مقارنة وتسوية مصاريف العطلة الصيفية والدخول المدرسي بثمن الأضاحي سوء أدب مع شعيرة دينية عظمى تستوجب التعزير
جرت عادة أقلام بعض السفهاء كلما تزامن الدخول المدرسي مع مناسبة دينية كشهر الصيام أوعيدي الفطر والأضحى تعمد الإساءة بطرق ماكرة وخبيثة للشعائر الدينية من قبيل مقارنة مصاريف العطل الصيفية أو الدخول المدرسي أو ما شابه ذلك بما يصرف في المناسبات الدينية خصوصا ثمن الأضاحي مع الإشارة تصريحا وبكل وقاحة أن اقتناء هذه الأضاحي يرهق القدرة الشرائية للمواطنين وكأن الأمر لا يتعلق بشعيرة دينية عظمى ترتبط بالركن الخامس من أركان الإسلام الذي يقوم عليها هذا الدين ،فضلا عن ارتباطه بحدث ديني عظيم هو معجزة خليل الله إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام . ومعلوم أن التجاسر على الدين و على المقدس ينتشر بشكل مطرد في السنوات الأخيرة من قبيل الدعوة للإفطار في رمضان ، والحرية الجنسية أو الرضائية وحرية الردة ، ومصدره كل ذلك جهات لها توجهات لائكية علمانية معروفة بعدائها لكل ما له علاقة بالدين . وقبل سنوات خلت لم يكن هذا التجاسر منشرا كما هو حاله اليوم ، بل كان مقتصرا على شرذمة قليلة من المارقين من الدين من الذين استلبوا فكريا من قبل الإيديولوجيات المادية والملحدة المنحرفة . ويأخذ التجاسر على الدين والمقدس شكلين : الأول اعتماد أسلوب إنكارهما أوالتشكيك فيهما ، والثاني اعتماد أسلوب السخرية منهما والاستهزاء بهما . ويتحايل السفهاء المنكرون للدين والمقدس على عموم الناس بترويج النكت الساخرة بهما خصوصا في زمن انتشار الأنترنيت والهواتف الخلوية إذا لا يكاد سفيه تافه ينشر نكة يسخر بها من الدين والمقدس حتى ينتشر ذلك بين الناس بشكل واسع ، وقد لا ينتبه إلى النوايا الخبيثة والمبيتة وراء نشرها وعلى رأسها النيل من الدين والمقدس . ومما نشر على موقع إلكتروني معروف على الشبكة العنكبوتية مقال تحت عنوان : " الصيف والعيد والمدارس دخول اجتماعي مكلف يرعب المغاربة " وصاحبت هذا المقال صورة كاركاتورية لرسام معروف ،وهي عبارة عن خروف يلتهم أدوات مدرسية . والعنوان والصورة الكاريكاتورية معا يعبران بوضوح وخبث عن الاستخفاف بالمناسبة الدينية . أما العنوان فقد سوى بين المناسبة الدينية والعطلة الصيفية والدخول المدرسي، وفي هذا نيل واضح من قدسية الدين واستنقاص من شأنه حين صار مجرد مناسبة كغيرها من المناسبات تتطلب مصاريف هي في الدرجة الثالثة بعد مصاريف العطلة الصيفية واللوازم المدرسية مع الإشارة بوضوح إلى أن مصاريف الأضحى هي التي ترهق كاهل المغاربة، ولأن مصاريف العطلة الصيفية واللوازم المدرسية فرض عين بينما أضاحي العيد مجرد سنة مؤكدة . وفي فتاوى العلمانيين وبكل وقاحة تعتبر مجرد تقليد ظلامي وخرافي ،بل عبارة عن اعتداء على حقوق الحيوان عند الأكثر تطرفا منهم. وأما الصورة الكاريكاتورية فتتضمن سخرية واستهزاء واضحين بعيد الفطر فضلا عن اتهامه بشكل مكشوف بالتضييق على الدخول المدرسي حيث صور خروف العيد وهو يلتهم لوازم مدرسية الشيء الذي يعني تضييق ثمن الأضحية على المواطن ،والمراد بذلك تمرير فكرة نشر التضجر من شعيرة دينية وذلك من أجل انتزاع الوازع الديني من قلوب وعقول المغاربة الذين تربوا على تقديس الشعائر الدينية منذ الفتح الإسلامي المبارك وهو نعمة من الله عز وجل على هذه الأمة .وتشتم من هذا المقال و من الصورة الكاريكاتورية المصاحبة له رائحة الصراع الحزبي ونحن على أبواب الاستحقاقات الانتخابية ، و هما يدخلان ضمن حملة انتخابية مبطنة قبل الأوان وبطريقة ماكرة مسيئة للدين لمجرد وجود حزب يتنافس مع غيره من الأحزاب ،وهو محسوب على المرجعية الدينية . ولما كان هذا الحزب يراهن على الرصيد التعبدي والأخلاقي، فإن الحملات الانتخابية ضده تستهدف بشكل لافت للنظر هذا الرصيد بشكل أو بآخر وبخبث ومكر كما هو الحال بالنسبة لعضوي حركة الإصلاح والتوحيد اللذين شهر بهما إعلاميا تشهيرا غير مسبوق لكون الحركة تعتبر الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية ، وقد أخذ الحزب والحركة معا بجريرة العضوين ـ إن صحت الروايات ولم يتعلق الأمر بمؤامرة محبوكة كما تقول بعض الجهات ـ وصار كل من في الحزب والحركة مطعون في سلوكه، وذلك لسحب حسن السيرة منهما رغبة في ترجيح كفة حزب أو أحزاب أخرى لا تعول على الرصيد الديني والأخلاقي في حملاتها الانتخابية. وفي خضم الصراع الحزبي والسياسي تتم الإساءة للدين وللمقدس من خلال التجرؤ الوقح عليهما من أجل التطبيع مع التجاسر عليهما استهدافا للوازع الدين، وبذلك تكون بعض الجهات قد ضربت عصفورين بحجر: عصفور الدين والمقدس وعصفور الانتخابات . والبليد من يعتقد البلادة والغباء في الشعب المغربي الراسخ القدم في التدين ،والذي لم تنل منه رياح الملل والنحل والإيديولوجيات مع أنه في موقع جغرافي لا يصعب معه تسرب تلك الملل والنحل والإيديولوجيات ومع ذلك منعت مناعة المغاربة من أوبئة الفاسد الوافد من تلك الملل والنحل والإيديولوجيات . وتراهن شرذمة المارقين من الدين على وسائل الاتصال المنتشرة بشكل غير مسبوق للإيهام بأن مواقفها من الدين والمقدس لها انتشار واسع بين المغاربة ،وهو سوء حساب وسوء تقدير بل غفلة وغباء من تلك الشرذمة وهو ما يؤكده تمسك وتشبث المغاربة بالدين والمقدس، ولا شك أن مصليات يوم غد إن شاء الله تعالى مع حلول العيد الكبير ستلقم هؤلاء المارقين حجرا كما تلقم الكلاب العاوية ، وسيجدون أنفسهم غزايا وفي حالة شرود ،وسيكون ما روجوا له من سخرية واستخفاف بالدين حسرة عليهم ثم يغلبون . وأخيرا لا بد للجهات المسؤولة على الدين في بلد إمارة المؤمنين أن تتصدى بحزم وصرامة لكل محاولة خبيثة صريحة أو مبطنة تستهدف الدين والمقدس لأسباب حزبية وسياسوية وانتخابية .
وسوم: العدد 685