رسالة إلى قادة الفتح والأحرار والأبطال
قال تعالى عزّ من قائل ( وأذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ، تخافون أن يتخطفكم الناس ، فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ) ٢٦ الأنفال
إلى الأبطال الذين اقتحموا مدرسة المدفعية أحد حصون الطائفة المدحورة بإذن الله تحية وتهنئة مباركة
ونصيحة إلى جيش الفتح وإخوانه من الفصائل الأخرى من الحر والأحرار ولكل الأبطال أقول :
إخواننا وأحبابنا جميعا :
- كنتم وأنتم تحاربون كان هناك من يدعو رب السماء قائلا : اللهم ثبت أقدامهم ، واحقن دمائهم ، وصن أعراضهم ، فحقق اللهم الأمال ، فتذكروا قول الرب الجليل ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) ١٧ الأنفال
إن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه عليه السلام ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ١٧ الأنفال
- في معركة اليرموك امتلأ وادي الياقوصة بالرؤوس ، قال سيدنا خالد رضي الله عنه آين فلان ؟؟ قالوا هناك على التلة رافعا أصبعه يدعو ، قال خالد رضي الله عنه ( إن هذه الأصبع أحب إلي من ألف سيف )
كان لساننا يردد يا الله نصرك الذي وعدت به المؤمنين .
- بعد الانتهاء من صلح الحديبية وفيها بنود ظنها بعض المسلمين مجحفة ، ولكن النبي القائد العظيم عليه السلام ركب ناقته وهي تقفز به على رمال الصحراء وهو يتلو ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ١ ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر ٢) الفتح ، ويسأل الصحابة رضوان الله عليهم ، يارسول الله أفتح هو !!؟
فيجيب النبي العظيم صلوات الله عليه نعم أنه فتح
في إحدى معارك مسلمة بن عبد الملك استعصى حصن على المسلمين ، طاف أحد الجنود حوله حتى وجد ثغرة بطول شبر يخرج منها الماء لملم الجندي المسلم نفسه وحشر جسمه في هذا السرج المائي حتى استطاع الدخول ، كبّر وفتح باب الحصن على مصراعيه واختفى بين الجنود ، أراد القائد أن يعرف اسم من فتح باب الحصن ، وقال أقسمت عليه أن يعرف بنفسه ، جاءه جندي قائلا أيها القائد ان الذي فتح النقب له شروط ليعّرف بنفسه :
- أن لا يوضع اسمه في سجل المكافأت - أن لايرسل اسمه إلى أمير المؤمنين عمر - أن يظل اسمه مطويا مجهولا
رضي القائد ، فقال الرجل أنا صاحب النقب ، فكان القائد كلما صلى رفع يديه إلى السماء قائلا : اللهم احشرني مع صاحب النقب ، لأن الإسلام علمه ( فاستبقوا الخيرات ) ١٤٨ البقرة
تعهدهم فأنبتهم نباتا كريما طاب في الدنيا غصونا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة
يدكون المعاقل والحصونا
وإن جنّ الظلام فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا
- أيها الأبطال في جيش الفتح والحر والأحرار ، وفي كل فصيل ثائر شارك في اقتحام مدرسة المدفعية :
رأيتم بأعينكم كيف نزل نصر الله عليكم ، فلا تنسوا ذكر الله ، انصروه دائما ينصركم ويثبت أقدامكم .
- ياإخواننا لاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وقاتلوا كما يحب الله ويرضى ( إن الله يحبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) ٤ الصف
- لاتختلفوا على الغنائم ومن حازها ، تذكروا قول الرب ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ٧ سورة محمد
- الآن وغدا وبعد غد مظاهرات التأييد لكم في كل أنحاء العالم الإسلامي ، فلا تختلفوا ،
ورب السماوات والأرض يعرف المخلصين من الأدعياء ، نحن لم نحارب لكن دعونا ، ورب داع لا يرد .
- ياأحبابنا إن نصركم هزّ الدنيا ، فلا تدعوا فرجة للشيطان بينكم ، اقرأوا سورة الأنفال على مهل ، فأنتم تقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وقد كان .
- كونوا كما قال القائل :
كونوا جميعا يابني إذا أعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
- كونوا كما قيل : يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع ، فلا تختلفوا من أجل غنائم فانية ، إن اسمكم سجّل في سجل الخلود فلا تهبطوا إلى مستوى الرعاع
- ياإخواننا لا تأخذكم نشوة النصر ، لا تقصوا أحدا ، لا تغتروا ، لا يصيبكم الزهو والغرور ، ظلوا دائما جنودا مجهولين
- إن نبيكم عليه السلام الجريح في أحد يسيل دمه ولا يوقفه إلا ممرضة عظيمة هي فاطمة رضي الله عنها فتضع قطعة قماش على الجرح ، وينتزع أبو عبيدة الحلقتان من صدع المصطفى عليه السلام ، ويقوم طلحة بالنبي ، فيقول عليه السلام ( أوجب طلحة ) أي وجبت له الجنة ، ويقف النبي صلى الله عليه وسلم في سفح أحد يصلي قاعدا والصحابة به يقتدون وهم قعود ، تمثلوا أيها الأبطال وأنتم على أبواب حلب ، تمثلوا وصية نبيكم عليه السلام ، نبي الرحمة أوصى بها عبد الرحمن بن عوف عندما أرسله إلى قبيلة كلب النصرانية فقال ( اغزوا جميعا في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فهذا عهد الله وسيرك نبيه فيكم ) سيرة ابن هشام
- اعملوا بوصية الصديق رضي الله عنه ( لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقنلوا طفلا صغيرا ، ولا شيخا كبيرا ، ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله ، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم ....... اندفعوا باسم الله ، وقاتلوا باسم الله
- احيوا بينكم مبدأ التشاور ، إن مولانا يقول لنبينا العظيم محمد عليه السلام ( وشاورهم في الأمر ) ١٥٩ آل عمران ووصفت الأمة المحمدية بأنهم ( أمرهم شورى بينهم ) سورة الشورى ٣٨
يجب أن ندوس مبدأ الاستبداد بالرأي ، وكلمة أنا وبس !!!!!
ياقادة جيش الفتح ، أيها المجاهدون ، أيها الأحرار ، أيها الابطال الدنيا تحييكم وتهنئكم ، فاصمدوا ولا تدعوا للشيطان عليكم سبيلا ، مشواركم طويل : مع المظلوم حتى ينتصر وعلى الظالم حتى ينكسر
ردووا بقوة الله أكبر عند الصدام
الله أكبر فوق كيد المعتذي والله للمظلوم خير مؤيد
والله أكبر والعاقبة للمتقين
ونصرك ياقدير
وسوم: العدد 682