المواقع الإعلامية التي لم تلتزم الحياد في تغطية الحملة الانتخابية فقدت مصداقيتها لدى الرأي العام

اختلفت مواقف المنابر الإعلامية في تغطية الحملة الانتخابية بين محايدة ومنحازة. ومعلوم أن رسالة الإعلام رسالة نبيلة ، ومن نبلها التزام الموضوعية والحياد في نقل الأخبار احتراما لمصداقيتها لدى الرأي العام الذي من حقه أن يصل إلى المعلومة دون أن تحجب أو تحور أو تحرف أو تتعرض للتصرف والبتر. ولا يمكن للمنابر الإعلامية التي اختارت الانحياز لهذا الطيف الحزبي أو ذاك أن تكون أمينة في نقل المعلومة للرأي العام ، والانحياز يجعل المنحاز ينظر بعين رضى وعين سخط كما قال الشاعر :

والمتتبع للمواقع المنحازة عندنا  لاحظ بشكل واضح انحيازها المتمثل في الرضا عن طيف حزبي والسخط عن آخر . فالطيف الذي حظي برضاها كلت عين الرضا عن كل عيب فيه ، أما الطيف الذي ناله منها السخط فقد أبدت عين السخط عيوبه ما صح منها وما لم يصح . وكان الأجدر بالمواقع الإعلامية التي تحترم مصداقيتها أن تقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب المتنافسة ، وأن تخصص لها جميعا نفس الحيز الإعلامي  ، ذلك أن اختلاف  حجم الحيز الإعلامي المخصص لكل حزب يشي بنوع من الانحياز . وكان من المفروض أن تلعب المواقع الإعلامية دورا إيجابيا في الحملة الانتخابية، وذلك بفسح المجال وبحياد تام أمام المقارعة الحزبية في مجال عرض البرامج الانتخابية كما يحدث في إعلام الدول الديمقراطية حيث تتقابل الأحزاب المتنافسة في محطات أو مواقع إعلامية لعرض كل حزب برنامجه بخصوص قضايا معينة . وما عايناه في إعلامنا مع شديد الأسف هو الاقتصار على نقل الاتهامات والتجريح والتخوين عوض نقل البرامج . ولا يكاد طيف حزبي يسأل عن  تصوره حول كيفية معالجة معضلة أو مشكلة ما حتى يشرع في تخوين واتهامه غيره ،الشيء الذي يعني أن أحزابنا لا زالت بعيدة عن الثقافة الديمقراطية  ، وهي لا تساير طموح وتطلع الشعب المغربي نحو الديمقراطية الحقيقية كما هو الشأن بالنسبة لشعوب الدول الديمقراطية .

وأخيرا نقول لقد ضاعت مصداقية المواقع التي اختارت الانحياز عوض الحياد في تغطية الحملة الانتخابية ،علما بأن المصداقية لا تقدر بثمن إذا فقدت فهي عذرية المواقع الإعلامية.

وسوم: العدد 689