية وغير الحكومية، وفي نوعية العمل نفسه، وفي الترقيات بالتأكيد.* المناصب العليا في الغالب يستحوذ عليها أبناء المركز والوسط بينما الدنيا لأبناء المناطق البعيدة وهذه ليست قاعدة فهناك شواذ نالوا حظهم من أبناء المناطق النائية ولكنهم قلة.

* التعليم المحترم لأبناء الوزراء والمسؤولين لا يماثله ولو بنسبة 1% تعليم أبناء العمال أو المزارعين أو الرعاة فقط لأن أبناء السياديين يمتلكون المال فيما أرهق البسطاء بالضرائب وفقدوا حق التعليم المجاني.

* كثير من صور وتقارير صحافية أوجعت القلوب بكشفها لحال مدارس بلا أسوار، يجلس طلابها أرضاً في عز الشتاء القارس، حفاة شبه عراة، جياع، بينما نجد أبناء المسؤولين والأغنياء وغالبهم من الموالين للنظام توفر لهم فاره السيارات ولا يدرسون إلا في أغلى المدارس، وهو ما دعا لطرح السؤال المنطقي جداً، ما الأسباب التي تجعل نجل وزيرة يمتطي الفارهة ويتعاطى المخدرات وينجو من السجن أكثر من مرة، بينما يجلد أبناء الفقراء ويمنعون من الحضور للدراسة لعدم تمكنهم من سداد مبلغ (الخمس جنيهات) التي فرضتها عليهم المدرسة نظير وجودهم في مدرسة تفتقد لأبسط مقومات التعليم. * عدم عدالة في كل شيء، مؤسسات الدولة الأكثر تمييزاً هي التي تضع أبناء (المصارين البيض) في الواجهة.

* وهنا تقفز الأسئلة الحقيقية، ما هي الأسباب التي تجعل الإنقاذ تستمر ولا يزال الغالبية يعتقدون أن البديل للإنقاذ هو الفوضى؟؟

* والفوضى لا تعني بالضرورة الأسلحة المنصوبة على السيارات المدرعة التي تجوب الشوارع، بل الفوضى أن يجلس الطفل في مدرسة بلا مقعد وبلا كساء، والفوضى أن تخرج من المنزل الى العمل بعزيمة وأنت لا تملك ثمن عودتك للمنزل.

* العنصرية في طريقها أن تترسخ في دواخلنا بفعل الحكومات المتعاقبة، ولكنها الآن زادت عشرات المرات قد تكرس لحقد وكراهية بين أبناء الوطن الواحد.* المواطن وحده القادر على تغيير هذا الواقع بوعيه والتأكيد على ضرورة تمتين الوحدة الوطنية، ومن قبل وضع الرئيس بمراجعة المحسوبية داخل الخدمة المدنية وقطع بأن لا يكون هناك (أولاد مصارين بالبيض) ولكن ها هي العطاءات على مستوى محلية تكشف حقائق مذهلة شخص واحد ينتمي للحزب الحاكم يمنح تصاديق بألف دكان، ماذا لو وزع هذا العطاء على الجميع وفي العلن، وهذا غيض من فيض والأيام كفيلة بالكشف عن فضائح أخرى تؤكد أن المحسوبية قائمة وأن (أولاد المصارين البيض) مسيطرون.. وسوف تصفو الليالي بعد كدرتها، وكل دور إذا ما تم ينقلب.

 

الجريدة

وسوم: العدد 677