بساتين الألوان...
كانت لحظات ممتعة وشيقة تلكم التي جمعتنا بالفنان التشكيلي العالمي الدكتور راشد دياب.. سفير البيئة الذي تم اختياره ضمن ستة عشر سفيراً من مختلف دول العالم، من أنجلترا إلى جانب اختياره سفيراً للسلام من قبل دولة اليابان. الحديث مع راشد دياب لا ينتهي، والإبداع يبدأ منذ دخولك منزله العامر بالعمارات، حيث تشاهد وتلمس الجماليات في الحديقة، والمرسيم والمجسمات والمكتبة واللوحات التي تذيب الجداريات، محاور الحديث تناولت بداياته مع الرسم وفكرة المركز والهدف، إلى جانب السياحة ما بين الخرطوم ومدريد والغناء والطرب والرياضة، وبساتين الألوان.. الحوار الوطني والنداء للتوقيع على خارطة الطريق وموضوعات أخرى نطالعها معاً.
حوار: هاشم عثمان
*متى أمسكت أناملك الريشة والألون؟
- بدأت الرسم وأنا طفل صغير، منذ اقبلت على الحياة، وكان يهمني محل الرسم و(الناس البرسمو زي ديل أقابلهم وين)، ويومها لم تكن هناك نافذة، كان في أسواق خيرية بتتعرض فيها اللوحات (الموجود كان الشغل بتاع التريكو)، لكن ماكان في اهتمام بالفنون إطلاقاً، وفي المرحلة الثانوية كنت دائماً بكون رئيس جمعية الفنون حتى دخلت كلية الفنون الجميلة، وافتكر أنني سأجد فيها المكان المناسب على الأقل مكان يدرس الفن، لكن بعد ذلك السقف بتاع الطموحات زاد.
* مركز راشد دياب أحدث حراكاً ونهضة كبرى في ثقافة الفن التشكيلي كنافذة فنية وثقافية اجتماعية، ويعتبر سفارة للفن خارج البلاد من أجل خلق نوع من التلاقح؟
- المركز فكرته كانت فلسفية أكثر منها فكرة عادية، كنت أتمنى أشوف مكاناً مخصصاً للفن في السودان، وبحثت في كل المدن السودانية ولم أجد لا صالة عرض ولا متحف، ووجدت من الضرورة قيام المركز، وكنت حينها أعمل أستاذاً في جامعة مدريد للفنون في اسبانيا، والمركز يقوم بالجهد السوداني، فكل العمارة الموجودة بداخله سودانية وحتى العمالة، ولدي تجربة أريد تعميمها عبر المركز على الأخوة المهندسين بأن السودان بلد يمتاز بشمس ساطعة طوال اليوم، لذا عليهم أن يعتمدوا على الإضاءة الشمسية الطبيعية دون المصابيح الكهربائية في أوقات النهار، وإذا كانت هناك مكاتب لم تدخلها أشعة الشمس، فهذا يعني بأن هناك خطاً كبيراً في التصميم الهندسي، وبالمناسبة من الأشياء التي تثير القلق العام التعرض للمصابيح الكهربائية في المكاتب والمنازل طوال اليوم
*فلسفة المركز؟
فلسفة المركز تقوم على تطوير المواعين الثقافية، حيث لا يوجد اهتمام بالثقافة (وبلد مافيهو ثقافة معناها بلد حيوانات)، لأن الثقافة متصلة بالإنسان.
ولدينا كورسات خاصة بالشباب والأطفال، والمركز ملتقى للمبدعين ليقدموا خلاله أفكارهم، والمساحة لذلك موجودة والمسرح موجود والهدف الأساسي هو تطوير واستمرارية الهوية والثقافية السودانية.
ونبعت في مخيلتي فكرة نشوء ثقافة سودانية، بحيث يكون الفن هو الشغل الأساسي كمنهج في التفكير للدارسين بمجال الفنون، وبحثي في هذا الشأن كان عن مكان التقي فيه بالمبدعين والإبداع، وأشوف الكلام البتقال عن الفن، هل تحول الى حقيقة جمالية من ناحية عمارة وتشكيل وتصميم.. ومن ناحية أثاثات أم لا.. وفي ذلك كنت أرى الثقافة الجمالية خاصتنا في السودان، ثقافة غير مرئية، ثقافة نظرية، تتكلم عن ثقافة السودان وهمومه والغريب معظم الناس ما بشوفوها خاصة الأجيال الجديدة التي لم تتعايش مع التجربة التقليدية في الفنون بصورة مباشرة، سيما الفنون الشعبية لأنها يكتفون بمشاهدتها من خلال رقص بعض الفرق وهم مغيبون عن تلمس فن التشكيل والعمارة والعمارة السودانية الحقيقية
*هل العمارة السودانية راسخة في القدم؟
- السودان يتميز بخبرة جمالية عالية في الفنون العربية والافريقية، ورغم هذا تفتقد العاصمة السودانية الخرطوم الطرح الجمالي والسياسي المطروح أو الإسلامي، لأنه لم يظهر على الفعل الحضاري والجمالي وهناك قلق.
*مقاطعة.. قلق من ماذا؟
- القلق مصدره انعدام الوسائل الخاصة بالترفيه بصورة مباشرة ماعدا الغناء، والذي أصبح مكرراً وليس هنالك أذن تعودت على سماع الجديد، والزمن الحالي هو الزمن الجميل، واسوأ مقولة أن الزمن الجميل كان زمان، فاليوم نحن في عصر التقنية الحديثة في كافة المجالات.
*مابين حاضرة الجزيرة الخضراء ومدريد هل تحشد صور حياة للناس والأماكن والأماسي وشذى الذكريات؟
- الفنان هو حلقة الوصل وهو يمثل ضمير المجتمع في أي مكان كان، والتواصل بين السودان وأسبانيا يأتي في سياق قضية مشتركة في البحث عن جمال النفس وإخراجه، وهو عملية ابداعية صعبة، والتجربة بين السودان وأسبانيا مختلفة تماماً، فأسبانيا بلد فنون وثقافة وتعتمد في دخلها القومي بنسبة 40% على السياحة القائمة على الفنون والمتاحف والمعارض والأزياء، وهذه لا تتوفر في السودان فنحن (معسمين) وغير منفتحين، ونحن مسلمون وعارفون أسس الحضارة الثقافية الإسلامية.
*أسبانيا أصبغت عليك نوعاً من الطاقة هل قمت بتفريغها في المركز؟
- الطاقة موجودة وحباني الله بقدرة عالية في التركيز على القضايا التي تدفع وتطور البلد، ومشكلة السودان هي مشكلة ثقافة في المقام الأول، وكل الجهل السياسي ناتج لعدم تعزيز الثقافة في السياسة، والسياسيون ماعندهم قدرة على الوعي أو إدراك أهمية الثقافة، والثقافة ليست بالضرورة أن تكون في النحت والشعر، الثقافة لديها القدرة على التحليل لأنها بتجمع عناصر جديدة، ومن أجل إخراج شيء جديد ومختلف، ونحن شعب ما بحتمل الاختلاف ولا النقد، والشيء غير المألوف ولو( قعدت براك يقوليك ليه قعدت ولو سكته يقوليك ليه سكت)، فنحن شعب مزعج لا يحترم وجود الفرد، وعايزين كل الناس يكونوا دكاترة ومهندسين، وبقت المواهب تضيع في اتجاهات ثانية في غياب كثير من الأشياء التي يحتاجها المواطن، وعليه يتجه الإنسان الى الإنسان الآخر، ويشكلون وحدة بفتكر أن السودانيين مترابطين في المجالات التي تقوم على الحاجة الشخصية.
*من خلال وجودك في أسبانيا الشوفتو كثير في الذاكرة في الملامح عربي وفي الجمال أسباني؟
- أسبانيا حكموها العرب لفترة 800 سنة والوجود الإسلامي كان ومازال محل اعتزاز من قبل الأسبانيين، ويتجلى هذا في الملامح الموجودة مثل قصر الحمراء وقرناطة ومازالت الكلمات العربية مؤثرة في أسبانيا وأثر الإسلام موجود في كثير من الأشياء، أهم حاجة وجود العمارة الإسلامية والقلاع وعبرها يحترم الأسبان دور الثقافة العربية والإسلامية في نهضة أسبانيا واوربا بصورة عامة.
*الفنان راشد دياب ينتمي الى حزب الإبداع أم لديه اتجاه آخر؟
- ليس لدي اتجاه آخر أبداً.. وواجهت مشكلة الاستقطاب السياسي وأنا طالب في كلية الفنون الجميلة، والحقيقة أنا عملت مجهوداً كبيراً أن لا انتمي لأي حزب، لأن الأحزاب تقوم على العشيرة وهي نوع من الشلة، وفهمهم أنت كنت مستقل لا تتوفر لك الحماية، وأقول حمايتي هي في إبداعي ورفضت أن أكون في حزب وحصلت لي مشاكل وعداء كبير جداً مع الأحزاب حتى الشيوعيين، ماكانوا راضين عني والأخوان المسلمين.. ومع تقديري لهم إلا أن الفنان ملك للشعب ومفترض أن يكون قومياً لأنه سلطة أعلي من السياسة.
*الفن في مفهومك؟
الفن هو معرفة عامة يتشكل بخلاصة تجربة تؤدي الى نتيجة نهائية في كيفية تطور الثقافة السياسية نفسها، ونريد أن نخلق فكراً سياسياً سودانياً لا يأتينا من أفكار كلها منقولة من الخارج ... الفن هو وسيلة اتصال بين الناس خاصة في المدن، والفنان يحاول نقل العواطف والشعور الى الآخرين عشان ينمي فيهم الإحساس الجميل، ودا بيحصل في الغنا وليه دا ما يحصل في التشكيل، أنا بصمم عمارة وأثاثات وعايزين نحافظ على العملة بتاعتنا، شوف الناس بتصرف الآلاف من الجنيهات على الكماليات في السودان، في ناس بيسكنوا في قصور ضخمة جداً، وماعندها استعداد اتجاه المسؤولية الاجتماعية عشان كدة السينما ضعيفة والمسرح ضعيف.
ورأس المال في السودان جاهل ولا يوجد رجل أعمال عمل مسرحاً.
*عين تالتة على العاصمة الخرطوم؟
الخرطوم دي فيها فوضى رهيبة، والفشل الموجود على مستويات البنيات التحتية، وهذا أدى الى تضخم المشاكل حتى أصبحت مدينة عشوائية، والمدن تخطط لمدة مائة عام، وأنا كمواطن مفروض أعرف أن الخرطوم سنة 2030 شكلها حيكون كيف، الخرطوم اليوم بها انصاف مواهب وليست لديهم رؤية مستقبلية بالتطور، لأنه ماممكن تعمل مبنى في شكل منقول من خارج البلاد في قلب الخرطوم، وهذا عمل وزارة الثقافة، ونطالب وزير الثقافة بمراجعة كل الأشياء المختصة بجماليات المدينة لأن الثقافة هي البحث عن الجمال.
*غياب متحف للفنون؟
طالبنا بتحويل البوستة الى متحف، والآن نناشد رئاسة الجمهورية بأن يسلمونا البوستة لتكون متحفاً للفنون السودانية الحديثة.
*فنانون مثل الصلحي وشبرين مادورهم في جماليات الخرطوم؟
- شبرين والصلحي وشخصي عملنا تصميماً جديداً لإحدى المؤسسات المالية الكبرى، وسعينا الى قيام مجموعة استشارية صممنا خلالها شعار، ولكن التصميم والشعار رُفض، ويجب ألا يُلام الفنانون التشكيليون عن القبح الموجود في المدينة.
*لمن تسمع؟
أنا بحب أسمع للكاشف، وعبد الدافع عثمان، وسيد خليفة، وفي الجيل الجديد مكارم صوتها جميل، وبحب الغنا الفيهو اللحن الجيد.
*ماذا عن الرياضة؟
أنا كنت حريفاً فيها وكنت بجدع الكرة من قدمي سريع خوفاً من التعرض للكسر، وبحب مشاهدة الأقوان، وما عندي انحياز الى أي فريق، ولكن الكرة السودانية عايزة شغل وماممكن تجيب ليك فريق عمره كله بياكل في الويكة، يقعد اسبوعاً في الفندق يأكل جداد، فالجداد عشان يخش في الجسم داير ليه وقت، لازم يكون في نوع من الإعداد المبكر واللاعبين السودانيين حيلهم ميت، ونحن لا نفتقر للمواهب ولكن نفتقر للإعداد المبكر.
*ملاذات تلجأ اليها في أوقات الفراغ؟
- ماعندي فراغ أبداً وما حصل حسيت عندي فراغ، وفي أي وقت بكون برسم والآن بين يدي مشروع خمسة كتب شغال فيهم في وقت واحد، ووقتي مليان الأربعة وعشرين ساعة، ولما ما بكون برسم بفكر في الرسم، ومكتبتي مليانة بالكتب، وقراءتها تحتاج مني الى سنوات
*أنت فايت أندادك بالفكرة؟
- أنا طموحي زائد وقدر ماتنجح يولد لك أعداء لنجاحك، وهذا ناتج من حبي لعملي والقلق الإبداعي في مجتمع مثل السودان مكلف جداً، ومن هنا أقدم التحايا لكل الفنانين التشكيليين ونحن ماعندنا رجال أعمال يقدرون الفن في اللوحة والفكرة، انا بتكلم من مستوى بتاع فهم لأنهم غير ملامين نحن لابد أن نعيد تذوق الفن كمادة تدرس في المدارس، ويوجد هروب من القنوات في استضافة التشكيليين وأطالب بمعاش للفنانيين، لأن الفن ماباكلهم عيش، مفروض الفنان يعالج مجاناً مش بعد يموت يعملوا ليه جائزة باسمه.
*راشد دياب يتميز بزي قومي جاذب هل تقوم بتصميمه؟
من الستينيات بدأت تيارات عديدة تعطي تصوراً بأن السودان بلد افريقي عربي في الناحية الشعرية، وكان هنالك مجهود من الناحية التطبيقية إلا أن المحتوى ضعيف وأنا جمعت بين الثقافة العربية في الجلابية السودانية والتصميم الافريقي، ونحن في السودان معسمين وبعض الناس لديهم اعتزاز بالجهل.
*أنت فائت أبناء جيلك بفكرك وطموحاتك؟
- أنا طموحاتي عالية جداً ومكلفة، وعشان الواحد يحققها لابد أن يتعب وكل ما تحقق نجاح يكثر أعداؤك وطموحك، هذا ناتج من حبك لعملك وأنا وجدت نفسي في الرسم والتلوين، وهذا المجال البلقى فيهو نفسي ولمن ارسم بقعد ساعات طويلة برسم دون ملل، وبتكون معاناتي في اللوحة ذاتها ما مع الآخرين، والقلق الابداعي في مجتمع كالسودان مكلف جداً وأنا بقدم تحية لكل الفنانين التشكيليين لأنهم يرسمون ولا يجدون مكاناً لتسوق لوحاتهم، وعندنا رجال أعمال ما بفهموا الفن في اللوحة وبيعملوا بيوت تكلف ملايين الدولارات ويستخسروا شراء لوحة لمائة دولا ر تلقاهم خاتين لوحات فنية من خارج السودان، وبعضهم بيجيب القارورات تلقى فيها (تنين) والسودان أصبح مكاناً للتنانين نحن لابد أن نعيد التعلم على تذوق الفن.
*الفن التشكيلي طارد؟
- يوجد هروب من القنوات للتحدث عن التشكيل في السودان، وتذوق الفن بؤدي الى الإنتاج الجيد وبيئة العمل الصحيحة، وفي العالم يأخذون الأطفال الى جولات في المعارض والمتاحف، ومفترض يكون عندنا متحف لحسن عطية والكاشف، (نشوفهم كانو بياكلو شنو ويلبسو شنو)، وبيوتهم ذاتها تتحول الى متاحف.
وبعدين حكاية تمشي للفنانين في بيوتهم بالليل وتشيل خروف تخلعهم، دا كلام ما بنفع، وهل أنت عامل حصر لكل الفنانين والمبدعين المحتاجين، أنت بتعمل مؤسسة تراعهم بصورة صحيحة تعطيهم معاشات، لأنهم لا يتعيشوا من الفن بتاعهم، وحتى الشعراء ما بيعشوا بشعرهم، لازم يكون في معاش واحترام لهم لماقدموه للبلد، ودا عايز بحثاً موضوعياً وإبداعياً ومنهجياً.
*تعدد القبائل السودانية أثرى الساحة الثقافية؟
هذه المقولة صحيجة لأن في السودان أكثر من (500) قبيلة، وكل قبيلة لديها فنانوها وثقافتها وأشعارها، مفترض تجمع هذه الثقافات في بوتقة واحدة .
*كيف يبدو راشد دياب في حضرة الجمال؟
- الجمال دا خبرة ويوجد نوعان من الجمال جمال نفعي وجمال غير نفعي.. والجمال النفعي المباشر عندما تعمل كباية مزركشة ما حتشيل موية زيادة عن الكباية العادية، لكن لمن تستمتع بعينك وتشرب بكون عندك متعتين والمتعة الثالثة في الملمس، الفن هو براعة في إثارة الانفعال لدى الناس، والجمال ولد مع الإنسان وربنا خلقه في أحسن تقويم والإيقاع الداخلي بتناسب مع إيقاع الكون، والفنان هو وسيط بين الإنسان والكون، ويوصل الحس العالي بتاع الوجود ودي بيعملها الشاعر، والجمال شيء مشترك، والفنان هو مجنون منظم لأنه بيعتمد على أشياء غير موجودة، والفنان يختزل الحياة كلها في اللحظة البضرب فيها اللون على اللوحة، لذلك لوحته تكون غالية إضافة للفن الذي يمثل سلعة، والقيمة الجمالية ليست في ارتفاع قيمة الأثاث وإنما روعة تصميمه، كيف تحسس أسرتك والآخرين أنك منتمٍ للوطن، وكل أثاثاتك وتحفك مستجلبة من الخارج، كنت أتمنى أن يكون في تصميم خاص لثلاجة سودانية ونحتاج الى وعي عام.
*بتشاهد فضائيات؟
في رمضان كنت بشاهدها لكني زهجت من الغناء الكثير، ومرة بشوف نشرة الأخبار لكن صعب أقدر أتابع لأن القنوات معسمة وموادها ممجوجة ومكررة، يجيك المذيع يقول ليك الآن نرتاح مع الأغنية الفلانية طيب إذا كنت تعبان من مستضيفك جايبو ليه ؟ ...
*في عالم الألوان برضو بتلقى الخمول والكسل؟
الألوان مكملة لحاجة مهمة جداً الإنسان عندما يصحى من النوم بيفتح عينه وهو نائم، بيحلم وبشوف الألوان، وعندما يصحى بتختفي هذه الألوان وبتظهر ليه ألوان أخرى، وهذا أيضاً حلم، لكنه حلم ثابت والألوان بتسجل ليك الحاجات من حولك، اللون والشكل بيؤثر وفي طبيعة الأشياء وهم البيعطو الصورة واللون الأحمر بيصل سريع، وكل لون عنده درجة إحداثية معينة، وتكرار اللون يمثل علاقة ودية بينك وبينه، وكل لون لديه درجة إحساس وشعور معين حسب الكثافة بتاعته وفي الحياة يوجد ثلاثة آلاف لون، ولكننا لا نرى غير ثلاثة الى خمسة ألوان، وهي بتساعد على صفاء الذهن، وتوجد الوان محرمة في التاريخ مثل اللون الأحمر، الذي كان يستخدموه الملوك فقط، وبفتكرو أنه يعطي إحساساً بالعظمة.
*الحب أياً كان هل هو حاجة جمالية؟
- للحب درجات وبيختلف إذا أخذته من ناحية فلسفية، الحب يعتبر حالة وجدانية مامعروف مصدرها وين هل نحب المرأة لجمالها أم لروحها، فالانطباع الأول للجمال، والشكل والجمال متصل بالروح، وزول ماعنده روح ما بتقدر تحبه حتى لو كان شكله أجمل شكل في الدنيا، لكن الحب النفعي يطلق عليه حب التأمل للأشياء بدون أن تكون ملكاً لك كمشاهدة لوحة تستمتع بها، لكنها ليست خاصتك، فالحب ظاهرة إنسانية بحتة، فالحيوانات بتحب بغريزتها لكن الإنسان لديه حب امتدادي وتجد شخصاً يحب الآخر حتى يموت.
* أنت إنسان مرهف الحس في التقييد بالمواعيد؟
المواعيد دي دليل لاحترام الإنسان لو احترمت إنسان بتجي في مواعيدك، ولو ما احترمته افتكر الشعوب ما بتتطور إلا تحافظ على الزمن في مواعيده.
*بعض الشعوب بقولو إذا أردت أن تراقص النمور لابد أن تلاعب الذئاب؟
- هي رمزية للتدرج وتوجد أمثلة كثيرة في العالم فهمها صعب شديد، فالإنسان بطبعه يبحث عن الحاجات الموجودة لديه، وإذا أردت أن تكون أنساناً ناجحاً لابد أن تبدأ من الصفر، ولا تعتمد على غيرك ولو واجهت الصغير حتواجه الكبير، وهناك مقولة وهي لا يمكن أن ترى إلا اذا كنت في مكان عالٍ، أنا شخصياً بقدر اي وزل بيحسدني وبفتكر دا بنبهني لأشياء غائبة عني، ومفروض أكون أكثر تسامحاً وما عندي حقد على أعداء
*علاقتك بالمطبخ؟
- بحب المطبخ وتصميم الأكلات يعتبر فناً ولو جبنا الويكة وختيناها في لقمة صغيرة وختينا ليها زيتونة وشوكة تعتبر اكلة رائعة، وفن الأكل والطبخ كلها فنون متصلة مع بعض، هناك أناس معسمين وما بساعدوك في الرؤية، وهناك ناس متعتهم الحقيقية الشاي بالنعناع.
*انت لو عايز تعمل لينا طبق ماذا تقضل؟
- أنا بحب سلطة الأسود وبعملها باشكال مختلفة مرات أسود بالثوم، ومرات بالزبادي، والحاجة الثانية بحب ملاح التقلية، لمن يكون مظبوط، والأكل السوداني الأساسي جميل
*الحوار الوطني هل سيسكت أصوات البندقية؟
- الحوار الوطني مهم وهو يشكل حركة جديدة في السياسة السودانية، والسودان للجميع وهو خط ثقافي، وامتداد لفكرة جميلة جداً، وهي المشاركة الفعلية في القرار من الشعب، وهو مستقبل السودان والحوار دا لو ما نجح السودان ماعنده مستقبل.
*نداء لخارطة الطريق هل هو في الطريق الصحيح؟
- نداء خاص جداً لكل الناس البيحملوا السلاح ويتقاتلوا كفانا موت وألم وجراح، البلد أصبحت لا تحتمل وبنادي الشعب السوداني كله يكون مسؤولاً عن تحقيق السلام، ونقبض كلنا بأصابعنا العشرة على طموحاتنا بالوصول الى السلام والحرية والحق والديمقراطية والجمال.
وسوم: العدد 681