مؤتمر الشيشان: فرصة لتغيير خارطة الصراع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
"مؤتمر الشيشان" أصبح علما على المؤتمر المشبوه الذي انعقد في الفترة من 25- 27 من شهر ذي القعدة 1437 الموافق 28 – 30 من شهر أغسطس 2016، في العاصمة الشيشانية جروزني، و تحت عنوان : "من هم أهل السنة والجماعة؟ "
هذا المؤتمر عجيب من كل جوانبه، المكان، الزمان، المشاركين،، وأعجب العجب، الجهة الراعية لهذا المؤتمر، الرئيس الشيشاني، المعروف بالولاء التام المطبق للنظام الروسي الحالي، والذي يعتبر من أكبر أعداء المشروع الإسلامي اليوم.
الفكرة الأولى:
الأخطر في هذا المؤتمر ليست هي القرارات والتوصيات المضحكة التي تمخض مؤتمر بهذا الحشد عنها، بل كونه يكرس العلمانية "الإسلامية" في ثوبها الجديد التي تدعو إليها عدة قوى عالمية، هذه العلمانية تعتبر من أكبر المؤامرات التي تحيق بالعالم الإسلامي اليوم، إذ أنّ المؤتمرين اجتمعوا من بقاع الأرض في هذا المؤتمر المشهود لا لمناقشة القضية السورية، وكيف يمكن إقناع الدب الروسي في الكف عن مزيد من القتل والتدمير، أو لمناقشة دور الاتحاد السوفيتي في مساندة العدوان الإيراني على بلاد أهل السنة،،، أو حتى لمناقشة قضية الإلحاد التي ازداد انتشارها، ولكن لمناقشة قضية "شرعية" لا علاقة لها بمآسي المسلمين، مع أن واقع الراعين لنقاش هذه القضية الشرعية، عداوة الشرع! وبهذا يكون المؤتمر أرسل رسالة صريحة أن الدين ليس له دخل في السياسة، ولا في أحوال الأمة، أو مآسيها، لا سيما إن كان الأمر يتعلق بدماء المسلمين، والاصطفاف مع المشروع العالمي لمحاربة الإسلام المقاوم، فالدين في رأي هؤلاء – وهو هنا نقاش الخلافات العقدية بين السلفية، والأشاعرة، والصوفية – أهم مما يجري للمسلمين في أي مكان وفي سوريا التي جاوز عدد قتلاها مليونا أكثرهم سقط بيد الراعي الأب لهذا المؤتمر. هذه العلمانية "الإسلامية" التي يروج لها النظام الدولي الثلاثي؛ الصهيوني، الأمريكي، الروسي تتخذ عدة صور خبيثة، ابتلعتها أكثر الأنظمة العربية، والإسلامية، لأنها توفر حماية صلبة لأنظمتهم الاستبدادية، إذ بها يقنعون الشعوب بأنها – أي تلك الأنظمة – تحب الإسلام، وتعمل من أجل الإسلام، فهي تقيم بعض الاحتفالات الإسلامية، وتحتفي ببعض الشخصيات الإسلامية، وترعى بعض المظاهر الإسلامية،، فهي إذًا إسلامية !، أما إذا نظرت إلى الإعلام الرسمي أو شبة الرسمي لتلك الدول، وجدته إعلاما يحارب الإسلام وأهله، وإذا نظرت إلى السياسة الخارجية لتلك الدول وجدتها تصب في صالح مشروع الهيمنة الصهيونية- الأمريكية –الروسية على العالم.
وبحسب المنطق الرسمي لهذه الدول، فإن دعاة الإسلام "غير الرسميين" الذين يسيرون خارج أطر الدولة والنظام، هم دعاة فتنة، يجب تحذير الناس منهم، وهم متطرفون، داعشيون فعلا، أو متعاطفون مع داعش، يهيئون الشباب للانضمام لداعش بشكل مباشر أو غير مباشر، فيجب التحذير منهم، وتقييد حركتهم، في مقابل فتح الأبواب أمام الدعاة الرسميين المعتدلين، وشيئا فشيئا تتكرس هذه الصورة العلمانية في أذهان الناس، شعروا أم لم يشعروا، وإن واقع أكثر البلاد العربية والإسلامية الآن يشهد لذلك مع تفاوت في حجم امتداد هذه العلمانية بين شعوبهم، فكثير من المسلمين في هذه البلاد يحب الإسلام، ويطبق بعض تعاليمه، لكنه – بسبب حملة التلبيس هذه - يرى الإسلام مقصورًا على مجرد بعض المظاهر التعبدية "الفردية" باختيار الفرد، ولا يجوز له التدخل في "الآخر"، ولا فرض رؤية معينة عليه، فضلا عن فرضها على المظهر السياسي، أو الإعلامي، أو الاقتصادي للدولة.
وهذا يفسر الترويج لنموذج تلك الفتاة المتبرجة، التي تتحدث عن بعض المعجزات القرآنية في الصلاة، والصوم، أو لذلك الرئيس الذي يحارب كل مشروع إسلامي، لكنه يحرص على التقاط صور تذكارية مع بعض الرموز الإسلامية.
وعلى هذا النسق، فما الغضاضة في أن يرعى السفاح الذي أهلك الحرث والنسل في سوريا، مؤتمرًا يناقش قضية شرعية، ليخدع السذج، فيظهر وكأنه وإن لم يكن مسلما ليس بينه وبين الإسلام مشكلة، ويروج لدعايته هذه جمع من أصحاب العمائم، فرحين منتشين بانتصارهم على مخالفيهم من المسلمين، فقد نجحوا في تشويه صورتهم، وأفلحوا في تحسين صورة العدو، فلم يكترثوا بخداع المسلمين، ولا بتعميق هوة الخلاف بينهم.
إن العقلاء من جميع الأطراف والاتجاهات الإسلامية الدعوية سواء كانوا سلفين، أو إخوان، أو صوفية، أو أشعرية – إن صحت القسمة بأو – عليهم أن يدركوا أن التحدي الذي تواجهه الأمة أكبر من الجميع، فعليهم أن يعوا خطر التفرق، فيعملوا جاهدين على احتواء أسبابه، ونتائجه، وآثاره، وما الثورة السورية وما أصابها، وما أصاب مصر، وليبيا، واليمن وغيرها عنا ببعيد، وصدق الله القائل }ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{.
الفكرة الثانية:
ولهذا فأني أدعو الجميع لإعادة رسم خريطة الصراع، فليس الخلاف الحقيقي الآن هو خلاف الأشاعرة مع السلفين، أو السلفين مع الصوفية، أو ربما السلفيين مع الإخوان، لكنه الخلاف بين من يعمل لصالح المشروع الإسلامي المتمثل في إعلاء كلمة الله، وبين من يعمل على إعلاء كلمة غيره، هذا باختصار شديد. هذا الخلاف، في حقيقته خلاف في أصل العقيدة، هو خلاف في أصل التوحيد، فأصل التوحيد قائم اعتقاد على علو الله على خلقه بجميع صور العلو، ومن لوازمه اعتقاد خضوع الخلائق كلها لله وهو معنى العبادة، فالمعبود هو الأعلى }سبح اسم ربك الأعلى{، ولا يقول الإنسان }إياك نعبد وإياك نستعين{ إلا إذا ذل حسا، ومعنى لربه، فمن اعتنق هذا، تحرك قلبه بمحبة الله، وتحرك قلبه بتعظيم ما يرد عن الله، وهو شرع الله جل وعلا، ولم يقبل أن يرى شرعًا يعلو شرع الله، ولا يهدأ له بال إذا رأى شرع الله دونا، حتى يعود ليكون الأعلى }هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون{. ومن تحرك قلبه بتعظيم الله، ومحبته، وتعظيم شرعه، ومحبة شرعه، امتلأ قلبه بحب من عظم الله، وأحب الله، وامتلأ قلبه ببغض من تمرد على الله، واستكبر عليه، واستكبر على شرعه }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ * ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ * وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{ ولهذا ترى هذا الإنسان الذي يتحرك وفق عقيدته، يتنفسها صباح مساء، يحب كل من أحب الله ويواليهم، ويبغض كل من أبغض الله ويعاديهم، يتمثل قول الله جل وعلا }لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ * أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ *وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا * رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ * أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ * أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{، وهذا هو الأصل العقدي الثاني الذي يجمعهم، الولاء لله، ولرسوله، وللمؤمنين، والعداء لأعداء الدين، والعمل بهذا الأصل له أبلغ الأثر في وحدة الأمة ووحدة مواقفها السياسية }واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا{.
وهؤلاء الذين يعظمون الله وشرعه، فوق كل تعظيم، فيهم السلفيون، والأشاعرة، والصوفية، والإخوان، والتبليغ، وحزب التحرير، وغيرهم، فأصل العقيدة يجمع هؤلاء، وإن اختلفوا فيما دون ذلك الأصل، سواء كان خلافا في آحاد أو عشرات ...وأصل الولاء والبراء يوحدهم، }وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ * يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ * أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ * إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{.
إذًا، على هؤلاء وغيرهم ممن يتفق معهم في العمل على إعلاء كلمة الله، وتعظيمه، وتعظيم شرعه، أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتمثلوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الإسلام (وهم يد على من سواهم)،،، وهذه هي سنة المسلمين التي ساروا عليها في أغلب عصور الإسلام، فكانت لهم العزة والغلبة على أعدائهم، سواء كان في عهد الدولة الأموية، أم الدولة العباسية، أو الدولة العثمانية في غالب عهدها، وهذا هو الذي منحهم القوة، والتمكين في الأرض، وهذا هو ما تقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة، الجهاد مع البر والفاجر من المسلمين، فالوحدة واجبة بين المسلمين كلهم وقت الصراع مع غيرهم. وإذا تأسس ذلك الأصل، أعدنا بناء عليه رسم خريطة الصراع في العالم، فالمسلمون الذين يعملون على إعلاء كلمة الله، وجعل الهيمنة خالصة له وحده، والتخلص من التبعية لغير الله، والاستقلال بقرارهم، والمضي في طريقهم، وبناء دولهم على العبودية لله وحده، هؤلاء في كفة، سواء كانوا سلفين، أم اشاعرة، أم صوفية، أم إخوان، أم تحرير، أم تبليغ، كلهم في جانب.
وفي الجانب الآخر، أعداء الله، وأعداء البشرية، الذين يريدون فرض هيمنتهم على العالم، ومن ثم يتمردون على الهيمنة الألهية، ويجتمعون على ذلك }وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ * إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{، مع كثرة اختلافهم "العقائدي" فيما دون ذلك.
ويواليهم، ظاهرا، أو باطنا، جزئيا، أو كليا، بقصد أو بدون قصد عدد من السلفين، والإخوان، والأشاعرة، والصوفية وغيرهم.
وقد جرى عمل المسلمين في أغلب عصور الإسلام وبلاده على أنهم واختلفوا فيما بينهم وتقاتلوا، يجتمعون على قتال عدوهم، ولم يعهد التاريخ الإسلامي – والحكم للغالب - أن اصطف المسلم مع الكافر في قتال المسلم، ولم تتبن ذلك أي طائفة من المسلمين غير الروافض، ولما حصل ذلك من بعض المسلمين في الأندلس وغيرها، ضعفوا، ثم لم يلبثوا أن هزموا شر هزيمة.
إذا علينا أن نعيد إعادة خريطة الصراع كما كانت، المسلمون كلهم، سلفيهم، وخلفيهم، كلهم أمة واحدة، وهم يد على كل من عاداهم، ووالى من عادهم، ولو انتسب للسلفين، أو الخلفين.
الفكرة الثالثة:
ولهذا فإن اللغة التي استخدمها كثير من الإخوة السلفين في التعقيب على مؤتمر الشيشان، حيث ألقوا باللائمة على الصوفية والأشاعرة في المشاركة في هذا المؤتمر، والقرارات التي خرج بها، تلك اللغة غير صحيحة، وقد تزيد في مرض الفرقة، بدلا من علاجه، بل إنها تعكس أن المؤتمر والمتآمرين من خلفه نجحوا في مسعاهم، وهو تصوير الصراع على أنه سلفي أشعري، وليس صراعا بين المشروع الإسلامي، والمشروع الاستعماري، أو صراع بين الإسلام والكفر، وعليهم أن يدركوا أنه ليس جميع الصوفية والأشاعرة موالين للمشروع الكفري الاستعماري، كما أنه ليس من الصحيح أن كل السلفين مقاومون لهذا المشروع، فهناك عدد من المنتسبين للسلفية موالون لمشروع الهيمنة.
ولا أظن أن السلفيين الذين انتقدوا المؤتمر، كانوا سيكفون عن انتقاده لو أنه شملهم في تعريفه لأهل السنة، فمشكلة المؤتمر الكبرى تحويله الأنظار من الصراع الحقيقي بين الهيمنة الكفرية، والاستقلال الإسلامي، إلى صراع وهمي يكرس شتات الأمة، وهو خلاف مذهبي بين السلفية والأشعرية، تعايشت الأمة معه أغلب قرونها.
ولهذا فإنها دعوة للسلفين خصوصا على تجنب استخدام ألقاب الاتجاهات الإسلامية الأخرى بصورة سلبية إقصائية لاسيما الصوفية والأشاعرة عند حديثهم عن مشروع الهيمنة العالمية، وعلينا أن نتذكر أن كثيرا من الصوفية، والأشاعرة هم ممن دافعوا -ولا زالوا -عن حياض الإسلام في أزمنة متفاوته، وكتب الله على أيديهم إعلاء كلمته في كثير من البقاع.
وعلى الأخوة من الاتجاهات الصوفية على وجه الخصوص أن يعوا حجم المؤامرة، فلا يدفعهم بغضهم للسلفين، أو شعورهم ببغض السلفين لهم، بالانحياز لإعداء الإسلام، من الموالين لمشروع الهيمنة الصهيوني الروسي الأمريكي، ولو ظاهرا، وعليهم أن يرفضوا وبقوة اتهامهم بالولاء لذلك المشروع، وذلك ببيان موقفهم وبكل صراحة منه، وعليهم أن لا يحملهم ولائهم للقلب "التصوف" بالوقوف مع كل من تسمى به، ولو كان خنجرا في ظهر الإسلام،،، وعليهم أن يعلنوا موقفهم بصراحة - كما أن على السلفيين أن يعلنوا موقفهم بصراحة -، من كل من ينتسب إليهم، ممن يوالي أعداء الله.
وفي هذا الوقت العصيب، وفي خضم هذه المؤامرات الشيطانية، يجب أن يتجنب الفريقان "تصفية الحسابات" بطريقة قذرة مع مخالفيهم، بأن يستغل كل طرف اقتراب بعض السلطات والأنظمة منه، لتصفية حساباته مع الطرف الآخر، فما أقذر من هذه الطريقة وما أخسها، ولذا حرمتها الشريعة بشكل قاطع، فإنها تصطدم مع قول النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه) وما في معناه من أحاديث، وفيها نوع من الاستعانة بالكافر الظالم على المسلم المخالف، وقد تقدم لنا طرف مما ورد في ذلك من آي وحديث.
وآخر ما يقال هنا، وإن لم يكن آخر ما يقال على وجه الإطلاق، أن نتذكر جميعا أن أصل الإسلام مستهدف، وأن مشروع الهيمنة الصهيوني-الأمريكي-الروسي لن يرضى بإسلام صوفي، فضلا عن أن يرضى بإسلام سلفي، فقد قال الله جل وعلا }ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم{، وقال أيضا عن المشركين }ولا يزالون يقاتلونكم فيه حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا{، وليتذكر الجميع أن المشترك بينهم أكبر بكثير من المشترك بينهم وبين غير المسلمين مهما ظهر من عدالتهم، فكيف بمن جمع بين العداوة والعدالة ظاهرا، أو أظهر عداوة خالصة، ولنعلم جميعا أن هذا المؤتمر وأمثاله إنما هو إعادة إخراج لمسلسل: إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وسوم: العدد 685