أيها الحكام أعلنوا وفاة جامعتكم والشعوب العربية على استعداد لتشييعها بالملايين الى مثواها الأخير
اعزائي القرّاء
لم اشعر يوما ان هذه الجامعه هي جامعة تناسب شعوبنا فهي جامعة حكام نشأوا يوم تأسيسها في حضن بريطانيا أصلا فأسست لهم جامعه على قياسهم. ومازلنا نتوارثها فشلا اثر فشل ومؤامرة اثر موءامرة وتحليلاً لاحتلالات اثر احتلال .. وإذا زدنا على ذلك شتائمهم في مجالسهم ثم تدخل بعضهم لإنهاء خلافاتهم بتقبيل خشوم بعضهم لإنهاء خلاف استراتيجي لعرفنا كيف تدير هذه الجامعه قراراتها .
انها باختصار جامعة أنظمة لتحليل قرارات اجنبية واحتلالها لبلداننا وما العراق العربي عنا ببعيد .
اعزائي القرّاء ..
أُسّست هذه الجامعة في نيسان عام 1945، وظنّت شعوبنا أن ثمة مؤسسة إقليمية عربية قد تأسست لتكون الإطار الجامع للدول العربية والخطوة الاولى لتأسيس وحدتها . إلا أن التجربة التاريخية لهذه الجامعة أثبتت فساد هذا الإطار وعجزه عن تحقيق أي هدف من الأهداف الموضوعة له. فهو لم يسجل نقطة نجاح واحدة على مدار العقود الطويلة الفاصلة بين تاريخ تأسيسها وحتى هذه الساعة.فهي لم تنجح في كبح جماح «الكيان الإسرائيلي» في اعتداءاته على الأراضي والمياه والحقوق العربية، كما لم تنجح أيضاً في حلّ أي من الخلافات التي وقعت بين الدول العربية، إضافةً إلى عجزها الفاضح عن تطبيق كل الاتفاقات والبروتوكولات التي وقّعتها، وخصوصاً ما تعلق منها بالدفاع العربي المشترك.
ولكن اهم فشلها هو اختلاف دولها على ابجديات الوطنية العربية حتى اصبح في عهدها ملالي طهران أشد وطنية من الشعب العربي السوري ورموزه التاريخيين .
وأصبح في عهدها قتل الشعب السوري والعراقي محللاً
وأصبح في عهدها قصف الشعب السوري بكل طائرات العالم واستعمال كل انواع الاسلحة ضده أمرا طبيعيا .
ورغم كل ذلك تجد هؤلاء المحللين لذبح الشعب السوري يجلسون في مقاعد الصفوف الاولى في هذه الجامعه ويلقون الاحترام من زملائهم الآخرين . فإذا كان هذا التناقض الكبير والجوهري بل هذا الخلاف الذي يذلذل كل نظامها الداخلي ويجعله مجرد قصاصة ورق في سلة المهملات لم تستطع ان تحسمه لصالح الشعب السوري العربي والوطني ضد طغمة قاتلة خائنه فاسدة وضامنة للكيان الاسرائيلي فماذا بقي اذن من هذه الجامعه ؟
انها باختصار جامعة لحكام يساندون بعضهم بعضا ضد شعوبهم للمحافظة على كراسيهم المهترئه لا جامعة شعوب عربية .
ولهذا مدلوله العميق في الفشل الفاضح الذي لازم الجامعة عبر تاريخها.
انها جامعة دول لا تتخذ قراراتها إلا بالإجماع عن عمد لإفشالها في وقت يتوزّع العالم العربي على محاور إقليمية ودولية تجعل الوصول إلى الإجماع أمراً مستحيلاً.
إننا نرى ضرورة وضع ملف كامل حول هذه الجامعة تستكتب به أقلاماً عديدة تشرح وضع الجامعة الفاشلة وإظهار أسباب فشلها، إضافةً إلى دراسة المسار التاريخي للعالم العربي منذ نيسان 1945، والوقوف على تأثير هذا المسار في أداء الجامعة، إضافةً إلى العيوب البنيوية في الجامعة نفسها.
كل ذلك من أجل ألا تتكرر مأساة العالم العربي بجامعته، المأساة التي أخذت تستولد مآسٍ تأخذ برقاب بعضها البعض.
اعزائي القرّاء ..
مسؤولياتنا جميعا وخاصة مسوءلية مفكري امتنا وكافة المثقفين الوطنيين العرب مهمة اجلاء الحقائق ليقوم الجميع ولو لمرة واحدة في اجراء دراسة لعملية نقد علمية موضوعية بعيداً من العاطفة والنزعة الرومانسية حتى نتمكن التعلم من دروس التاريخ فيحترمنا هذا التاريخ، بدل أن يحتقرنا لقلة إدراكنا لأسباب نكباتنا، وبالتالي لا يتعرف إلينا إلا مهزومين مطأطئي الرؤوس بل مجموعة من الشعوب يقودها حكام خونة.
وسوم: العدد 678